عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-05-2008, 11:33 AM   #1
معلومات العضو
أزف الرحيل
إشراقة إدارة متجددة

Icon41 عـــذرًا هـــديـــل ... فـــالـــمــــوت لا يـــعــــرف الـــشـــبــــاب

عـــذرًا هـــديـــل ... فـــالـــمــــوت لا يـــعــــرف الـــشـــبــــاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الحي القيوم
سبحانه زين سمائه بالنجوم
والصلاة والسلام على النبي المعصوم
وعلى آله وصحابته ممن إذا ذكرت سيرتهم ذهبت الهموم


ثم أما بعد

عـذرًا هـديـل ، فـالـمـوت لا يـعـرف شـبـاب

من منا لم يشعر بألم الوداع ، من منا لم يذوق مرارة الفراق
ألسنا بشر وتمر بنا الأزمات ، وتأتينا الملمات والكروبات
تأتي مره بلاء ، ومرة إبتلاء من رب الأرض والسماء

ما بكيت العين حين بكيت إلا لفراق حبيب ، أو وداع قريب
وما تألم القلب وسُمع له الأنين إلا لبعد الأخ والخليل


منذو يومان وقلبي مفجوع ، وعيني لم تكف عن الدموع
ولم ترع جفوني النوم المريح وكل هذا لما رأيته من فجعة الجموع


ماتت هديل؟! أمات الطهر والأدبُ……والخير والحسن والإصلاح والأربُ

رحماك ربي بها واجعل منازلها……….. في جنة الخلد لا همٌ ولا وصَبُ

تبكيك أرضٌ صدحتِ فوق أيكتها……… و يح المحابر جفّت بعدها الكتبُ

يبكيك بيتٌ عرفناكِ بساحتهِ…………… حقاً لقد صار نحو الجنة العَتَبُ

قد كنتِِ في حلكة الأكوان سار يةً…… تدنو من الفُلْكِ بالبشرى وتقتربُ

عاريَّةًُ جاد فيها الله مالكها………………واليوم تُفضي لبار يها وتنقلبُ

لله فينا شؤونٌ لا نعارضها………………..فالله ألله ياأحبابها احتسبوا

لنا لقاءٌ طويلٌ غير منقطعٍ………….بإذن ربيَ في الفردوس فارتقبوا!!

لم أبكي على شخص لم اعرفه كما بكيت على هديل
ووالله لا أعرفها ولم أرى قلمها ولا عبراتها
ولا أعرف من هي هديل
إلا بعد موتها فقط رأيت ثناء عليها


نظرت لأحوالها فإذا القلوب لها محبه
والمدح في قلمها مبهج
والثناء على ادبها وحياؤها ونشاطها يُسعد

ماتت هديل .. وتركت عمل خلفها
تركت كلمات وصفحات وأطروحات
تركت قلوب بها معلقة ، بحسن عشرتها
وعيون دامعة لفراقها
وقلوب عليها مفجعه

أصعب ما وجدت في رحيلها هي قلوب محبيها التي كانت تنتظرها من غيبوبتها
قلوب محبيها التي كانت تهتف لرجوعها ، وتبتهل للرب سبحانه لشفائها
الكل ينتظر هديل ، ينتظر البسمه ، الفرحه ، النشاط والهمه

تقول إحداهن
حتمًـا سيولج الصبح وستجلي العمة
وتقول آخرى
هديل ننتظر رجوعك لنا
وتقول آخرى
ستعودين يا هديل بإذن واحد أحد
وسترين ألآف القلوب هنا تنتظرك بشغف
وآخرى
أطلتِ الغياب كثيراً
عودي يا هديل
عودي
من أجلنا و أجلهم و أجل كل من اتفقوا على محبتكِ
ننتظركِ قريباً
وآخرى
هديل صباحك خير ياحمامه ..
ننتظر رجوعك بلهفـه .. !!
فما عادت الحمامه تغيب عن عشها كل هاذا المده !

ثم يقول والدها
أتأملك في غيبوبتك . أنقّل عيني، بين عينيك المغمضتين،
وشاشة العرض، في الجهاز الذي ربطوك به لـ(يساعدك)
أقرأ الارقام .. وأتشبث بإيمان .. ظل معي، لم يفارقني
في كل سنوات المحنة ، والغدر .. والخذلان ..!
ستنهضين ..! ثقةٌ بربي ..


ولكن أراد الله أمرًا على غير مرادهم
أتى خبرها المفجع ان ماتت هديل


أبكيك هديل ولم تسمعيني ولن تسمعي
أبكيك ولم تعرفيني ولن تعرفي
أبكي قلوب عليك أنفطرت
أبكي عيون على فراقك دمعت
ولولا تميزك ما أحبوكِ
لولا نشاطك ما أثنوا عليكِ

تذوقت طعم الحب والعطف الأبوي في كلام والدك عنك
أيقنت مدى حب الأب لأبنته ، علمني بكلامه صدق الصداقة بين الأب وأولاده
علمني حديثه عشق الأب لتفوق أولاده ، شعرت بفخره بك وعزته بك
رفعتي راسه بيم زويه ، بين أهله ووطنه


أبكي ولا أدري أمن حقي أبكيكِ أم أني بالغت في حزني
لا أدري أتجاوزت حدي وتوسعت في طرحي أم هذا من فجعت القلب
وخشية الموت ، فعمرك قرب عمري وهذا ما أفجعني وأرجفني
فالموت لا يفرق بين شاب وشيب ، بين صحيح وسقيم

هديل ، أنتظر محبيك وأنت في غيبوبة صوتها مؤلم
صوتها مفجع ، صوتها مبكي ، انتظروكي وكلهم ثقة
ولكنك لم ترجعي ولم تبصري ولم تفيقي إلا في قبرك
في ظلمته ، في ضيقته ، أمام ملاكين واعمالك هي لسانك


كنتِ على أمل أن تكملي خاطره ، او تكتبي مقال وتردي على آخر
كنتِ على أمل أن تعودي لمدونتك ، ولقلمك ومحبرتك وورقتك
كنتِ على أمل أن تكوني مع فارس أحلامك وتربي أولادك
كنت على أمل بعمر مديد ، وحياة وسعادة من جديد

لم تتوقعي أن تفيقي على سؤال الملكين في قبر ضيق مظلم
لم تتوقعي سرعة الموت سرعة القبر هكذا فجأة كانت عقيده
ولكنك لم تتوقعيها هكذا


ماذا عساي أن أقول ، ونحن في مثل سنك لاهتنا الدنيا وزينتها
ضيعنا من العمر الكثير غن لم يكن كله ، وضعنا الدنيا في قلوبنا
وأردناه أيضا في أيدينا



أخـــتـــم برسالة جاءت لوالد هديل يقول له الأخ
إذا عجزتَ أن توفر سريرا لهديل في بلدكم .. (دبي) كلها سرير لهديل
أنت قل : ( تمَ ) ، وأنا الآن احجز لها سريرا في أرقى مستشفيات دبي
وسكن لك ولعائلتك، في الفندق المجاور للمستشفى .
شكرته ياهديل .. وسكت، وأنا أعوم في بحر من الألم والدمع .
وتقول آخرى
استحوا على انفسكم ، أنا سأكلم الأمير الشيخ صباح،
لينقلها للعلاج في الكويت ..!!
يقول والد هديل بلعت ريقا مراً ياهديلي : هي تستطيع أن تكلم الأمير
الشيخ صباح الأحمد ، وأنا لاأستطيع أن أناقش ( استشاريا )
في حالتك . ناهيكِ .. أن أصل إلى ( التنفيذيين )
أو أصحاب المقامات العلاُ .. لأقول :
هديل ابنة هذا الوطن . إثنان من أجدادها
وأحد أعمامها .. قاتلوا في مرحلة التأسيس
من أجل قيام كيان اسمه ( المملكة العربية السعودية )
هي الآن متعبة، تريد سريرا تستريح عليه
قبل أن تنهض من غيبوبتها ..!

أوهاكذا يكون علم الطب ..؟!!!

إخوتاه ، لستم بحاجة أن أذكركم بموت الفجاة
فهذا ما أردت ان اكتب عنه ولكن قلمي سحب
البساط من تحت خواطري فكانت هذه البعثرة


لحظة ** صحيح أني لا اعرف عن تدين هديل شيء ولكن أمرها يفطر قلب مسلم **


هذا ، وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .... نسألكم الدعاء







    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة