عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-07-2014, 09:04 AM   #7
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

Post 7- اقتران الغني بالكريم

7-اقتران الغني بالكريم: جمع الله بين هذين الاسمين في قوله تعالى: ** وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ** [النمل:40]، وفي اجتماع الاسمين من معاني الكمال الكثير والكثير؛ فليس كل غني كريما وليس كل كريم غنيا، ولن يكتسي الغِنَي بالجمال إذا كان الغَني بخيلا، كما أنه لن يكتسي الكريم بالكمال إذا كان الكريم فقيرا، وليس من غني كريم له مطلق الغنى والكرم إلا رب العزة والجلال، فالله غني لا حاجة به إلى أحد سواه ولا يضره كفر من كفر من خلقه ([1]) . تفسير الطبري 19/165، وهو سبحانه غني كريم، ومن كرمه كثرة فضله على من يكفر بنعمه ويجعلها وسيلة إلى معصيته، والقصد أن كل اسم من أسماء الله يتضمن صفة من صفاته، وإذا اقترنت صفة كمال بأخرى نشأ عن ذلك كمال آخر يظهر أثره في حكمة الله وخلقة للأشياء .

8-اقتران الواسع بالعليم: ورد هذان الاسمان في سبعة مواضع من القرآن، كما في قوله: ** مَثَلُ الذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ** [البقرة:261]، وقد ختمت الآية باسمين مطابقين لسياقها، فلا يستبعد العبد هذه المضاعفة، ولا يضيق عنها عطنه فإن المضاعف واسع العطاء، واسع الغنى، واسع الفضل، ومع ذلك فلا يُظن أن سعة عطائه تقتضي حصولها لكل منفق، فإنه عليم بمن تصلح له هذه المضاعفة وهو أهل لها ومن لا يستحقها ولا هو أهل لها، فإن كرمه وفضله لا يناقض حكمته بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته، ويمنعه من ليس من أهله بعلمه وحكمته طريق الهجرتين ص540 بتصرف .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة