عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-10-2008, 07:25 AM   #9
معلومات العضو
منذر ادريس
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

بارك الله فيكم
وهذا يفيد السائلة عن معنى احداءات ::
لماذا حادي الركب؟ بقلم :خالد عبيد العتيبي
التاريخ: Tuesday, September 20
الموضوع: حادي الركب





معنى الحداء

أورد صاحب القاموس المحيط الفيروز أبادي في مفردة (الحداء) قال:حدا الإبل،وبها حدوا وحداء :زجرها وساقها،وتحادت الأبل :ساق بعضها بعضا.
وعرفه الجوهري في (الصحاح) بقوله:الحدو: سوق الابل والغناء له.
ونفيد من هذه التعاريف اللغوية الفوائد التالية:
ان معنى الحداء في لغتنا هوالسوق مصدر ساق يسوق، وله سمي الحداء حداء، لأنه يساعد على سوق الإبل و الحداء من حيث النظم هو من وزن الرجز. والهدف من التغني بالحداء هو سوق الابل.
والحداء عند العرب قديما وأهل البادية ،هي الأناشيد والأشعار التي ترجع وتلحن عند سيرهم على ركبانهم في الفيافي والقفارلتنشط الركبان وتختصر الأزمان أو في المناسبات ،فهي ذوق وفن له أصوله وأهله، وقائله يسمى الحادي.
وقد كان شائعا في زمن رسول الله، وكان منه الحداء المطرب الهادئ، الذي تسير الأبل في القافلة على إيقاعه، وكان منه الحداء المسرع الذي تتابع إيقاعاته بسرعة قد تؤدي إلى قلق وخوف راكب الإبل، ولذلك وقد لاحظ الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحداء الذي تسير عليه القافل في إحدى الرحلات حداء سريع الإيقاع وأن ذلك يؤدي إلى قلق وخوف راكبات الإبل، فقال صلى الله عليه وسلم: "أيها الحادي رفقا بالقوارير" يعني كن حانيا لطيفا براكبات النوق، لا تزعجهن بسرعة الإيقاع.
وقد استوحيت هذا العنوان (حادي الركب) من إخراج الموقع وفكرته، فنحن جميعا ركب في هذه المسيرة وكل له مركوبة وهي روحه التي بين جوانحه فهي مطيته إلى مأمله وهدفه السامي ، فالروح جوهر الإنسان وسر الله فيه ،قال تعالى (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)، وقال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )،وللإمام ابن القيم كتاب قيم شهير اسمه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، حداء الروح إلى جنة الله العليا.
أما نحن فحداؤنا للقلب والروح معا، فهما مادة الإنسان وجناحاه في رحلته الدنيوية إلى الدار الآخرة ،فكما أن للروح مناهل تنتشي منها ،فللعقل والفكر منابع يتروى منها.
ولحدائنا ألحان متنوعة وأنغام متعددة تشبع الطباع المتباينة وتطرب القلوب العانية وتنير العقول الحائرة،فتارة نقطف من بساتين الإيمان والروح وتارة نغوص في أعماق بحار العلوم والشروح وتارة نحلق في سماء أمجاد تاريخنا والفتوح وتارة أخرى نغدو ونروح في أخبار الماضيين ذوي المروءة والشموخ ، و لنا في الإدارة والاقتصاد تلميحات وتحليلات،لأن النفس تعشق التغيير والتجديد وتنشط بالوعظ اللطيف السديد والعقل يذكى بالقيم المفيد.
عسى أن يحسن الحادي الحداء ، ليجد الركب في المسير في عباب البلاء لنحيا حياة السعداء و نحط رحالنا في جنة السماء برفقة النبيين والصديقين والشهداء، نحن وأرحامنا والأقرباء.آمين

كتبه خالد بن عبيد

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة