عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-04-2008, 02:35 AM   #6
معلومات العضو
بنت الجزيرة
عضو

افتراضي تم وبحمد الله ،،،

قلت وبالله التوفيق :
1)- الأولى بل الصحيح ترك فعل ذلك لعدم ثبوته عن رسول الله r وخلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة 0
2)- إن الجهل في الأمور الشرعية قد تفشى في العصر الذي نعيش فيه ، وقد يكون ذلك الفعل ذريعة للوقوع في محاذير شرعية تؤدي إلى مفاسد عظيمة ، كالوقوع في الكفر والشرك والمعصية بحسب حالها ، ولا بد من تقدير المصلحة الشرعية للقاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) 0
3)- لا يمكن أن يفهم ذلك الفعل كما فهم أيام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ونحن جازمين بأن القرن الذي عاش فيه هؤلاء الأعلام أفضل مما نعيشه اليوم ، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك 0
وأود هنا التنبيه بأن فتاوى اللجنة الدائمة لا تعني مطلقاً أنها تضرب بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله – عرض الحائط ، إنما يصدر مثل هذه الفتوى بناء على القاعدة الفقهية التي ذكرتها آنفاً ( قاعدة سد الذرائع )ونظرا لأن فيه مشابهة لما يقوم به السحرة والمشعوذين 0
و ( الحكم على الشيء فرع من تصوره ) ، وأنت تعلم أن الخرق قد اتسع الراقع بخصوص مسائل كثيرة متعلقة بالرقية والعلاج والاستشفاء ، فالأولى تركها .
33ـ منهم من يقول إذا كنت تعالج فتاة لم تتزوج لابد من تحصينها فتقول بسم الله على عرضك ومستقبلك ويعلل ذلك بقوله: حتى لا يخرج الجني من فرجها فيفض غشاء بكارتها.
34- كتابة الحروف السواقط وهى حروف الهجاء المتبقية والتى لم ترد فى سورة الفاتحة ( ث ،ج ،ز ،ش ،ظ ،ف ) فى خرقة ويكتب معها ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل . . .الآية ) ثم تحرق الخرقة ويشمها المريض فيحترق الجنى الصارع .
35- يلجأ بعض المعالجين لتفسير بعض الآيات التي يرقون بها المرضى لتفسيرات خاطئة حسب فهمهم القاصر دون العودة للينبوع الحقيقي في تفسير تلك الآيات ، كما فسرها الصحابة والتابعون والسلف وعلماء الأمة ، ومما لا شك فيه أن ذلك خطأ وانحراف عن منهج السلف الصالح في تفسير تلك النصوص ، وأذكر بعض تلك النماذج :
أ )- قال تعالى في محكم كتابه : ** وَجَعَلوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ)
زعم بعض المعالجين أن قراءة هذه الآية تؤدي لاستحضار الجني الصارع المتلبس بالإنسي ، وهذا تفسير قاصر يخالف تفسير علماء الأمة لهذه الآية الكريمة ، كما بين ذلك ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره آنفا 0
ب)- قال تعالى في محكم كتابه وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ) .
وتفسير ذلك من قبل البعض على نحو خاطئ ، وادعاء أن من يقرأ هذه الآية الكريمة يجعل الله سبحانه وتعالى بينه وبين الجن والشياطين حاجزا وسدا منيعا بحيث لا يستطيعون إليه سبيلا 0
علما أن قراءة كتاب الله سبحانه وتعالى فيه حفظ وصون للمسلم إن قرأ بتأمل وتدبر وعمل بمقتضاه ، وهناك بعض الآيات والأذكار التي ورد بها النص والتي تقي وتحفظ من الشيطان ، كآية الكرسي ، وحديث من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له 000 كانت له حرزا من الشيطان 000 الحديث 0
وتفسير القرآن بالرأي الذي يستند للهوى والمذهب دون معرفة المفسر لكلام العرب ومناحيهم في القول ، ومعرفته للألفاظ العربية ووجوه دلالتها ، واستعانته في ذلك بالشعر الجاهلي ووقوفه على أسباب النزول ، ومعرفته بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن ، وغير ذلك من الأدوات التي يحتاج إليها المفسر يعتبر باطلا ومردودا ، ولا يقبل بأي حال من الأحول ، خاصة إن صدر من جاهل ليس له علم بالكتاب والسنة ، ولا يبني الاستنباط والقياس بناء على أقوال أهل العلم ، وقد عنيت تحت هذا العنوان بعض جهلة المعالجين ممن أصبح يتأول ويفسر النصوص القرآنية والحديثية بناء على ما يمليه عقله دون علم شرعي أو وازع ديني أو رادع أخلاقي .
يعمد بعض المعالجين باتباع أسلوب يعتمد على ترديد كلمات في السور والآيات لأكثر من مرة ، فعند قراءة المعالج مثلا لآية : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لأدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ ) فتراه يكرر كلمة 00 أبى 00 أبى 00 أبى 00 أبى 000 وهكذا ، أو أن يقرأ مثلاً : ( هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور)
ثم يكرر كلمة 00 موتوا 00 موتوا وهكذا ، وهذا الأسلوب لا يجوز استخدامه في الرقية والعلاج لأسباب كثيرة أذكر منها:
1)- إن القراءة بهذه الكيفية واتخاذ ذلك وسيلة في العلاج والاستشفاء لم يثبت فعله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه والتابعين وسلف هذه الأمة وعلمائها 0
2)- إن اتخاذ هذه الكيفية في الرقية والعلاج يعتبر خروجاً عن المشروع في قراءة القرآن وتدبره وفهم معانيه واستشعاره ، وإيصال رسالته للآخرين 0
3)- كثير من المعالجين ممن يتخذ هذه الكيفية وسيلة للعلاج يقع في تأويلات باطلة ، بحيث يكرر كلمات مقصودة ، تُأول بمعنى يفهمه ويريده المعالج فتخرج بذلك عن المعنى المراد منها والذي قصده من جراء تكرار تلك الكلمات ، فيحرفون الكلم عن مواضعه 0
4)- وقراءة القرآن بهذه الكيفية يعتبر منافياً للأدب المطلوب مع كلام رب العالمين 0
5)- قد يزرع استخدام هذه الكيفية في الرقية والعلاج الريبة والشك في نفوس الحاضرين ، وقد يفهمون ذلك فهماً خاطئاً وبالتالي توضع علامات الاستفهام الكثيرة على هذا المعالج أو ذاك 0
6)- قد ينظر بعض المرضى للمعالج الذي يستخدم هذا الأسلوب في الرقية والعلاج بمنظار السخرية من جراء تكراره لهذه الكلمات ، خاصة أن البعض قد يشير للمريض بطريقة مضحكة ، تثير علامات استفهام كثيرة لدى الحاضرين 0
ومن أجل ذلك فإنه لا يجوز استخدام الرقية والعلاج بهذه الكيفية ، أما تكرار قراءة بعض السور أو الآيات المأثورة والثابت نفعها من خلال النصوص النقلية الصريحة ، أو تلك التي لها وقع وتأثير على الجن والشياطين وتراً وبخاصة الآيات التي تقرر التوحيد في النفوس أو المتضمنة جانب الترغيب والترهيب ، أو التي تتحدث عن الجنة والنار فلا حرج في ذلك ، مع إيضاح ذلك للعامة وتعريفهم بذلك 0
36- لجوء بعض المعالجين بالدعاء على الكفرة من الجن والشياطين أو الدعاء لهم :
والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا العنوان : ما هو الحكم الشرعي لذلك ، وهل يجوز فعله واعتماده في العلاج ؟؟؟
والجواب : نعم ، فقد دلت النصوص الصريحة الصحيحة على ذلك الفعل وأذكر ذلك على النحو التالي :
* عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : ( قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن دوسا عصت وأبت ، فأدع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس 0 قال : اللهم اهد دوسا وائت بهم )
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله " باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم ) ذكر فيه حديث أبي هريرة في قدوم الطفيل بن عمرو الدوسي وقول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم اهد دوسا " وهو ظاهر فيما ترجم له ، وقوله " ليتألفهم " من تفقه المصنف إشارة منه إلى الفرق بين المقامين ، وأنه r كان تارة يدعو عليهم وتارة يدعو لهم ، فالحالة الأولى حيث تشتد شوكتهم ويكثر أذاهم كما تقدم في الأحاديث ، والحالة الثانية حيث تؤمن غائلتهم ويرجى تألفهم كما في قصة دوس ) .
قلت : وبناء على ما ذكره الحافظ في الفتح فلا بأس بالدعوة للجن بالهداية والاستقامة والصلاح ، وتذكيرهم بالله وباليوم الآخر ، فهم مكلفون وينطبق عليهم ما ينطبق على الإنس من أحكام شرعية ، وقد جرب المجربون والمتمرسون هذا الجانب الدعوي ، فتارة يدعى لهم عندما تؤمن غائلتهم ، وتارة أخرى يدعى عليهم حين اشتداد شوكتهم وأذاهم ، وقد نفع هذا الأسلوب أيما انتفاع ، وكانت له نتائج طيبة ولله الحمد والمنه والله تعالى أعلم 0
وأخيرا" وصية للرقاة اتقوا الله ولا تجعلوا الله أهون الناظرين فلا تستهينون بآيات الله فإنه يمهل ولا يهمل ولا يغركم ستر الله فقد تهتك الأستار ولا تأمنوا مكر الله واتقوا الله في أمانات المسلمين وتذكروا أن بيوتكم عورة وكما تدين تدان ،،،


(1) سورة الصافات – الآية 158 ) 0


(2) سورة الصافات – الآية 158 ) 0


(1) ( سورة آل عمران – الآية 119 )


(2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 2 / 243 ، 448 ، 502 ، والإمام البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد ( 100 ) - برقم ( 2937 ) 0


(2) فتح الباري – 6 / 108 ) 0



تم وبحمد الله ،،،،،،،
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة