عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-10-2009, 05:09 PM   #1
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي أنت مدعو لمهرجان ..و الدعوة عامة ..

إستيقضت باكرا على عادتي قبل أن يبدأ الكون مهرجانه العظيم
و يظهر لأم الدنيا بهجاته الرائعة
التي يكاد حسنها المسبح أن ينطق ببيان
تعجز عن غض طرفها عنه العينان
و تترنح في نشوة جماله النفس
يشرق بأنوار تأسر بسحرها اللب
و تكتسح إطرابها صفحات القلب
يكشف الستر و الغطاء عن عظمة آيات الله الكونية التي تحدثنا بلسان مبين
أقصت و أبطلت ببراعة روعتها المتناهية وعظمة سحرها أعمال المترجمين
غانية استغنت عن وسيط و اكتفت بلغات الإبداع تشاهده و تفسره لكل العيون
((هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ))

في يقضة كأنها الحلم الجميل جلست أنظر و أنتظر بلهفة
قرب الموعد لأمتطي جواد ا أصيلا يحملني و يوصلني لمبتغاي
حيث اللقاء مع من يطيب معها اللقاء
انتظرت حتى أطل علي الأفق بوججه المبتسم
وقد راح ينشر على الصبح سناه
و يسقي الرياض رحيقا من نداه

أطلق العنان لحمائم نسيم عليل في أصائله مر بخفة ليرشفني من نفحاته
بعد أن أخذ العين معه و أمالها لترى وجه الأرض يزهو ببساطه المزركش
يرسمه بريشة ملونة ناعمة على الرياض و الخمائل و الكل أسلم لها أحداقا
أزاهير و أزهار تلهو بحبات الندى يتلألأ منها النور يشع تواقا
و الماء السلسل الفضي كاللجين ينساب على الضفاف رقراقا
و الورد تألق في ربوع منابته و وجه الشروق و الضحى قد راقا
و تلك فراشات بألوانها الزاهية تتمايل و تطرق على الناظرين بفتنتها إطراقا
و براعم فتية تتفتح لتمد بدماء قلبها و ترتمي بين أحضان الأفنان إشفاقا
و العندليب الحر يغني برقة فوق الغصون ثم يطير في سماء الأمنيات خفاقا
مشهد بدى و كأنه مهرجان عظيم يحتفل بقدوم الشمس عروسا تزف لدار الدنيا
في زينة مدهشة لتوسط كبد السماء فتهتز لها الأرض مشرقة بالحياة إشراقا
فتبعث بتغاريد حرة معطرة إلى الآمال مرسلة لها من أريج الباقات أشواقا

همس كون واثق مسبح فيه من عجائب الخلق و الإبداع
((ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون))
و كأنه يذكرك لتتأمل في جلال عظمة و قدرته خالقه
جمال جنينات على الأرض كصورة مصغرة تثير فيك الأشواق
و تحرك فيك الإشتياق لجنة عظيمة تفوق الأوصاف
وعد الله بها عبادة المتقين
ما فيها من النعيم لم تدركه حتى قلوب المحبين
فمثلها ما رأت عين و لا بمثلها سمعت أذن
أعدت لمن عمل بجد ما فيه هزل
و جهاد لا يوقف مسراه كلل
و اجتهاد لا يعتريه ضيق أو ملل
((تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ))
مشهد خلق يقع على عينيك ليتوغل في عيون دواخلك
يهزها بهزة لطيفة قبل هزة عنيفة
فتشرق على صفحاته مشاعر التعظيم و الإجلال للخالق المبدع العظيم
فلا تملك معه إلا أن تسبح و تكبر و تهلل ربك العظيم
((رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار))
ركبت جوادي في انتشاء و قد أشرقت أنوار فاض بها القلب على جوارحي
و انطلقت بعد حيرة أسرت تفكيري فلا قدرت على سرعة قد تفقدني التمعن و التمتع ببهجة ذاك المهرجان
و جماله الساحر من فوقي و من تحتي و عن يميني و عن شمالي و من أمامي و قد تركت مثله خلفي
و لا قدرت على التأخر عن موعدي و اللقاء المنتظر
جمعت بين الرغبتين و انطلقت فموعدنا جنة من جنان الأرض
فيها كل ركن من أركان الكون لله العظيم يسبح
الطير و الشجر و الحجر الكل لله يسبح
فمتى أيها العبد الضعيف تسبح
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة