[د.عبدالله]

شجرة السفرجل شجرة بستانية تعلو بحدود ستة أمتار، لها أوراق بيضاوية رمادية إلى خضراء، وأزهار قرنفلية أو بيضاء أو صفراء، وثمرة زكية الرائحة تشبه الإجاص. وهذه الشجرة توافقها الأراضي الطينية الغنية الرطبة، وتجنى ثمارها في الخريف عندما تنضج. والسفرجل غني بفيتامينات (أ، ب)، كما أنه غني بعناصر: الكبريت والفوسفور والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم. كما تحتوي الثمرة على أحماض التنيك والبكتين وأحماض الفاكهة وزيت ثابت.




السفرجل في الطب النبوي

قال ابن قيم الجوزية (رحمه الله) في الطب النبوي: روي في السفرجل أحاديث لا تصح. والسفرجل بارد يابس، ويختلف في ذلك باختلاف طعمه، وكله بارد قابض، جيد للمعدة، والحلو منه أقل برودة ويبساً، وأميل الى الاعتدال، والحامض أشد قبضاً ويُبساً وبرودة، وكله يسكن العطش والقيء، ويدر البول، ويعقل الطبع، وينفع من قرحة الأمعاء، ونفث الدم، وينفع من الغثيان، ويمنع من تصاعد الأبخرة اذا استعمل بعد الطعام. وهو قبل الطعام يقبض، وبعده يلين الطبع، ويسرع بانحدار الثقل، والإكثار منه مضر بالعصب، مولد للقولنج، ويطفىء المرة الصفراء المتولدة في المعدة. واذا شوي كان أقل لخشونته، وأخف. وأجوده ما أكل مشوياً أو مطبوخاً بالعسل، وحبه ينفع من خشونة الحلق، وقصبة الرئة، وكثير من الأمراض، ودهنه يمنع العرق، ويقوي المعدة، والمربى منه يقوي المعدة والكبد، ويشد القلب ويطيب النفس.




السفرجل في الطب العربي القديم

قال التركماني في “المعتمد”: ينفع من القيء، ويدر البول، ويحبس الطبع، ويقوي المعدة الحارة، ويعقل الطبيعة اذا أكل قبل الطعام، ويلينها اذا أكل بعد الطعام، وما أكل وهو غير نضيج فهو عسر الانحدار، يحبس الطبيعة بقوة، وهو يمنع سيلان الفضول الى الأحشاء، وعصارته تنفع من انصباب النفس والربو. وله خاصية عجيبة في تقوية الدماغ والقلب، ويحبس نفث الدم، واذا داومت الحامل على أكله - لا سيما من الشهر الثالث - كان ولدها حسن الصورة.. ويقطع الغثيان.

وزاد الأنطاكي في “التذكرة” فقال: مفرح يذهب الوسواس والكسل وسقوط الشهوة والخفقان وضعف الكبد واليرقان والصداع العتيق والنزلات كلها، ويحبس الدم والاسهال بعد اليأس، خصوصاً اذا أضيف إليه زهره وشوي.. ومعجونه المفوه بالدار صيني والجوز بوا والهال والقرنفل يهيج الباه ويصلح الحلق، ويزيل الذرب وفساد الهضم.




في الطب الحديث

السفرجل قابض، يعالج الاسهال عند الكبار والصغار، ولا ضرر، وينفع غرغرة لقروح الفم ومشكلات اللثة والتهاب الحلق، ويؤخذ شراباً لتحسين الهضم، وتسكين النزلات الصدرية والسل.




من الوصفات العلاجية

- لعلاج الاسهال والقيء وضعف المعدة والأمعاء، ونفث الدم والسل والعلل الرئوية: تقطع حبة واحدة من السفرجل، وتغلى في لتر ماء لمدة عشرين دقيقة، ثم يعصر المغلي بقوة، ويصفى، ويحلى ويشرب بمقدار ثلاثة فناجين يومياً بعد الطعام بساعة. - لعلاج نزلات البرد الصدرية والسعال (وخاصة السعال الديكي) ولعلاج الاسهال: تستحلب قبضة من الأوراق في لتر من الماء المغلي لمدة ربع ساعة، ويشرب منه مقدار ثلاث ملاعق كبيرة في اليوم.

- في حا لات ارتخاء المهبل، وهبوط الشرج وتفسخه (تشققه): يؤخذ مقدار قبضة من الأوراق، وتستحلب في كوبين من الماء المغلي لمدة ربع ساعة، ويستعمل بشكل غسول مهبلي أو شرجي حتى الشفاء وذلك كل يوم.

- لمحاربة تجاعيد الوجه: تنقع قبضة كبيرة من قشور ثمار السفرجل في كوبين من الماء وفنجان صغير من الكحول لمدة خمسة عشر يوماً.. يصفى بعدها، ويحفظ في زجاجة ليستعمل غسولاً وتلبيخاً للوجه.

- لعلاج الاسهال الحاد: يغلى مقدار 250 جراماً من الماء، مضافاً إليه فنجان من الأرز، ثم تضاف ملعقة من مسحوق السفرجل الى هذا المغلي حتى ينضج ثم يعطى للمصاب بالاسهال، كما يوصف لنحلاء الأجسام والمصابين باضطراب المعدة.

- للربو والسعال الديكي: يحضر مقدار ملعقة كبيرة من بذور السفرجل، وملعقة كبيرة من سكر النبات مع قليل من كنافة البحر، وتسحق جميعها، وتغلى في كوب ونصف من الماء. وعندما تبرد يؤخذ منها ثلاث مرات في اليوم. ويعالج المريض بهذه الكمية لمدة عشرة أيام، ويعطى للأطفال بمقدار فنجان قهوة في الصباح ومثله في المساء لمدة عشرة أيام أيضاً.

- لإزالة القشرة من الرأس: تنقع بذور السفرجل بالماء، ويمشط الشعر بالماء جيداً لمدة اثني عشر يوماً.



الأخ والزميل :

أكرم جميل قنبس

باحث وخبير في الطب النبوي وعلوم الأعشاب

عضو الجمعية العربية للطب التكميلي