عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-02-2017, 10:41 AM   #1
معلومات العضو
سراج منير

New انوار و درر من مواعظ لقمان و حكمه

انوار و درر من مواعظ لقمان و حكمه
-قال تعالى:
(ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ).
-هو لقمان بن عنقاء بن سدون
وكان نوبيا من أهل أيلة.
وكان رجلا صالحا ذا عبادة وعبارة وحكمة عظيمة.
ويقال كان قاضيا في زمن داود عليه السلام فالله أعلم.
قال ابن عباس
: كان عبدا حبشيا نجارا
و عن عبد الله بن الزبير:
قلت لجابر بن عبد الله ما انتهى إليكم في شأن لقمان ؟
قال: كان قصيرا أفطس من النوبة. ذو مشافر مشقق القدمين
وفي رواية
مصفح القدمين أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة
-وقال الاوزاعي :
جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأله فقال له سعيد:
لا تحزن من أجل أنك أسود فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان
بلال ومهجع مولى عمر ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر.
فأتاه رجل وهو في مجلس أناس يحدثهم فقال له: ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا ؟
قال: نعم،
قال:
فما بلغ بك ما أرى قال:
أما سوادي فظاهر فما الذي يعجبك من أمري
قال وطئ الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهم بقولك
قال
يا ابن أخي إن صنعت ما أقول لك كنت كذلك
قال: ما هو ؟
قال لقمان:
غضي بصري وكفي لساني، وعفة مطمعي، وحفظي فرجي، وقيامي بعدتي، ووفائي بعهدي، وتكرمتي ضيفي، وحفظي جاري، وتركي ما لا يعنيني
فذاك الذي صيرني كما ترى.

- قال أبي الدرداء
وقد ذكر يوما لقمان الحكيم
فقال:
ما أوتي عن أهل، ولا مال، ولا حسب، ولا خصال
ولكنه كان رجلا ضمضامة، سكيتا طويل التفكر، عميق النظر، لم ينم نهارا قط، ولم يره أحد يبزق، ولا يتنحنح، ولا يبول، ولا يتغوط، ولا يغتسل، ولا يعبث، ولا يضحك، وكان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول حكمة يستعيدها إياه أحد
، وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم
وكان يغشى السلطان ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر
فبذلك أوتي ما أوتي.

- والمشهور عن الجمهور
أنه كان حكيما وليا ولم يكن نبيا،
وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه،
وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه،
وهو أشفق الناس عليه فكان من أول ما وعظ به أن قال:
(يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)
فنهاه عنه وحذره منه.
وقد قال البخاري:
، عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت:
(الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم)
شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
إنه ليس بذاك ألم تسمع إلى قول لقمان: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)
رواه مسلم
ثم اخبر المولى عن لقمان فيما وعظ به ولده
-(يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الارض يأت بها الله إن الله لطيف خبير)
ينهاه عن ظلم الناس ولو بحبة خردل
فإن الله يسأل عنها ويحضرها حوزة الحساب ويضعها في الميزان
كما قال تعالى
: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة)
وقال تعالى
: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)
وأخبره أن هذا الظلم لو كان في الحقارة كالخردلة، ولو كان في جوف صخرة صماء، لا باب لها ولا كوة، أو لو كانت ساقطة في شئ من ظلمات الارض أو السموات في اتساعهما وامتداد أرجائهما، لعلم الله مكانها
(إن الله لطيف خبير)
أي علمه دقيق فلا يخفى عليه الذر مما ترا آي للنواظر، أو توارى
كما قال تعالى
: (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)
وقال:
(وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين)
وقال:
(عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين)
قال الامام أحمد:
، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: " لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان "
ثم قال:
(يا بني أقم الصلاة)
أي أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما شرع فيها واجتنب ما ينهى عنه فيها.
ثم قال:
(وامر بالمعروف وانه عن المنكر)
أي بجهدك وطاقتك
أي إن استطعت باليد فباليد،
وإلا فبلسانك
فإن لم تستطع فبقلبك
ثم أمره بالصبر
فقال
(واصبر على ما أصابك)
وذلك أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في مظنة أن يعادى وينال منه،
ولكن له العاقبة
، ولهذا أمره بالصبر على ذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر الفرج وقوله:
(إن ذلك من عزم الامور)
التي لا بد منها ولا محيد عنها.

: (ولا تصعر خدك للناس)
قال ابن عباس
لا تتكبر على الناس وتميل خدك حال كلامك لهم وكلامهم لك على وجه التكبر عليهم والازدراء لهم.
قال أهل اللغة
وأصل الصعر داء يأخذ الابل في أعناقها فتلتوي رؤوسها فشبه به الرجل المتكبر الذي يميل وجهه إذا كلم الناس أو كلموه على وجه التعظم عليهم.

قال أبو طالب في شعره:
وكنا قديما لا نقر ظلامة * إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها
: (ولا تمش في الارض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور)
ينهاه عن التبختر في المشية على وجه العظمة والفخر على الناس
كما قال تعالى:
(ولا تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا)
يعني لست بسرعة مشيك تقطع البلاد في مشيتك هذه،
ولست بدقك الارض برجلك تخرق الارض بوطئك عليها،
ولست بتشامخك وتعاظمك وترفعك تبلغ الجبال طولا،
فاتئد على نفسك فلست تعدو قدرك.
وقد ثبت في الحديث
بينما رجل يمشي في برديه يتبختر فيهما، إذ خسف الله به الارض فهو يتجلل فيها إلى يوم القيامة
(البخاري)

-وفي الحديث الآخر:
" إياك وإسبال الازار فإنها من المخيلة لا يحبها الله "
كما قال في هذه الآية:
(إن الله لا يحب كل مختال فخور)
ولما نهاه عن الاختيال في المشي أمره بالقصد فيه،
فإنه لا بد له أن يمشي فنهاه عن الشر وأمره بالخير،
فقال
: (واقصد في مشيك)
أي لا تتباطأ مفرطا ولا تسرع إسراعا مفرطا ولكن بين ذلك قواما
كما قال تعالى
: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)
ثم قال:
(واغضض من صوتك)
يعني إذا تكلمت لا تتكلف رفع صوتك، فإن أرفع الاصوات وأنكرها صوت الحمير.

-وقد ثبت في الصحيحين الامر بالاستعاذة عند سماع صوت الحمير بالليل فإنها رأت شيطانا \
(أقول في الآية:
- دليل على تعريف قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير لانها عالية.
- هذه الآية أدب من الله تعالى بترك الصياح في وجوه الناس تهاونا بهم، أو بترك الصياح جملة)
، ولهذا نهى عن رفع الصوت حيث لا حاجة إليه، ولا سيما عند العطاس فيستحب خفض الصوت، وتخمير الوجه كما ثبت به الحديث من صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم
-فأما رفع الصوت بالاذان، وعند الدعاء إلى الفئة للقتال، وعند الاهلال ونحو ذلك فذلك مشروع
فهذا مما قصه الله تعالى عن لقمان عليه السلام في القرآن من الحكم والوصايا النافعة الجامعة للخير المانعة من الشر وقد وردت آثار كثيرة في أخباره ومواعظه وقد كان له كتاب يؤثر عنه يسمى
بحكمة لقمان
ونحن نذكر من ذلك ما تيسر إن شاء الله تعالى.

-قال الامام أحمد: ،
عن ابن عمر قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن لقمان الحكيم كان يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه "

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني إياك والتقنع فإنه مخونة بالليل مذمة بالنهار ".
وقال أيضا:
قال لقمان لابنه: " يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك "
قال لقمان لابنه:
يا بني إذا أتيت نادي قوم فادمهم بسهم الاسلام - يعني السلام - ثم اجلس بناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا، فإن أفاضوا في ذكر الله فاجل سهمك معهم، وإن أفاضوا في غير ذلك فحول عنهم إلى غيرهم:
: قال مجاهد فى
(ولقد آتينا لقمان الحكمة)
قال الفقه والاصابة في غير نبوة.

: قال لقمان لابنه
: يا بني اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الارباح من غير بضاعة.
كان لقمان يقول لابنه:
يا بني اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر.
،
كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له سيده: اذبح لي شاة، فذبح له شاة،
فقال ائتني بأطيب مضغتين فيها فأتاه باللسان والقلب،
فقال [ له ]
: أما كان فيها شئ أطيب من هذين.قال: لا.
قال:
فسكت عنه ما سكت ثم قال له اذبح لي شاة فذبح له شاة
فقال له:
وألق أخبثها مضغتين فرمى باللسان والقلب
.فقال أمرتك أن تأتيني بأطيبها مضغتين فأتيتني باللسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فألقيت اللسان والقلب،
فقال له
: إنه ليس شئ أطيب منهما إذا طابا،
ولا أخبث منهما إذا خبثا
-في هذا المعنى رفع أكثر من حديث من ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم:
" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت الجسد كله ألا وهي القلب "
وجاء في اللسان قوله صلى الله عليه وسلم: "
من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة ;ما بين لحييه ورجليه ".

: قال لقمان لابنه:
لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله، ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهده فيك.
- قال لقمان:
ألا أن يد الله على أفواه الحكماء، لا يتكلم أحدهم إلا ما هيأ الله له.

قال لقمان لابنه:
يا بني ما ندمت على السكوت قط،
وإن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.

-و قال لابنه:
يا بني اعتزل الشر يعتز لك فإن الشر للشر خلق.

-درة
:قال الامام أحمد ،
قال لقمان لابنه وهو يعظه:
يا بني اختر المجالس على عينك، فإذا رأيت المجلس يذكر فيه الله عزوجل فاجلس معهم
فإنك إن تك عالما ينفعك علمك
وإن تك غبيا يعلموك
وإن يطلع الله عليهم برحمة تصيبك معهم.
يا بني لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر الله فيه،
فإنك إن تك عالما لا ينفعك علمك،
وإن تك غبيا يزيدوك غبيا
وان يطلع الله إليهم بعد ذلك بسخط يصيبك معهم
يا بني لا تغبطوا أمراء رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين فإن له عند الله قاتلا لا يموت.

و قال مكتوب في الحكمة:
بني لتكن كلمتك طيبة،
وليكن وجهك بسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.
وقال
مكتوب في الحكمة أو في التوراة:
" الرفق رأس الحكمة "
وقال
مكتوب في التوراة كما
ترحمون ترحمون
وقال مكتوب في الحكمة:
" كما تزرعون تحصدون "
وقال مكتوب في الحكمة
أحب خليلك وخليل أبيك.

قال: ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين، أحب الله تعالى فأحبه
فمن عليه بالحكمة وخيره في أن يجعله خليفة يحكم بالحق.فقال: رب، إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء ; وان عزمت علي فسمعا وطاعة
: قيل للقمان أي الناس أصبر ؟
قال:
صبر لا يتبعه أذى.
قيل فأي الناس أعلم ؟
قال من ازداد من علم الناس إلى علمه
.قيل فأي الناس خير قال
الغني.
قيل الغني من المال
قال لا
ولكن الغني الذي إذا التمس عنده خير وجد وإلا أغنى نفسه عن الناس.
- وقال عبد الله بن أحمد:
، عن أبي سعيد قال قال لقمان لابنه
: يا بني لا يأكل طعامك إلا الاتقياء وشاور في أمرك العلماء.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين


التعديل الأخير تم بواسطة رشيد التلمساني ; 16-02-2017 الساعة 11:06 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة