[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
وإليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكمـ حبيتـــــــــــــــــي الراحــــــــــــــــــــــلة إلى جــــــــــــــوار الله
عســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــلة
أتعلمون من عسلة ....؟؟؟!!!
لاتسألون فقد سالت مدامعي .... وفر قلبي شوقا" للقياها ....
صاحبتها فأحببتها ....
وإن وصفتها بين يديكم أعجز عن ذكر محاسنها ...
لله درك ياعسلة رحمة الله عليك ....
وأنا كعادتي أزور المرضى في مكي حسين جمعة .... وإذا ..... بي أدخل لغرفة مليئة بالمرضى ....
وكنت شبه حية أضحك وقلبي يتفطر بينهم أبث الأمل فيهم وقلبي يتقطع ألما" .....
إقتربت إلى فتـــــــــــــــاة أدهشــــــــــني تبارك الله حسنهــــــــــــــــــــــــــــــــا وطيب معشرها وخلقها ....
فنادتني ... تعالي من أنت .... قلت لها من أكون ....
فسألتها كيف جئتي إلى هنا .....
فقالت لي .... عن طريق ......مرض ألم بي وصداع وسأخرج قريبا .....
لم ترد والدتها التي لم تفارقها أبدا... أن تعرف بمصابها .....وهي فتاة السادسة عشر ....
تقول لي لم يكن بي شيء أبدا وأنا ذكية جدا وأحب المدرسة وكما ترين يأتيني صداع وسأخرج قريبا"
كنت لا زلت لا أعلم عن الرقية شيء فأنا فتاة الثامنة عشر .... ولدي هشاشة بالعظام وإلتهاب بالأعصاب واعرج من شدة الألم الذي في قدمي المكسورة لكن أعانني الله على المثابرة .....
فطلبت منها أن أقراء عليها شيء من كتاب الله لعلمي أن به شفاء بإذن الله .... وبعد القراءة عليها(( بأم الكتاب والمعوذتين والإخلاص فقط ))............ سألتها ياعسلة ماذا شعرتي قالت رتحت كثيرا" وأشعر بأنني لم يعد بي ألما" ........
فبدأت أمازحها وأذكرها بجزاء الصابرين وهي تبتسم لي .... وقد سرها زيارتي لها فطلبت مني أن أعاودها مرة أخرى وكنت على عجلة من أمري لأرى أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاني ..... سأعلمكم خبرها .... بإذن الله .............................ولكن بعد عسلة .....
ولما عدت إليها رأيت فرحتها وسرورها وبهجتها لأنني عدت .........
فالمريض محرموم من مشاهدة الحياة وهو الذي أسره السرير والمشفى والعلاج المهم أتيتها بعد اسبوعين وإذا بعسلة ليست كالتي رأيتها سابقا" أصبحت يميل جسدها للسواد وهزيلة أكثر فسألتها مابك ياأختاه قالت تأخرتي علي وأنا أحب الله حدثيني عنه ........ فبدأت أحدثها .........
حتى قالت لي أأخبرك بشي لقد ماتوا إمرأتان من الذين معي في هذه الحجرة .... فما عساي فعله .......
كان هناك صراخ ونياح أهذا لاينبغي .... صحيح ..... ولكنهم ماتوا هل ياترى ....... سأرحل قريبا" معهم ....
وضعت الأمل في نفسها بأننا غدا" سنلتقي خارج المشفى وسنحضر كلانا حفل زفاف الأخرى ....
فمتلأت عيناها حياء ووجنتاها .... فقالت لي ......... أريد أن تقرئي علي فقرأت وكلما أردت التوقف تقول لي استمري استمري حتى تنام على صوت القرءان فأتركها على مهلا" .........
وهكذا بدأت أزورها يومين وترك ..... ولما إشتد عليها الألم بدأت أزورها يوميا" ..........
وكلما دخلت عليها وجدت حجابها الذي هوسترها وغطائها عليها وبين يديها كتاب الله ......
ووالذي لا إله غيره قد منعها الأطباء من أن تقوم من فراشها لعظمة مصابها وشدت مرضها إلا أنها تأبى تقول الوضوء خير لي حتى أصلي وأقفة بين يدي الله ولاتنتهي من وضوئها حتى تسمعوا أنينها الذي ينطق بذكر الله ................
كما اشتقت للقياك ياعسلة ....
تصلي كل فرض بوقته وتقول لي .... أنا لا أنام حتى أذكر الله فأنا أحب الله ..........
وفي زيارتي الأخيرة لها قالت لي لقد توفوا كل من معي بهذه الحجرة .... فنادتني والدتها وهي بالكاد تستطيع الوقوف تقول لي رأيتها ......
رأيتها ......
رأيتها........
رأيتها بأم عين واحدة وهي تموت كيف تغرغر الروح فكيف إذا التقت بالله عسلة ماذا أصنع؟؟؟؟؟ ........
ذكرتها بجزاء الصابرين وحسن الثواب من الله وأنها تبشر بالخير فهدأت وستكانت .....
فمسحت دموعها الأم الثكلى التي ترى إبنتها تموت أمامها وليس بيدها صنع شيء .....
ودخلنا والإبتسامة عريضة للقاء عسلة فسلمت عليها مرت أخرى اقتداء بالصحابه لوقطعت بينهم شجرة عادا وسلاما مرة أخرى .........
فردت السلام وهي تسألني بهدوء وصوت منخفض ماذا قالت لك أمي قلت خيرا تحبك وتدعو لك .....
فلما رأت والدتها همس بنتها تركتنا فأخبرتني ........ والحياء يملئ عيناها الجميلتين لقد رأيت بالأمس رؤية .....
قلت ماهي .......
قالت أتاني رجل فقال لي قومي فوالله أنك طاهرة .......
والرؤية الأخرى كانت بعد الفجر جائني رجل وبيده شهادة لي وإذا بها بيضاء ..... فقال لي هلمي إلينا ..........
فوالله عرفت أنها ستموت وأن الله غفر لها ذنوبها فلم أشعر إلا بدموعي تنهمر مع ابتسامة عريضة فقالت مابك قلت من الفرحة بأن الله قد طهرك من الذنوب ياعسلة .... إنه خير لك لاتقلقين .....
فلم أشأ أبدا" أن أتركها في ذالك اليوم لكن والدتي واخواني لايسمحون لي بالتأخر عن الساعة الثامنة مساء فتصلت على أخي وعندما أردت الخروج نادتني ......
الملتقى الجنة
الملتقى الجنة
الملتقى الجنة
فشعرت برغبة بالبكاء فغادرت مسرعة........ فمرضت بعدها يومين وعندما جهزت نفسي يوم الأربعاء للذهاب لها ........
اتصلت الوالدة ......... ابنتي ....... عسلة .................................عسلة ......
تقرئك السلام وتقول لك ........... الملتقى الجنة .................................................. .........
وماتت وهي مبتسمة تلفظ لا إله إلا الله ........لاإله إلا الله........ لا إله إلا الله.........
وداعا" عسلة .... كم أشتاق لك ولعبدالقادر وأماني وشعاع و...........................!!!!!
ادعو لعسلة حبيتي في الله .....
اللهم اجمعني بهم في الجنة وأخي وأماني وشعاع وفاطمه وأم محمد ونادية وسارة وسارة وهدى وكل من عرفته وعماتي وأجدادي ولموتانا وموت المسلمين......
ثمرة الصبر حلوة والله يعطي في البلاء مالا يعطي في الرخاء ...........
والله من وراء القصد ....
لصاحبتها أزف الرحيل .....[/align]