عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-05-2005, 02:35 PM   #3
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

Thumbs up ( && 000 الدعاء هو العبادة 000 && ) !!!

الحمد لله القريب من عباده المجيب لدعائهم القائل ( واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب

دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )

منذ وجد الانسان فوق هذه الأرض وهو في صراع دائم مستمر مع الحياة التي تغلبه تارة ويغلبها تارة أخري وهو في كل الحالتين يشعر انه في حاجة الي من يعينه وهو لابد ان يكون أقوي منه ليشد من أزره ويقوي من عزمه ويسانده في هذا الصراع ، والانسان لم يجد هذا المعين من البشر
فلجأ في زعمه الي القوي الأخري مثل الشمس والقمر والكواكب ونسي خالق الشمس والقمر فالتجأوا اليهم بالعبادة وتارة بالثناء خوفا وطمعا" فنهاهم الله عن ذلك فقال لهم (لاتسجدوا للشمس
ولا القمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون(37فصلت)وعبدوا الأصنام والأرواح
فأخبرهم انهم لا يستطيعون اجابتهم ولا يملكون لهم نفعا ولا ضرا (والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم (13 فاطر)
وعندها لما علم الكفار ان أصنامهم لا تستطيع تحقيق رغباتهم ولا تسمع دعاءهم قالوا (مانعبدهم الا ليقربونا الله زلفي(2 الزمر) وما أفسد من هذا الزعم الباطل فالله قريب من عباده ليس في حاجة الي واسطة وليس بينه وبين عباده حجاب او حرس .

ومما تبينته ان الدعاء هو السر والفيصل في رفع البلاء لذا علينا جميعا أن نلجأ الي الله بالدعاء فمهما كانت حاجتك أو بلوتك او رغبتك أعلم علم اليقين ان القادر عليه هو الله سبحانه وتعالي وحده
والانسان في هذه الحياة الدنيا له غاية يسعي اليها ويتجه نحوها وقد علمنا ربنا سبحانه ان الأنسان يجب أن تكون غايته الله يتجه اليه ويسعي للوصول اليه عن طريق الكمال الذي يتحلي به حتي تسمو نفسه وتهذب مداركه يقول الله تعالي (ففروا الي الله أني لكم نذير مبين (50الذاريات) وفرار الانسان الي الله يكون بذكر الله والدعاء والتضرع اليه بما علمنا في كتابه وعلي ألسنة رسله وأنبيائه والهداة المصلحين ( ومن يعتصم بالله فقد هدي الي صراط مستقيم (101آل عمران )

فضل الدعاء

الدعاء هو النداء قال تعالي عن زكريا عليه السلام (اذ نادي ربه نداء خفيا قال رب اني وهن العظم مني (3مريم) ومعناه أي الدعاء سؤال الله والتضرع والابتهال اليه لاتمام نعمة أو أزالة كربة أو تفريج غمة والمؤمن مأمور أن يدعو ربه (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم(60 غافر)
وهو اكرم الأشياء علي الله تعالي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه (ليس شئ أكرم علي الله من الدعاء ) ويقول فيما رواه الترمذي (من لم يسأل الله يغضب عليه ) ولما لا وهو الحبل الذي يتعلق به العبد ليصله بربه وهو دليل القرب من سبحانه .
ولقد علمنا رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم أن لا نطلب العون الا من الله ولا يسأل الا الله (اذا سألت فسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله )
قال الشاعر:
لاتسأل بني آدم حاجة
وسل الذي أبوابه لاتحجب
الله يغضب ان تركت سؤاله
وبني آدم حين يسأل يغضب
ويقول صلي الله عليه وسلم في فضل الدعاء ( من فتح له باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وماسئل الله تعالي شيئا" أحب اليه من أن يسأله العافية وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ولايرد القضاء الا الدعاء)
ويقول : ( لسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتي يسأل شسع نعله اذا انقطع )
يقول الامام القشيري رحمه الله :
ان الله تعالي مغن عباده بعضهم عن بعض لأن الحوائج علي الحقيقة لاتكون الا لله فامخلوق لايملك لنفسه نفعا" ولا ضرا" فكيف يملك ذلك لغيره.
ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
أنا لاأحمل هم الاجابة وانما أحمل هم الدعاء فاذا ألهمت الدعاء كانت الاجابة معه.
لذلك فانه من الأجدر بالمسلم أن يلتجأ الي الله في أموره كلها وأن يطلب منه العون وعليه أيضا" أن يعرف شروط الدعاء والآداب التي يستحب له أن يراعيها والمنهج الذي يجب أن يسير عليه حتي يصعد دعاؤه الي الله تعالي .

شروط الدعاء

وللدعاء شروط ينبغي علي الداعي أن يراعيها ليكون دعاؤه مرجو القبول ومنها :

1/ ان يكون المأكل والمشرب والملبس حلال من حلال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده الي السماء ويقول : يارب ومطعمه من حرام ومشربه وملبسه من حرام وغذي باحرام فأني يستجب له (أخرجه مسلم )
وسعدبن ابي وقاص رضي الله عنه يقول :يارسول الله ادع الله أن يستجيب دعائي فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ياسعد ان الله لايستجيب دعا عبد حتي يطيب طعمنه (أخرجه الحافظ بن مردويه عن ابن عباس)
2/التوبة والاستغفار :
علي العبد قبل أن يدعو الله أن يقدم بين يديه التوبة الخالصة وأن يستغر من ذنبه يقول تعالي حكاية عن سيدنا نوح عليه السلام وهو يعلم قومه (فقلت استغفروا ربكم انه كان كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا(10/11/12نوح)
ويقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب (رواه أبو داود)

ومن آداب الدعاء

*الطهارة

*استقبال القبلة ورفع اليدين:
روي عن سليمان أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ان ربكم حي كريم يستحي من عبده اذا رفع يده بالدعاء أن يردهما صفرا" (رواه احمد)

*حمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم :
فقد روي ان النبي صلي الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته فلم يصل عليه فقال : عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره اذا صلي احدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل علي النبي ثم ليدع بما يشاء (رواه الترمذي )
ولقد علمنا ربنا وأرشدنا بما حكاه لنا علي لسان يوسف عليه السلام عندما أراد أن يدعو الله ويشكره فقال (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي في الحياة الدنيا والآخرة توفني مسلما والحقني باصالحين (101 يوسف)

* بين المخافتة والمجاهرة:
قال تعالي ( ادعور ربكم تضرعا" وخفية انه لا يحب المعتدين(55 الأعراف ) فلايرفع الداعي صوته لأنه في موقف ضراعة وتبتل الي الله وخفض الصوت يجعل الخشوع أقرب الي القلب والنفس واسمع قوله تعالي في ذكريا (اذ نادي ربه نداء خفيا) قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأصحابه عندما رفعوا أصواتهم بالدعاء :أربعوا علي أنفسكم - أي أرفقوا بها - فانكم لاتدعون أصم ولا غائب انكم تدعون سميعا" بصيرا" وهو معكم والذي تدعونه أقرب الي أحدكم من عنق راحلته (رواه البخاري )
ويقول ابن القيم :ان الملوك لا تخاطب ولا تسأل برفع الصوت وانما تخفض عندهم الأصوات ويخفت عندهم الكلام بقدار مايسمعونه ومن رفع صوته لديهم مقتوه . ولله المثل الأعلي

*حسن الظن بالله:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ربه تعالي انه قال : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه اذا ذكرني (رواه احمد)
*الالحاح في الدعاء وتكراره ثلاثا":
وهو من هدي النبي صلي الله عليه وسلم

* الايقان بالاجابة:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة واعلموا ان الله لا يستجيب دعاء من قلبه غافل لاه (رواه الترمذي )

*العزم في الدعاء والقطع:
عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:لايقول أحدكم اللهم اغفر لي ان شئت ، اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فانه لا مكروه له(رواه مسلم )

* عدم التعجل بالاجابة :
فقد روى عنه صلي الله عليه وسلم :يستجاب لحدكم مالم يعجل يقول دعوت ربي فلم يستجب لي (رواه مسلم )وقال صلي الله عليه وسلم :ما من رجل يدعو الله الا استجاب له فأما أن يجعل له في الدنيا واما أن يدخر له في الآخرة واما أن يكفر عنه ذنوبه بقدر ما دعا مالم يدع باثم أو قطيعة رحم أو يستعجل (رواه الترمذي )

*عدم الاعتداء في الدعاء:
يقول القرطبي عند تفسيره قوله تعالي (ادعوار بكم تضرعا" وخفية انه لايحب المعتدين ) والأعتداء في الدعاء علي وجوه:
فمنها الجهر الكثير والصياح ومنها أن يدعو الأنسان أن تكون له منزلة نبي أو يدعو بمحال ونحو هذا من الشطط او يدعو طالبا"معصية وغير ذلكمما ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله فيتخير ألفاظ معقدة وكلمات مزعجة ويترك ما دعا به رسول الله صلي الله عليه وسلم .
يقول الامام الغزالي في احيائه : والأولي أن لا يتجاوز الداعي الدعوات المأثورة فانه قد يعتدي في دعائه فيسأل مالا تقتضيه مصلحته .
فعلي الداعي أن يتوجه الي الكتاب والسنة النبوية المطهرة ففيهما الخير الكثير كما ان هنلك المأثورات عن سلفنا الصالح
وقدروي عن ابن سعد بن أبي وقاص رضي الله عه قال :
سمعني أبي وأنا أقول اللهم أني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلهل وأغلالها وكذا وكذا ، فقال : يابني أني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : سيكون قوم يعتدون في الدعاء - أي يبالغون فيه ويتجاوزون الحد في الطلب- فاياك أن تكون منهم انك أن أعطيت الجنة أعطيت مافيها من الخير وان أعذت من النار أعذت منها ومما فيها من الشر (رواه أبو داود)

*تخير الأوقات المستحبة للدعاء وهي :

* بين الآذان والاقامة:
عن أنس عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال(لايرد الدعاء بين الأذان والاقامة . قيل ماذا نقول ؟ قال :سلو الله العافي في الدنيا والآخرة (رواه الترمذي )

* أثناء السجود في الصلاة :
عن أبي هريرة عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال :أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا فيه الدعاء (رواه مسلم )

*وقت السحر :
يقول تعالي (تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا" وطمعا (16 السجدة )
وثبت في الصحيح أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : ان الله تعالي ينزل كل ليلة الي سماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الأخير فيقول هل من تائب فأتوب عليه ، هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فيعطي سؤله حتي مطلع الفجر(رواه البخاري)

* يوم الجمعة :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ان في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا" الا أعطاه اياه وهي بعد العصر (رواه أحمد)

* وفي العام نجد هناك رمضان وليلة القدر ويوم عرفة وليلة النصف من شعبان والدعوة علي صوم

وأخيرا" أختم قولي أيها الاخوة والأخوات في الله بأن القرآن أفضل مايتقرب به العبد الي مولاه روي ان ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ان هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم . ان هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ، ولاي عوج فيقوم ، ولا يخلق من كثرة الرد ، اتلوه يأجركم علي تلاوته كل حرف عشر حسنات أما اني لاأقول لكم (الم ) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف(رواه الحاكم)

والله من وراء القصد
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة