عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-03-2017, 05:50 AM   #8
معلومات العضو
مسلم سلفي
Moderator

I15

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة فضيلة الشيخ اسامة المعاني بارك الله فيك وحفظك من شياطين الجن والانس ومن كل معلن او مسر اللهم امين . وبعد :
فاني كنت قد عزمت على ترك اطالة النفس في هذه المسالة انشغالا بحالي ولكن خارت عزيمتي امام سطوة القاعدة الشرعية التي صرخت قائلة ( لا يجوز تاخير البيان عن وقت الحال ) فاستعذت بالله من الشيطان انه عدو مضل مبين .

وقد اكون اخطات حين قلت ( وانا اعلمه للناس ) فتفكرت فيها وقلت وكانك يا مسلم تزكي نفسك فاوصلتها الى رتبة عالم يعلم الناس الذي لولا هؤلاء العلماء لصار الناس كالبهائم كما قيل . فاستغفر الله من هذا .
وقلت لنفسي انت حتى لا تستطيع ان تقدر على شيطانك فكيف وضعت نفسك في رتبة عالم يدفع الشياطين عن الناس ( باذن الله ) وانت حتى لم تصل لرتبه طالب علم مبتدء . فاسال الله ان يغفر لي فقد قال تعالى ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) النساء

ولكن للبيان فقط مما راجعته من كلام العلماء الافاضل الذين نحسبك منهم بفضل الله بان لي الاتي :

اولا : ان السؤال الموجه لفضيلة الشيخ ابن باز السالف الذكر كان عن استغاثة شركية بين فيها الشيخ حكمها ولم يتعرض لمسالة هل يجوز الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه ام لا وماهي ضوابطه . فلا يصح ان تتخذ متكأ لنفي كلامي .

الثاني : ان هناك فرق بين الاستعانة والاستغاثة في المراد منهما وهو ان الاستعانة طلب العون على تحصيل خير والاستغاثة تكون في الشدائد كما قال تعالى ( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين ) الانفال _ وواضح ان الامر كان في الشدة وهي الحرب .

الثالث : ما تفضلتم به في الاستعانه بالمخلوق وضوابطة ان يكون المستعان به حيا حاضرا له قدرة، يقال ايضا في الاستغاثة ولا فرق بينهما ودليلي قول الله في شان موسى ( فاستغاثه الذي من شيعته ) ومن الملاحظ ان موسى قد اغاثه في تلك الشدة .
واضرب لذلك مثالا : انسان في البحر لا يستطيع العوم اوشك على الغرق ومر عليه رجل في مركب .
فقال له الذي في البحر : اغثني اغثني فقال له صاحب المركب لا تستغيث الا بالله يا مشرك ومضى وتركه .
فمات الرجل في البحر .
فحكى صاحب المركب لصاحب له القصة
فقال له صاحبه : وماذا اردت ان يقول لتنقذه
قال صاحب المركب : لو قال اعني اعني لانقذته .
فقال صاحبه : والاولى ان يترك الاستعانه (!!!) .
وكان هناك رجلا عاقلا يستمع لهم فضرب كفا بكف متعجبا وقال في غضب : قتلتم الرجل قتلكم الله .

رابعا : بعض النقول لاهل العلم في جواز الاستغاثة بالملخوق فيما يقدر عليه بشرط ان يكون حيا حاضرا :

قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله عند شرحه لحديث "إنه لا يستغاث بي ":
قوله: "إنه لا يستغاث بي"، ظاهر هذه الجملة النفي مطلقاً، ويحتمل أن المراد: لا يستغاث به في هذه القضية المعينة.
فعلى الأول: يكون نفي الاستغاثة من باب سد الذرائع والتأدب في اللفظ ، وليس من باب الحكم بالعموم، لأن نفي الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم ليس على إطلاقه ، بل تجوز الاستغاثة به فيما يقدر عليه.
أما إذا قلنا: إن النفي عائد إلى القضية المعينة التي استغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم منها، فإنه يكون على الحقيقة ، أي: على النفي الحقيقي، أي: لا يستغاث بي في مثل هذه القضية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل المنافقين معاملة المسلمين ، ولا يمكنه حسب الحكم الظاهر للمنافقين أن ينتقم من هذا المنافق انتقاماً ظاهراً، إذ إن المنافقين يستترون، وعلى هذا، فلا يستغاث للتخلص من المنافق إلا بالله. القول المفيد شرح كتاب التوحيد

قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله عند شرحه للأصول الثلاثة :
الاستغاثة عبادة؛ وجه كونها عبادة أن الله جل وعلا قال هنا ‏﴿‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ‏﴾‏ وجه الاستدلال أنه أتى بها في معرض الثناء عليهم، وأنه رتّب عليها الإجابة، وما دام الله جل وعلا رتّب على استغاثتهم به إجابتَه جل وعلا دلّ على أنه يحبها، وقد رضيها منهم، فنتج أنها من العبادة، و‏﴿‏إِذْ‏﴾‏ هنا بمعنى حين ‏﴿‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ‏﴾‏ يعني حين ‏﴿‏تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ‏﴾‏، وتلاحظ أنّ الآية هنا ‏﴿‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ‏﴾‏ وقبلها ‏﴿‏قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ‏﴾‏ الاستغاثة -كما ذكرتُ لك- والاستعاذة والاستعانة ونحو ذلك، تتعلق بالربوبية كثيرا، هنا ‏﴿‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ‏﴾‏ قال قبلها ‏﴿‏قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ‏﴾‏ لأن حقيقتها من مقتضيات الربوبية، من الذي يُغيث؟ هو المالك، هو المدبر، هو الذي يُصرِّف الأمر، وهو ربّ كل شيء جل وعلا.
الاستغاثة عمل ظاهر، ولهذا يجوز أن يستغيث المرء بمخلوق، لكن بشروطه، وهي أن يكون هذا المطلوب منه الغوث، أن يكون حيا، حاضرا، قادرا، يسمع..
فإذا لم يكن حيا كان ميّتا صارت الاستغاثة بهذا الميت كفرا، ولو كان يسمع ولو كان قادرا، قلنا أن يكون حيا حاضرا قادرا يسمع، صحيح؟ طيّب، إذا لم يكن حيا كان ميتا، ولو اعتقد المستغيث أنه يسمع وأنه قادر، فإنه إذ كان ميتا فإن الاستغاثة به شرك.
الأموات جميعا لا يقدرون على الإغاثة ؛ لكن قد يقوم بقلوب المشركين بهم أنهم يسمعون ، وأنهم أحياء مثل حال الشهداء، وأنهم يقدرون مثل ما يُزعم في حال النبي عليه الصلاة والسلام ونحو ذلك.
فنقول: إذ كان ميتا فإنه لا يجوز الطلب منه.
قالوا: فما يحصل يوم القيامة من استغاثة الناس بآدم ثم استغاثتهم بنوح إلى آخر أنهم استغاثوا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
نقول: هذا ليس استغاثة بأموات، يوم القيامة هؤلاء أحياء، يُبعث الناس ويُحيَوْن من جديد، كانوا في حياة ثم ماتوا ثم أعيدوا إلى حياة أخرى. فهي استغاثة بمن؟ بحي ، حاضر، قادر ، يسمع. بهذا ليس فيما احتجوا به من حال أولئك الأنبياء يوم القيامة حُجة على جواز الاستغاثة بغير الله جل وعلا، والاستغاثة بغير الله جل وعلا أعظم كفرا من كثير من المسائل التي صَرْفها لغير الله جل وعلا شرك.
إذن فالشروط:
1) أن يكون حيا: إذا كان ميّتا لا يجوز الاستغاثة به.
2) أن يكون حاضرا: إذا كان غائبا لا يجوز الاستغاثة به ؛ حي قادر لكنه غائب. مثل لو استغاث بجبريل عليه السلام فليس بحاضر، حي نعم ، وقادر قد يطلب منه ما يقدر عليه ، ولكنه ليس بحاضر. مثل أن يطلب من حيٍّ قادر من الناس ؛ يَطلب من ملك يملك أو أمير يستغيث به أغثني يا فلان، وهو ليس عنده، مع أنه لو كان عنده لأمكن بقوَّته، لكنه لما لم يكن حاضرا صارت الاستغاثة-تعلُّق القلب- بغير حاضر هذا شرك بالله جل وعلا.
3) أن يكون قادرًا: إذا لم يكن قادرا فالاستغاثة به شرك، ولو كان حيا حاضرا يسمع، مثل لو استغاث بمخلوق بما لا يقدر عليه، وهو حي حاضر يسمعه، وتعلق القلبُ -قلب المستغيث- على هذا النحو، تعلق قلبُه بأن هذا يستطيع ويقدر أن يغيثه، بمعنى ذلك أنه استغاث بمن لا يقدر على الإغاثة، فتعلق القلب بهذا المستغاث به ، فصارت الاستغاثة وهي طلب الغوث شركا على هذا النحو.
وكذلك يسمعُ: لو كان حيا قادرا، ولكنه لا يسمع، حاضر لا يسمع كالنائم ونحوه، كذلك لا تجوز الاستغاثة به.
وقد تلتبس بعض المسائل بهذه الشروط في أنها في بعض الحالات تكون شركا أكبرا، وفي بعض الحالات يكون منهي عنها من ذرائع الشرك، ونحو ذلك. مثل الذي يسأل ميت، يسأل أعمى بجنبه أو مشلول بجنبه أن يغيثه ونحو ذلك.
المقصود أن العلماء اشترطوا لجواز الاستغاثة بغير الله جل وعلا : أن يكون المستغاث به حيا حاضرا قادرا يسمع.

وبارك الله فيك شيخنا الفاضل واسالك الدعاء بالشفاء . والله من وراء القصد
والحمد لله رب العالمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

التعديل الأخير تم بواسطة مسلم سلفي ; 14-03-2017 الساعة 07:43 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة