عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2004, 11:20 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم ( طحيمر ) سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

يقول :

سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - ( وكثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره لعدم توفر الشروط وعدم انتفاء الموانع ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو الدواء لم يمت أحد ، ولكن الله سبحانه هو الذي بيده الشفاء0فإذا أراد ذلك يسر أسبابه وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب0 وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها – أنه كان إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة قل هو الله أحد وسورة قل أعوذ برب الفلق وسورة قل أعوذ برب الناس ثلاث مرات ثم يمسح بهما على ما استطاع من جسده في كل مرة بادئا برأسه ووجهه وصدره 0 وفي مرض موته – عليه الصلاة والسلام – كانت عائشة – رضي الله – عنها تقرأ هذه السور الثلاث في يديه عليه الصلاة والسلام ثم تمسح بهما رأسه ووجهه وصدره رجاء بركتهما ، وما حصل فيهما من القراءة فتوفي صلى الله عليه وسلم في مرضه ذلك لأن الله سبحانه لم يرد شفاءه من ذلك المرض لأنه قد قضى في علمه سبحانه وقدره السابق أنه يموت بمرضه الأخير- عليه الصلاة والسلام –) 0

المصدر : ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ـ تأليف أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني ) 0

جزء من تعقيب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - يرحمه الله - من موضوع تعقيب العلماء والمشائخ على الشيخ علي بن مشرف العمري .

وحتى لا أطيل عليك أتركك مع هذا البحث القيم لعلك تجد فيه ما يجيبك على أسئلتك !

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الدروس اليومية في السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم الرقى (1) ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ـ من بداية صفحة رقم 313 ـ إلى نهاية صفحة رقم 368) .

* المبحث الخامس : كيفية الرقية :

أولا : حكم النفث والتفل في الرقية :

النفث : قال ابن الأثير : ( النفث : نفخ يسير مع ريق يسير وهو أقل من التفل وقيل أنه بلا ريق ) 0 ( النهاية في غريب الحديث – 5 / 88 ) 0

التفل : قال ابن الأثير : ( التفل شبيه بالبزاق وهو أقل منه ) 0 ( النهاية في غريب الحديث – 1 / 192 ) 0

ومما يدل على هاتين الكيفيتين النصوص الحديثية التالية :

النفث :

1)- عن أبي قتادة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الرؤيا الصالحة من الله ، والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدا 0 فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر بها إلا من يحب ) 0 ( أخرجه الامام مسلم في صحيحه – كتاب الرؤيا ( 3 ) – برقم ( 2261 ) ، والنسائي في السنن الكبرى – 4 / 383 – كتاب التعبير ( 3 ) – برقـم ( 7627 ) بسند آخر واللفظ بنحوه ، وقال الألباني حديث صحيح ، انظر صحيح الجامع 3532 ) 0

2)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنـده - 6 / 104 ، 114 ، 256 ، 263 – متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب فضائل القرآن ( 14 ) – برقم ( 5016 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 50 )- برقم ( 2192 ) ، وأبو داوود في سننه – كتاب الطب ( 19 ) - برقم ( 3902 ) – والإمام مالك في الموطأ – عين ( 10 ) ، أنظر صحيح أبي داوود 3302 ) 0

3)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده ) ( متفق عليه - أخرجه الإمام البخـاري فـي صحيحـه - كتـاب المغازي ( 83 ) - برقم ( 4439 ) - وكتاب فضائل القرآن ( 14 ) - برقم ( 5016 ) - وكتاب الطب ( 32 ، 41 ) - برقم ( 5735 ، 5751 ) ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 51 ) - برقم ( 2192 ) ، وأبو داوود في سننه - كتاب الطب ( 19 ) - برقــم ( 3902 ) ، والنسائي في الكبرى - 4 / 367 ، 6 / 250 - كتاب الطب ( 39 ) - برقم ( 7544 ) - وكتاب عمل اليوم والليلة ( 241 ) - برقم (10847) ، وابن ماجة في سننه -كتاب الدعاء ( 15 ) - برقم ( 3875 ) ، أنظر صحيـح الجامع 4673 ، أنظر صحيح أبي داوود 3302 ، صحيح ابن ماجة 3125 ) 0

4)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ) 0 ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 50 )- باب استحباب رقية المريض - برقم ( 2192 ) ، أنظر صحيح الجامع 4783 ) 0

5)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( سورة الإخلاص ـ الآية 1 ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( سورة الفلق ـ الآية 1 ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( سورة الناس ـ الآية 1 ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا ) 0( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب فضائل القرآن - باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم ( 5017 ) ، وأبو داوود في سننه - كتاب الأدب ( 107 ) - برقم ( 5056 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الدعوات ( 21 ) - برقم ( 3642 ) ، والنسائي في السنـن الكبرى - 6 / 197 - كتاب عمل اليوم والليلة ( 186 ) - برقم ( 10624 ) ، أنظر صحيح البخاري 716 ، صحيح أبي داوود 4228 ، صحيح الترمذي 2708 ) 0

التفل :

1)- عن عائشة – رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ، قال باصبعه : هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا ) 0( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 6 / 93 – متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتـاب الطـب ( 38 ) – برقم ( 5745 ، 5746 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 54 )- برقم ( 2194 ) ، وأبو داوود في سننه – كتـاب الطـب ( 19 ) - برقـم ( 3895 ) ، والنسائي في السنن الكبرى - 6 / 253 - كتاب عمل اليوم والليلة ( 245 ) - برقم ( 10862 ) ، وابن ماجة في سننـه - كتاب الطب ( 36 ) - برقم ( 3521 ) ، وابن السني - برقم ( 581 ) ، أنظر صحيح أبي داوود 3296 ، صحيح ابن ماجة 2837 ) 0

قال الحافظ بن حجر : ( وقوله بريقة بعضنا " يدل على أنه كان يتفل عند الرقية ) 0 ( فتح الباري – 10 / 208 ) 0

2)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – والحديث طويل -والشاهد فيه : ( فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 3 / 2 ، 10 ، 44 - متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحـه – كتــاب الاجارة ( 16 ) - برقــم ( 2276 ) - وكتاب فضائل القرآن ( 9 ) - برقم ( 5007 ) - وكتاب الطـب ( 33 ، 39 ) - برقم ( 5736 ، 5749 ) ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 65 ) - برقم ( 2201 ) ، وأبو داوود في سننه - كتـاب الطب ( 19 ) - برقـم ( 3900 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الطب ( 19 ) - برقم ( 2157 ، 2158 ) ، والنسائي في السنن الكبرى- 4 / 364 ، 6 / 254 - كتاب الطب ( 33 ) - برقم ( 7532 - 7533 ) - وكتاب عمـل اليـوم والليلـة ( 247 ) - برقــم ( 10866 - 10869 ) ، وابن ماجـة في سننـه - كتاب التجارات ( 7 ) - برقم ( 2156 ) ، والدارقطني والبيهقي - ( 6 / 124 ) أنظر صحيح أبي داوود 3300 ، صحيح الترمذي 1685 ، 1686 ، صحيح ابن ماجة 1749 - الإرواء 1556 ) 0

* كيفية النفث والتفل : ولأهمية موضوع النفث والكيفية المتعلقة به ، فسوف أنقل كلاما مختصرا لبعض أهل العلم ومن هؤلاء النووي والزمخشري نقلا عن المناوي أورداه في كتابي صحيح مسلم بشرح النووي وفيض القدير بشرح الجامع الصغير ، مع الإشارة إلى ذلك في موضع آخر من الكتاب في هذا الفصل ، المبحث الثالث ( موقف الاسلام من الرقى ) تحت عنوان ( الرقية بالمعوذتين ) مفاده الآتي :

قال النووي : ( قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات هي بكسر الواو والنفث نفخ لطيف بلا ريق 0 فيه استحباب النفث في الرقية ، وقد أجمعوا على جوازه ، واستحبه الجمهـور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم 0 قال القاضي : وأنكر جماعة النفث والتفل في الرقى ، وأجازوا فيها النفخ بلا ريق ، وهذا المذهب والفرق إنما يجيء على قول ضعيف 0 قيل : إن النفث معه ريق 0 قال : وقد اختلف العلماء في النفث والتفل ، فقيل : هما بمعنى ، ولا يكونان إلا بريق 0 قال أبو عبيد : يشترط في التفل ريق يسير ، ولا يكون في النفث ، وقيل عكسه 0 قال : وسئلت عائشة عن نفث النبي صلى الله عليه وسلم في الرقيـة ، فقالت : كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه 0 قال : ولا اعتبار بما يخرج عليه من بلة ، ولا يقصد ذلك ، وقد جاء في حديث الذي رقى بفاتحة الكتاب : فجعل يجمع بزاقه ويتفل 0 والله أعلم 0

قال القاضي : وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة ( يقول الدكتور ابراهيم البريكان – حفظه الله - : هذا بالنسبـة له صلى الله عليه وسلم دون غيره ، إذ التبرك بآثار غيره أمر محرم بل هو من الشرك الأصغر أو الأكبر بحسب اعتقاد المتبرك ) 0 والهواء والنفس المباشرة للرقية ، والذكر الحسن 0
لكن قال : كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى 0 وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13،14،15 – 351 – 352 ) 0

قال المناوي : ( قال الزمخشري : والنفث بالفم شبيه بالنفخ ويقال نفث الراقي ريقه وهو أقل من التفل والحية تنفث السم ومنه قولهم لا بد للمصدور أن ينفث ، " ومسح عنه بيده " أي بيمينه مسح من ذلك النفث أعضاءه وقال الطيبي الضمير في عنه راجع إلى ذلك النفث والجار والمجرور حال ، أي نفث على بعض جسده ثم مسح بيده متجاوزا عن ذلك النفث إلى جميع أعضائه 0 قال الحكيم : جاء في رواية بدل فنفث فقرأ فدل على أن النفث قبل القراءة ، وفي حديث بدأ بذكر القرآن ثم النفث 0 وفي آخر بدأ بذكر النفث بالقراءة 0 فلا يكون النفث إلا بعد القراءة ، وإذا فعل الشيء لشيء كان ذلك الشيء مقدما حتى يأتي الثاني 0 وفي حديث آخر نفث بـ " قل هو الله أحد " وذلك يدل على أن القراءة تقدم ثم نفث ببركتها ) ( فيض القدير - باختصار - 5 / 101 ) 0

قال ابن حجر في الفتح : ( قال القاضي عياض : فائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسه ذكر الله تعالى ، كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر ( يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله – هذا النقل فيه نظر فليس المقصود التبرك بالرطوبة والهواء ولكن المقصود مباشرة أثر الرقي للعضو المريض كما هو الظاهر من فعله – صلى الله عليه وسلم – وفعل أصحابه – رضي الله عنهم - ) ، وقد يكون على سبيل التفاؤل بنزول ذلك الألم عن المريض ، كانفصال ذلك عن الراقي ) ( فتح الباري - 10 / 197 ) 0

قال الشوكاني : ( قال ابن أبي جمرة : محل التفل في الرقية يكون بعد القراءة لتحصل بركة القراءة في الجوارح التي يمر عليها 0 ( انظر البند الأول من الهامش السفلي ) 0( نيل الأوطار- 3 / 290 ) 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن التوفيق بين كون التبرك بغير ريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين حديث " بسم الله تربة أرضنا000الحديث " فأجاب – حفظه الله - : ( ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا إشكال 0 ولكن رأي الجمهور أن هذا ليس خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجردة بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك 0
وجوابنا في الفتوى السابقة هو التبرك المحض بالريق وعليه فلا إشكال لاختلاف الصورتين ) ( نيل الأوطار- 3 / 290 ) 0

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( ويتصل بالرقية الشرعية أن الرقية الغرض منها إيصال القرآن أو الدعاء إلى المرء إذا كان عن طريق النفخ أو التفل ورجح أن الجميع جائز ، فإن كان ينفخ وهو إخراج هواء وليس معه شيء من الريق فهو جائز وإن كان ينفث وهو المشروع والذي كان عليه الصلاة والسلام يقرأ ويتعوذ وينفث في يديه وينفث على المريض وأما أن تكون أعظم من النفث الذي هو إخراج بعض الريق مع الهواء فيكون التفل يعني يقرأ الفاتحة وإذا ختم ينفث مع بعض الريق أو يتفل ) ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0

قلت : فالأحاديث آنفة الذكر وكلام أهل العلم يدل على جواز النفث والتفل في الرقية ؛ وبه قال جماعة من الصحابة وهو مذهب جمهور العلماء0

* قول بعض أهل العلم بعدم جواز النفث والتفل في الرقية :

قال الأستاذ عكاشة عبدالمنان الطيبي : ( قال عكرمة : لا ينبغي للراقي أن ينفث ولا يمسح ولا يعقد 0
وقال إبراهيم : كانوا يكرهون النفث في الرقى 0
وقال بعضهم : دخلت على الضحاك وهو وجع ، فقلت : ألا أعوذك يا أبا محمد ؟ قال : بلى ، ولكن لا تنفث ، فعوذته بالمعوذتين 0
وقال ابن جريج : قلت لعطاء : القرآن ينفخ به أو ينفث ؟ قال : لا شيء من ذلك ولكن تقرؤه هكذا 0 ثم قال بعد : انفث إن شئت 0
وسئل محمد بن سيرين عن الرقية ينفث فيها فقال : لا أعلم بها بأساً ، وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة ) ( نقلاً عن الاستشفاء بالقرآن والدعاء – ص 115 ) 0

وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى كراهة النفث في الرقية كإبراهيم النخعي وعكرمة والحكم وحماد والأسود بن زيد ، والضحاك فمنهم من كرهه مطلقا ومنهم من كرهه عند قراءة القرآن 0

وحجتهم في ذلك أن الله عز وجل أمر بالاستعاذة من النفث ومن فاعله قال تعالى : ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ ) 0( سورة الفلق - الآية 4 ) 0

* رد أهل العلم على القائلين بعدم جواز النفث والتفل في الرقية :

وقد أجاب على ذلك أهل العلم حيث أفادوا الآتي :

* قال ابن بطال : ( ليس في ذمه عز وجل نفث أهل الباطل ما يوجب أن يكون كل نافث ونافثة للحق في معناه ، لأن النفاثات التي أمر الله تعالى نبيه بالاستعاذة من شرهن السحرة ، أما من نفث بالقرآن وبذكر الله تعالى على النحو الذي كان صلى الله عليه وسلم وأصحابه ينفثون فليس ممن أمر الله تعالى بالاستعاذة من شره0 وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نفث على نفسه بالمعوذات وأقر الصحابي الذي تفل على اللديغ بالفاتحة ) ( شرح البخـاري لابن بطال – ( خ ) لوحة ( 189 ) – نقلا عن أحكام الرقى والتمائم – 57 ) 0

* قال القرطبي : ( ولأن النفث في العقد إنما أريد به السحر المضر بالأرواح ، وهذا النفث لاستصلاح الأبدان فلا يقاس ما ينفع بما يضر ) ( الجامع لأحكام القرآن – 20 / 258 ) 0

* قال ابن حجر : ( أما من كره النفث عند قراءة القرآن خاصة كإبراهيم النخعي فالحجة عليه الأحاديث التي ثبت فيها نفث النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وإقراره للصحابي الذي رقى اللديغ عندما كان يتفل في الرقية ) ( فتح الباري - 10 / 209 ) 0

قال الأستاذ عكاشة عبدالمنان الطيبي : ( وأما ما روى عن عكرمة من قوله : لا ينبغي للراقي أن ينفث ، فكأنه ذهب فيه إلى أن الله تعالى جعل النفث في العقد مما يستعاذ به ، فلا يكون بنفسه عوذة ، وليس هذا هكذا ، لأن النفث في العقد إذا كان مذموماً لم يجب أن يكون النفث بلا عقد مذموماً ، ولأن النفث في العقد إنما أريد به السحر المضر بالأرواح ، وهذا النفث لاستصلاح الأبدان فلا يقاس ما ينفع بما يضر 0 وأما كراهة عكرمة المسح فخلاف السنة ) ( الاستشفاء بالقرآن والدعاء – ص 115 ) 0

قلت : والراجح بل الصحيح في هذه المسألة هو جواز النفث والتفل في الرقية ، ويصح النفث أو التفل في الرقية أو معها أو بعدها كما سوف يتضح لاحقاً ، وهذا ما أكددته النصوص الحديثية ، وإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك والله تعالى أعلم 0

ثانيا : حكم النفث قبل القراءة أو بعدها أو معها ؟

إن المتأمل في النصوص آنفة الذكر والواردة في الكيفية الخاصة بالرقية يرى جواز النفث أو التفل قبل القراءة أو بعدها أو معها ، وأذكر هنا بعض النصوص الدالة على ذلك :

* النفث أو التفل قبل الرقية :

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( سورة الإخلاص - الآية 1 ) 0 و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( سورة الفلق - الآية 1 ) 0 و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( سورة الناس - الآية 1 ) 0
ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا ) 0( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب فضائل القرآن - باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم ( 5017 ) ، وأبو داوود في سننه – كتاب الأدب ( 107 ) - برقم ( 5056 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الدعوات ( 21 ) – برقـم ( 3642 ) ، والنسائي في " السنن الكبرى " - 6 / 197 - كتـاب عمـل اليـوم والليلـة ( 186 ) - برقم ( 10624 ) ، أنظر صحيح البخاري 716 ، صحيح أبي داوود 4228 ، صحيح الترمذي 2708 ) 0

* النفث أو التفل بعد الرقية :

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) 0( أخرجه الإمام أحمد في مسنـده - 6 / 104 ، 114 ، 256 ، 263 – متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب فضائل القرآن ( 14 ) – برقم ( 5016 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 50 )- برقم ( 2192 ) ، وأبو داوود في سننه – كتاب الطب ( 19 ) - برقم ( 3902 ) – والإمام مالك في الموطأ – عين ( 10 ) ، أنظر صحيح أبي داوود 3302 ) 0

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( ولا بأس أيضا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه ، كما أنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة ، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده على ذلك الموضع مرارا ، ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى ) 0 ( الفتاوى الذهبية - ص 18 ) 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة