عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-05-2005, 02:46 PM   #5
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المسألة الرابعة:

يقول القائل: (لم يكن من هدي النبي صلىلله عليه وسلم إحراق الجن ، ومحاولة السيطرة عليهم كما يفعل اليوم عند بعض الرقاة - هداهم الله - بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه أراد أن يربط الجني بسارية المسجد فعدل صلى الله عليه وسلم وبين أن سبب تركه لذلك أنه تذكر دعوة سليمان عليه السلام ( وهب لي ملكآ لاينبغي لأحد من بعدي) فسليمان عليه السلام هو الذي أعطاه سبحانه وتعالى هذه السمة والخاصية ).




والإجابة بفضل الله تعالى، إن تعذيب الله تعالى للجن الخارجين عن طاعة امره في زمن سليمان عليه السلام لا ينفي إمكان حلول العذاب بهم في غير زمنه، خاصة إذا ما اعتدى الجن على حرمات الإنس، فالشيطان يفر إذا سمع الآذان، ويضرط حتى لا يسمع التأذين، مما يدل على أنه يتعرض لأذى نفسي وعذاب بدني، وإلا لم يفر بجسده من المكان؟! وإلا لاكتفى بالضراط حتى لا يسمع التأذين.

و لأن الجن المسلمين مكلفين بما كلف به الإنس من جهاد ضد الشياطين، فهذا يعني إمكان تعذيب الجني للجني قائم بعد موت سليمان عليه السلام، فدعوة سليمان هنا بتسخير الجن له عامة وليست خاصة، فهي تشمل الجن والإنس، وبما أن تعذيب الجني للجني قائم، إذا فالقول بخصوصية تعذيب سليمان عليه السلام للجن تتعارض مع هذه الحقيقة، مما يعني إمكان حلول العذاب بهم من أي طرف آخر، ولكن بشكل آخر غير مباشر، وهذا ما سأوضحه بعد حين.

خاصة وأن الذي كان يعذب الجن هو الله عز وجل وليس سليمان عليه السلام، قال تعالى: (ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير) والكلام هنا عائد على الله تبارك وتعالى، أي من يزغ منهم عن أمر الله وليس أمر سليمان يذيقه الله عذاب السعير، وليس الذي يذيقهم هو سليمان، أي أن سليمان يدعو الله فيستجيب الله منه، وعلى هذا فتعذيب الجن خصوصية من خصائص الله وليس من خصوصيات البشر، فإن دعى المعالج ربه بتعذيبهم بأي نوع من العذاب أوقع الله هذا العذاب بالجني، إما عن طريق ملك أو جان مؤمن صالح أو عن طريق أي من جنده (وما يعلم جنود ربك إلا هو).

والنبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن تصفيد الشيطان وربطه، لماذا؟ لأن التمثيل بالشياطين وربطهم كان من خصوصيات سليمان عليه السلام، قال تعالى: (وأخرين مقرنين في الأصفاد)، وهذا لا يمنع إمكان حدوث ذلك لغيره، كما أمكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك، لكنه امتنع عن التمثيل بالشيطان ليس لاستحالة تصفيده، ولكن احتراما منه لدعوة أخيه سليمان عليه السلام، وهذا من جملة أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة وأن الذي خنقه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عدو الله إبليس عليه اللعنة، وهو من المنظرين، فلن يتمكن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتله، لذلك يسقط الاستشهاد بهذا الدليل على عدم جواز قتل الجن، لأن هذا الدليل وقع في حق جن من المنظرين، فحتى لو حاول قتله أو حرقه فلن يموت، وقد خنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبليس ولم يمت.

ومن الجدير بالملاحظة:



لا يوجد معالج أو أحد بعد سليمان عليه السلام يستطيع التحكم في الجن تبعا لدعوته ( وهب لي ملكآ لاينبغي لأحد من بعدي) فسليمان عليه السلام اختصه الله سبحانه وتعالى بهذه الخصوصية. إذا فكيف استطاع النبي عليه الصلاة والسلام خنق الشيطان ولا سلطة له على الجن؟ وكيف يتعامل المعالجون مع الجن؟


وهذه هي النقطة الهامة هي التي يجب توضيحها وبيانها.

إن خصوصية سليمان عليه السلام كانت على شياطين الجن، ولم تكن مختصة بالقرائن، لأن عالم القرائن عالم مستقل بذاته عن عالم الجن، وإن كانوا يدرجون تحت جنس الجن، هذا لما لهم من خصوصيات اختصهم الله بها تختلف عن خصائص الحن بوجه عام، لذلك يستحيل تسخير القرائن له لأنهم موكلين بخصوصيات تشغلهم عن ذلك التسخير، فمستحيل أن يتركوا الوسوسة للناس ويذهبوا لأعمال السخرة والتشييد، وإلا لارتاح الناس منهم في زمن سليمان عليه السلام، ولم يكن بحاجة إلى حشد جيوش لنشر الدين والدعوة، فلم يعد العدة لغزو سبأ التي كان يعبد اهلها الشمس من دون الله، قال تعالى: (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن سبيل الله فهم لا يهتدون)، لو كان المقصود بالشيطان هنا هو إبليس لانشغل وأعوانه بالسخرة عن صدهم عن سبيل الله تعالى، ولجاء خبره واعوانه سليمان عليه السلام، ولكن يبقى أن الذي وسوس لهم هنا هم قرائنهم من شياطين الجن، مما يشهد بأن السخرة لم تشمل القرائن.

وهذا هو السر في تمكن النبي صلى الله عليه وسلم من إبليس، فمن الممكن بحضور قرين إبليس على جسده أن يتمكن منه النبي صلى الله عليه وسلم ويعذبه، وبدون حضور قرينه لا يمكن حدوث هذا.


وهذا سر من أهم وأخطر أسرار العلاج أبوح به للمعالجين ذوي الخبرة العميقة.



لذلك تدعو الله كثيرا أيها المعالج وينزل العذاب على الشيطان، ويقول لك المريض أرى نارا تنزل عليه من السماء ولكنه لا يموت ولا يحترق، بينما الشيطان يضحك ولا يتأثر، لماذا؟؟؟؟؟


لأنه بقوة سحره الشيطانية عزل الشيطان نفسه عن قرائنه، خاصة وأن شياطينه وقرائنه تعينه على البطال، فإذا نزل به العذاب فلا يؤثر فيه، هذا بسبب دعوة سليمان عليه السلام، لذلك تظل تقرأأياما وشهورا فلا يتأثر، فلما نفذت طاقته السحرية التي تعزل بينه وبين قرائنه، ضعفت مقاومته، فحضرت قرائنه على جسده، فوقع العذاب المشترك عليهما، فيموت من حينه.



فإذا أردت التمكن من أحد الشياطين فعليك الدعاء لله بإحضار قرينه على جسده أولا، ثم تدعو الله بحسبس القرين على جسد مقرونه ثانيا، هذا حتى لا يفر منك، ثم ادعو الله بحرق الشيطان فسيقع العذاب على قرين الشيطان، ومن خلال قرينه سيحترقان معا، ستسأل عن الدليل، وتقول لي غيبيات لا نخوض فيها، أقول لك جرب طالما أن ما ذكرته ليس فيه حرمانية.



لذلك فقتل الشياطين وتعذيبهم لا يستغرق معي بفضل الله إلا لحظات معدودة، لأنني أختصر جهد شهور في دعوة واحدة مركزة، وطبعا هذا تبع كل حالة، وحسب عدد وكمية الأسحار الأساسية والفرعية على الجسد، فالتخلص من الأعوان يكون سريعا وأولا بأول ويتم بسهولة، حتى أنتهي إلى قائد السرية فيتم التخلص منه في لحظات، فكلامي هذا لا يحمل على التعميم، فتنبه لهذا.



هذا ما أعلم والله تعالى اعلى وأعلم


يتبع في وقت لاحق بإذن الله تعالى

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة