عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-01-2006, 06:09 AM   #2
معلومات العضو
شاهين

افتراضي

جزاك الله خيرا أخي fmeq وحياك الله في هذا المنتدى الطيب وفيما يلي تعليق على وصفة الشيخ الرومي حفظه الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء
   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد ،،،



بخصوص ما ذكرته أخي الكريم ( ناقل الخير ) حول هذا الموضوع وقولك ( الوصفة الذهبية والفضية لعلاج الأمراض ) وشرح تلك الطريقة بناء على رؤيا الشيخ ( محمد بن إبراهيم الرومي ) ، فاعلم رعاك الله أن هناك مسائل مهمة جداً تتعلق بما ذكر أبينها على النحو التالي :



أولاً : أن نعنون ونقول ( الوصفة الذهبية والفضية لعلاج الأمراض ) فهذا فيه مبالغة في الوصف ، حيث أن الأمر برمته اعتمد على رؤيا ، وقد غالى الناس كثيراً في مثل هذا الأمر ، حتى أن أحد الإخوة العطارين يقول : بأن مادة الشبة قد نفذت من السوق المحلي ، وحقيقة الأمر فإن هذا الدين لا يقوم على الرؤى والأحلام ، وإنما يقوم على اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية في العلاج والاستشفاء ، ولا أريد أن يفهم من كلامي هذا بأنني أنكر استخدام هذه الطريقة ، بل قد ذكر بعض أهل العلم جواز استخدامها كما سوف يمر معنا ، والذي أهدف من وراءه ، وما أريد أن يصل إلى القراء الأعزاء هو عدم المبالغة في استخدام تلك الطريقة وكأنما أصبحت كتاباً منزلاً ، وهذا هو الواقع الآن 0



ثانياً : ومن خلال خبرتي الطويلة في هذا المجال وبناء على ما نقله كثير من المرضى والمعالجين فقد ثبت أن تلك الطريقة نفعت مع البعض ولم تنفع مع البعض الآخر ، بل أن كثير ممن استخدمها لم ينتفع بها ، وهذا يحتم على المرضى وكذلك المعالجين الاستعانة بالله وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، دون المبالغة والغلو في استخدام كافة الأساليب والوسائل الشرعية والحسية المباحة والمتاحة 0



ثالثاً : كل الكلام السابق ينطبق على الوصفة المشار إليها وهي استخدام السدر والشب والملح على الوجه المذكور ، أما الزيادة في مسألة الصدقة كل يوم بريال عن كل يوم علاج كشرط في العلاج والاستشفاء ، فهذا لا أصل له في الدين بمثل هذا التخصيص ، وجاءت الأحاديث تحث على الصدقة ، بل هناك حديث حسن رواه أبو أمامة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ( صحيح الجامع 3358 ) ، وهذا الحديث يحث على الصدقة بشكل عام كعلاج للمرضى ، أما ذكر تلك الكيفية فهذه بدعة منكرة لا تجوز ، والعبادات مبناها على التوقيف ، ومن قال بغير ذلك فعليه بالدليل 0

أما الحديث الذي أورده أخي الكريم ( ناقل الخير ) وقوله ( الصدقة تقي مصارع السوء ) فلم أقف على الحديث بمثل هذا السند ، وهناك بعض الأحاديث الضعيفة التي تدور حول الحديث السابق ، كحديث ( الصدقة تمنع ميتة السوء ) ( السلسلة الضعيفة 665 ) ، وحديث ( الصدقة تدفع ميتة السوء ) ( السلسلة الضعيفة 794 ) ، وكما هو بيِّن فالأحاديث ضعيفة هذا من جهة ، أما من الجهة الثانية فلو صحت تلك الأحاديث فلا يجوز تخصيصها كما ذكر الرومي ، مع أني قد ذكرت حديثاً حسناً في هذا الباب ، أعود فأقول : من قال بغير ذلك فعليه بالدليل النقلي الصحيح من الكتاب والسنة ، دون التعويل على رؤى ومنامات ، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبنى عليها أحكام شرعية فقهية 0



رابعاً : أما ما ذكر من قراءة سورة البقرة وتراً فهذا أمر ننصح به دائماً ، حيث أن فضل هذه السورة عظيم ، وعظيم جداً ، وقد ثبتت الأحاديث النقلية الصحيحة بذلك ، أما تخصيصها في هذه الوصفة بالذات ، فهذا تخصيص دون مخصص ، ولا بد أن يتضح لكافة القراء الأعزاء أنه لا يجوز مطلقاً تخصيص أمر يتعلق بالرقية الشرعية دون الاعتماد على تخصيص المشرع ( الكتاب والسنة ) ، أما دون ذلك فلا يعول عليه ولا يؤخذ به 0



خامساً : أما ما ذكر من ناحية شرط العلاج بهذه الوصفة من عدم وجود الخدم الكفرة ، وكذلك عدم وجود التماثيل ، وعدم وجود الصور ، وعدم وجود الدش ، فلا بد أن يعلم الجميع أن العلاج بالقرآن والسنة يحتاج إلى إقبال العبد على الله سبحانه وتعالى ، والبعد عن المعاصي والإقبال على الطاعات ، وبالتالي فالمعالج ينصح دائماً المرضى بالمحافظة على ذلك كله ، أما أن نجعل كل ذلك شرطاً للعلاج فهذا كلام يحتاج لوقفة وإعادة نظر ، ولا أريد أن يفهم من كلامي أني أشجع ذلك ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فالأصل في العلاج كما ذكرت سلامة الصدر والمحافظة على البيوت الإسلامية من كافة المعاصي التي تجعلها مرتعاً خصباً للجن والشياطين ، وقد ذكرت كل ذلك في كتابي ( منكرات الإنسان فيما يسلط الجن والشيطان ) 0



سادساً : وقبل أن أنهي حديثي هذا ، فلا بد أن أبين أنني قد سألت فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي :



سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن أحد الإخوة المعروفين بتأويل الرؤى ، رأى أنه ينفع لعلاج السحر أن يؤخذ كيلو من السدر المطحون ، وكيلو من الملح الخشن ( الصخري ) المطحون ، وكيلو من الشبه المطحونة ، ويخلط خلطاً جيداً ، ثم يوزع على سبعة أكياس ، بحيث يتم استخدام كل يوم كيس من السبعة أجزاء ، يوضع في جالون ماء يقارب خمسة لترات ، وتخض جيداً ، ويغتسل بها المسحور لمدة سبعة أيام ، بحيث يكون استخدام الكمية لتلك الأيام المذكورة ، وقد جرب ذلك الأمر فنفع مع بعض الحالات ، ولم ينفع مع البعض الآخر ، فهل يجوز استخدام ذلك ، أفتونا مأجورين ، وجزاكم الله خيراً ؟



فأجاب – حفظه الله - : ( لا بأس باستخدام هذا الدواء على وجه التجربة ؛ فإن هذه الأدوية لا محظور في استخدامها على الصفة المذكورة ، ولا تدخل في الشعوذة ، ولا الأعمال الشيطانية ، وحيث أنها قد جربت ونفعت ، فنرى أنه لا بأس باستخدامها في علاج السحر ونحوه ، والله أعلم ) ( فتوى مطبوعة صادرة عن مكتب الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – برقم ( 4298 ) تاريخ 5 / 8 / 1422 هـ ) 0



ومن هنا فإني أتوجه بالنصح لأخي الكريم ( ناقل الخير ) أن يكون ناقلاً للخير فليس كل مريد للخير مدركه ، ونخشى أحياناً أن ننقل ويكون الهدف نشر الخير وينقلب الأمر إلى ما لا يحمد عقباه 0

ولا بد لنا جميعاً أن نحرص على غرس العقيدة الصحيحة النقية الصافية في نفوس الناس ، وأن نجعل تعلقهم بالله سبحانه وتعالى وحده دون سائر الخلق ، وأن نؤكد لهم على أن الشفاء كل الشفاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن نوضح لهم بأن الأسباب الرئيسة للعلاج إما أن تكون أسباب شرعية وهيَّ ما ورد ذكره في القرآن والسنة كعلاج واستشفاء للأمراض على اختلاف أنواعها ، أو أن تكون أسباب حسية وهيَّ العلاجات التي لا تتعلق بالنواحي الشرعية ولها ضوابط خاصة كنت قد ذكرتها في موضع آخر ، وأعود فأذكرها ثانية في هذا الموضع لأهميتها وهيَ على النحو التالي :



1)- أن لا يكون فيها كفر أو شرع 0

2)- أن لا يكون فيها بدعة أو معصية 0

3)- أن لا يعتقد بذاتها أنها ضارة نافعة 0

4)- أن تكون مأمونة الجانب 0

5)- أن لا يخالطها أمر شرعي ( ويلاحظ هنا مسألة الصدقة وكذلك قراءة سورة البقرة في استخدام هذه الوصفة وهنا اختلط الأمر الحسي مع الشرعي دون مخصص ) 0

6)- موافقة أهل العلم على تلك الاستخدامات الحسية ( فتوى العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله ) 0



ويجب الحذر كل الحذر من المغالاة في استخدام الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء كي لا يعتقد الناس بتلك الاستخدامات كما حصل مع استخدام الخلطة المذكورة ، والله تعالى أعلم 0

فلنحرص إخوتي القراء الأعزاء على الاعتماد واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ، والعمل بكتابه وسنة نبيه لنيل رضى الله وحسن الخاتمة ، ونيل السعادة الأبدية 0 والفوز بالدارين الدنيا والآخرة ، والله تعالى أعلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0



أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة