[تعبانة من الغربة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل خادم الاسلام جزاك الله بكل حرف الف حسنة وحاشاك من التقصير قد كفيت ووفيت بارك الله فيك
اخي الكريم لو قرات موضوعي جيدا فان مشكلتي ليست مع اولادي الصغار لانهم لازالوا يصغون ويستمعون لما نقول انا ووالدهم ولكن مشكلتي مع ابني الكبير الذي بلغ سن الرشد هو من اخاف عليه وادعوا له ليلا نهارا
كلامك كله صحيح وقد فعلنا انا ووالده مرارا وتكرارا وحاولنا بشتى الطرق
لقد كبر وترعرع للاسف في هذا المجتمع والله يعلم ماقاسيناه في بلد غريب عنا بكل معنى الكلمة الغربة قاتلة وخصوصا في مجتمع غير عربي والاقسى ان يكون لنا اولاد قد بلغوا سن الرشد وقد انخرطوا في مجتمع لا يمت لنا باي صلة لا من قريب ولا من بعيد
العادات تختلف والتقاليد تختلف والدين يختلف وليس امامنا الا نقول حسبنا الله ونعم الوكيل لما وصلنا له
انا كتبت موضوعي هذا واعرف ان جميع العرب هنا يتجرعون المر والعذاب ولايوجد احد فينا لديه الشجاعة ليقول ابني عمل كذا اوبنتي عملت كذا وصدقني اخي هنا نخاف على الولد مثله مثل البنت وكلنا صامتين ومن قلة حيلتي كتبت وتمنيت ان اسمع دعاء جميل قد الله يستجيب من امة المسلمين في هذا الشهر الفضيل والايام المباركة
انا اعمل وزوجي جاهدين مثل ماقلت واكثر ولنا نوع من السيطرة على الصغار ولكن الكبير ليس لنا غير ان ندعو الله عز وجل ان يهديه ويصلح شانه خصوصا انه بمفهوم هذا المجتمع لايعمل شيء غير طبيعي وكل شيء عادي بالنسبة له والمجتمع كله اختلاط بين الجنسين في المدرسة وفي الجامعة وفي النادي وكل شيء مباح وهذا مايجعلني حزينة ولدي هذا الشعور الفضيع المؤلم بالذنب واحيانا كثيرة اتمنى لو كنا متنا في بلدنا ولا وصلنا الى هذا المكان
اوربا كلها مغرية للشباب ولكلا الجنسين حيث الحرية والرفاهية ولكن الله يعلم بحال الاباء والامهات والله يعيننا على مصيبتنا الحمد لله والشكر لله
اخي الفاضل كلامك كله حكمة وخصوصا فقرات الدعاء والاستغفار وهذا ما نفعله وليس بيدنا اي شيء سوى الدعاء والدعاء والله قادر ان ينظر لحالنا ليس فقط نحن ولكن كل العوائل المسلمة الملتزمة بمباديء ديننا الاسلامي
اشكرك على التفاعل بموضوعي هذا واشكر لك حسن كلامك الطيب ودعواتك الجميلة حفظ لك اهلك واولادك واولاد المسلمين من كل سوء
ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين
بارك الله فيك اخي خادم الاسلام وفي امان الله