عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 06:28 AM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة الثانية :

يقول الدكتور الصغيّر - وفقه الله لكل خير - : ( عدم مراجعة الأطباء النفسيين خوفاً من وصمة العار والعيب والاتهام بالجنون ، وابتعاداً عن الأدوية النفسية التي كثيراً ما يظن أنها مخدرات 0
وقد تستمر المعاناة النفسية زمناً طويلاً وتزداد يوماً بعد يوم ، فيتوغل المرض النفسي في نفس المريض وشخصيته وعقله ويمتد أثره على أهله ومن حوله وعمله وقد يخدع المريض نفسه بتكرار الذهاب للمعالجين بالرقية والتنقل بينهم لعلهم يكتشفون فيه سحراً أو عيناً أو مساً – وهم لا يتوانون في ذلك – مع علمه وقناعته الداخلية بخلوه من ذلك ولكن هرباً من مواجهة المحيط الاجتماعي ولوم الضمير ، وتجنباً للطب النفسي ) ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 59 ، 60 ) 0

قلت : ليّ بعض الوقفات مع كلام الدكتور الفاضل أوجزها بالآتي :

1)- على المسلم أن لا يتوانى في اتخاذ الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء وذلك باللجوء إلى الرقية الشرعية ، وكذلك اتخاذ الأسباب الحسية من خلال مراجعة المستشفيات والأطباء الأخصائيين سواء كان ذلك في مجال الطب العضوي أو النفسي 0

2)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر بخصوص الخوف والرهبة من مراجعة الأطباء النفسيين فهذا هو الواقع العملي المشاهد عند كثير من المرضى ، خاصة أن بعض التجارب للحالات المرضية أظهرت لهم ما ذكره الدكتور الفاضل عن طبيعة الأدوية النفسية وتأثيراتها السلبية ، وهذا لا يعني مطلقاً أنني أؤيد هذا الاتجاه على إطلاقه ، خاصة أن الطب النفسي علم قائم له أخصائيوه ورجاله ، لا سيما إن كان الطبيب المتخصص في الطب النفسي مشهود له بالناحية الدينية والعملية ، وهوّ في مثل هذه الحالة سوف يكون في غاية الحرص على صحة وسلامة المريض ، ومن هنا فإنني أطالب إخوتي من أهل الاختصاص في الطب النفسي من تقوى الله سبحانه وتعالى في التعامل مع مرضاهم ، وزيادة البحث والدراسة العلمية الموضوعية قبل تشخيص الحالات المرضية وصرف الدواء اللازم ، وكذلك فإني أنصح المرضى بتحري الأطباء النفسيين المشهود لهم بالدين والورع والزهد ، وكذلك بالناحية العملية من حيث الخبرة والممارسة والحذاقة في هذه المهنة الجليلة 0

3)- إلا أنني أخالف الدكتور الرأي في مسألة هروب المرضى من نعتهم بالأمراض النفسية للبحث في أسباب ومسببات تتعلق بالأمراض الروحية من صرع وسحر وعين ، والسبب في ذلك أن الرهبة والخوف من الأمراض الروحية أشد وأعتى عند كثير من الناس من الأمراض النفسية ، وهذا هو الواقع المشاهد والمحسوس ، فالخوف والرهبة تكون في أوجها إذا عُلم أن فلان ممسوس أو أنه مسحور أو أنه معيون وهكذا ، فالقضية أخطر مما يتصور الدكتور الفاضل ، وأنا أتكلم من واقع عايشته مراراً وتِكراراً ، وهناك بعض الناس ممن لا يتصور مطلقاً مثل هذه الأمور ، بل أن الحديث معه في بعض تلك القضايا الروحية يورثه أمراض نفسية لا عد ولا حصر لها 0

4)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – من تكرار المرضى في الذهاب للمعالجين بالرقية والتنقل بينهم لعلهم يكتشفون فيه سحراً أو عيناً أو مساً – وهم لا يتوانون في ذلك – ، فهذا الكلام يحتاج إلى الدقة ، ولا يمكن التعميم بأي حال من الأحوال ، فهناك إخوة أفاضل يمارسون الرقية الشرعية من واقع علمي وعملي ويسيرون وفق منهج شرعي واضح ابتداء من الدراسة الموضوعية العلمية وانتهاءً في كيفية التعامل مع المرضى ، وكان الأولى أن يقال : " وبعضهم لا يتوانى في ذلك " 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة