الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد ،،،
بخصوص سؤالك أختي ( فلسطينية ) حول مسألة خلع الخمار عند السواتر العسكرية الصهيونية في فلسطين المسلمة الأبية ، فاعلمي رعاك الله وقبل أن أجيب على هذا السؤال أن أوضح مسألة تتعلق بالنقاب الشرعي الذي لا بد أن يكون وفق الضوابط الشرعية ، وحيث أن بعض الأخوات هداهن الله للاستقامة والخير تلبس نقاباً يظهرها بمظهر جميل بحيث تكون فتنة للرجال ، ليس ذلك فحسب إنما البعض الآخر تضع الكحل والمكياج فتصبح أجمل مما لو كانت بدون هذا النقاب ، وهذا حرام لا شك فيه وهناك فتاوى للعلماء الأجلاء تبين حرمة هذا الأمر ، وبعض الأخوات الفاضلات تلبس النقاب بضوابطه الشرعية بحيث يكون الخمار ساتراً لهذا النقاب بالكامل أو أنه يغطي جزء كبير من النقاب بحيث تستطيع المرأة الرؤية من خلاله ، وهذا جائز لا شك فيه 0
وبعد هذا الإيضاح للنقاب الشرعي أقول وبالله التوفيق : مثل هؤلاء الأخوات الآتي يتعرضن لمثل هذا الموقف عليها أولاً أن تحاول وبأسلوب طيب أن تكشف أمام بعض المجندات الإسرائليات ، فإن حصل مثل ذلك الأمر فنعما بها ، وإلا فلا تثريب عليها لأن رفض الأخت الفاضلة خلع النقاب عند تلك الحواجز قد يؤدي إلى مفسدة شرعية عظيمة ، أعظم من تلك المتحصلة ، وقد يؤدي أحياناً إلى التهلكة 0
يقول تعالى في محكم كتابه : ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان 000 ) ( سورة النحل – الآية 106 ) 0
يقول ابن كثير في تفسيره : ( ولهذا اتفق العلماء على أن المكره على الكفر يجوز له أن يوالي إبقاء لمهجته ، ويجوز له أن يأبى ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 568 ) 0
فإن كان يجوز للمؤمن مثل ذلك الأمر والذي يتعلق بقضية مهمة جداً وهي الإيمان والكفر ، فمن باب أولى مسألة أقل من ذلك بكثير وهي خلع النقاب أمام هؤلاء الكفرة إكراهاً 0
هذا وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أَبو ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ – رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ) ( صحيح ابن ماجة 1662 ) 0
وثبت من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ) ( صحيح ابن ماجة 1664 ) 0
ونحن نعلم يقيناً أختي المكرمة ( فلسطينية ) أن مثل هذا الأمر والذي قد يحصل مع بعض الأخوات المسلمات الطاهرات العفيفات والتي تتمنى باطن الأرض من ظاهرها قبل أن تخلع خمارها أمام هذا العدو الشرس ، ولا نقول إلا صبراً أهل فلسطين المسلمة عسى الله أن يحدث بعد ذلك أمرا 0
سائلاً المولى عز وجل أن يوفقكم لما يحب ويرضى ، وأن يحفظكم وأعراضكم من الكيان الصهيوني ، إنه سميع مجيب الدعاء ، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0