وهذه قصيدةٌ للحريريِّ صاحِبِ المقاماتِ ، وهي رائـيَّـةٌ مِن البحرِ الكاملِ التَّامِّ ، وإذا حُذِفَ منها آخرُ تفعيلتَين ، صارتْ داليَّـةً مِن الكاملِ المجزوءِ ، ويَكونُ الكلامُ تامًّا مستقيمًا في كلا الحالتَينِ !!
وهذا نص الرائية :
يَا خَـاطِبَ الدُّنـيَـا الدَّنِـيَّـةِ إنَّـها ******* شَـرَكُ الـرَّدَى وقَـرَارةُ الأكـدَارِ
دارٌ متَى مَـا أَضحَـكَتْ في يَومِهَا ******* أَبـكَتْ غَـدًا بُـعدًا لَـهَا مِـن دَارِ
و إِذَا أَظَـلَّ سَحابُـهَا لَـمْ يَنـتَـفِع ******* مِـنـهُ صَدًى لِـجَـهَـامِـهِ الغَـرَّارِ
غَـاراتُـها مَـا تَـنقَـضِي وأَسيرُهَـا ******* لَا يُـفـتَـدَى بِجَلائِـلِ الأخطار
كَـمْ مُـزدَهٍ بِـغُـرُورِهَا حَتَّى بَـدَا ******* مُـتَـمَـرِّدًا مُـتَـجَاوِزَ الـمِـقْـدَارِ
قَـلَبت لَهُ ظَهْرَ الـمِجَنِّ وأَولَغَتْ ******* فِـيهِ الـمُـدَى ونَزَت لأَخذِ الثَّارِ
فَـارْبَـأْ بِعُـمرِكَ أنْ يَمُـرَّ مُضَيَّـعًا ******* فِـيهَا سُدًى مِن غَيرِ مَا استِـظْهَارِ
واقْطَعْ عَلائِقَ حُـبِّـهَا وطِلَابِـهَـا ******* تَـلْـقَ الـهُدَى ورَفَاهـةَ الأَسـرَارِ
وارْقُب إذا مَا سالَمت مِن كَيـدِهَا ******* حَـربَ العِـدَا وتَـوَثُّـبَ الغَـدَّارِ
واعْلَـمْ بِأنَّ خُطُوبَـهَا تَـفْجَا ولَوْ ******* طالَ المدَى وَ وَنَتْ سُرَى الأقدَارِ
وهذه الدالية :
يَا خَـاطِـبَ الدُّنــيَـا الدَّنِــيَّـ ***** ـــةِ إنَّـــهـا شَـــرَكُ الـرَّدَى
دارٌ مــتَى مَـا أَضـــحَـكَـتْ ***** في يَــومِـهَا أَبـكَـتْ غَــــدَا
و إِذَا أَظَـــلَّ سَـــحــابُـــهَا ***** لَـمْ يَــنـتَـفِــع مِـنـهُ صَـدَى
غَـاراتُـها مَــــا تَـنــــقَـضِي ***** وأَســـيرُهَـا لَا يُـفـــتَــدَى
كَـــمْ مُـــزدَهٍ بِــغُــرُورِهَـا ***** حَــتَّى بَـــدَا مُـــتَــمَـــرِّدَا
قَـلَبــت لَـهُ ظَـهْــرَ الـمِجَنِّ ***** وأَولَــغَـتْ فِـيــهِ الـمُــدَى
فَـارْبَـأْ بِــعُـمـرِكَ أنْ يَـمُـرَّ ***** مُـضَيَّـعًـــافِـيــهَــا سُــدًى
واقْــطَـعْ عَــلائِــقَ حُــبِّـهَا ***** وطِــلَابِـهَـا تَــلْـقَ الـهُـدَى
وارْقُــب إذا مَا ســالَـمَـت ***** مِـن كَــيـدِهَا حَـربَ الـعِـدَا
واعْلَـمْ بِــأنَّ خُـــطُـوبَـهَــا ***** تَـفْــجَـا ولَوْ طـالَ الـمَـدَى