عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 02:46 PM   #8
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

المطلب الخامس
أقسام الرقية :
للرقية الشرعية – أو العلاج بالقرآن - عدة تقسيمات وأنواع ، نذكرها لنبين حكم الشرع في كل منها ما يجوز وما لا يجوز :
التقسيم الأول : أنواع الرقية الشرعية بحسب شرعيتها أو عدم ذلك :
تنقسم الرقية الشرعية بحسب مطابقتها للشرع وعدمه إلى قسمين(1) :
1- الرقية الشرعية: وهي ما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم في كتب الصحاح من أبواب الاستشفاء والأدعية النبوية لما روى مسلم في صحيحه عن عوف ابن مالك الأشجعي قال : " كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك "(2) .قال الذهبي : قالالخطابي : وأما إذا كانت الرقية بالقرآن أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة أن النبيصلى الله عليه وسلم كان يرقي الحسن والحسين – رضي الله عنهما – فيقول : " أعيذكمابكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة "(3)وبالله المستعان وعليه التكلان (4) ، وقال الهيثمي : " وإن كانت العزيمة أو الرقية مشتملة على أسماء اللهتعالى وآياته والإقسام به ، جازت قراءتها على المصروع وغيره وكتابتها كذلك"(5) .
2- الرقية البدعية أوالشركية : هي كل ما أضيف إلى الرقية الشرعية من تمتمات وتعاويذ يعمل بها المشعوذون والسحرة التي لا توافق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ترد بنص شرعي وكل هذا يدخل في البدع : لحديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" من أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليس فيه فَهُوَ رَدٌّ "(6) فهذا النوع من الرقى مناف للشرع حيث تتم بالاستعانة والاستغاثة بغير الله وقد وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من الشرك، عن قيس بن السكن أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول كان مما حفظنا عن رسول الله أن الرقى والتمائم والتولة من الشرك فقالت له امرأته وما التولة قال التهييج "(7) ، وكذلك الذي يعتقد أن الرقية مؤثرة ونافعة بذاتها (لا بقدرة الله) فيعتمد عليها اعتماداً كليا فضلا عن الذين يستعينون بالجن المسلم حسب زعمهم والتبرك بمن في القبور وسؤالهم وطلب المدد منهم والتقرب إليهم بالذبائح.
قال ابن حجر في الفتح قال القرطبي : الرقى ثلاثة أقسام:
-ما كان يرقى به في الجاهلية وما لا يعقل معناه فيجباجتنابه لئلا يكون فيه شرك أو يؤدي إلى شرك -ما كان بكلام الله أو أسمائهأو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مستحب وجائز.
- ما كان بأسماءغير الله من ملك أو صالح أو معظم ، فتركه أولى (1).
قال القاضيعلي بن أبي العز الدمشقي : " واتفقوا على أن كل رقية وتعزيم أو قسم فيه شرك بالله - فإنه لا يجوز التكلم به ، وإن أطاعته الجن أو غيرهم ، وكذلك كل كلام فيه كفر لايجوز التكلم به ، وكذلك الكلام الذي لا يعرف معناه لا يتكلم به ، لإمكان أن يكونفيه شرك ولا يعرف ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا بأس بالرقى ما لمتكن شركا" (2).
وعليه ، فالرقى على قسمين : رقى شرعية : وهي ما توفرت فيهاالشروط والضوابط التي سنتحدث عنها بشيء من التفصيل في المبحث الثاني ، ورقى بدعية : وهي ما اختل فيها شرط من شروط الرقية الشرعية كأن تشتمل على شيء من الشرك ، أو أسماء للجن ، أو ملوكهم ، وما لا معنى له منحروف مقطعة ، أو نحوها .

التقسيم الثاني : أنواعالرقى من جهة متى تقرأ :
1-تقرأ الرقية لدفع البلاء قبل وقوعه: عن ابنعباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي الحسن والحسين – رضي الله عنهما – فيقول : " أعيذكمابكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة (3)، وعن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" من قال في أَوَّلِ يَوْمِهِ أو في أَوَّلِ لَيْلَتِهِ بِسْمِ اللَّهِ الذي لاَ يَضُرُّ مع اسْمِهِ شيء في الأَرْضِ وَلاَ في السَّمَاءِ وهو السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لم يَضُرَّهُ شيء في ذلك الْيَوْمِ أو في تِلْكَ اللَّيْلَةِ "(4)، وعن عبد الرحمن بن يَزِيدَ عن أبي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ من آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ" (5).
2-تقرأ الرقية لدفع البلاء بعدوقوعه : وقد تقدم ذكر طائفة من الأحاديث المرفوعة الصحيحة في هذا المعنى عن عائشةفي رقية جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وشكواه، وعن عثمان بن أبي العاص فيوضع اليد على موضع الألم من الجسد ثم القراءة ونحوها، مما يفيد فعل النبي صلى اللهعليه وسلم ورقيته لنفسه، ورقيته لغيره، ورقية غيره له، وترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ووصيتهلمن وجد ألما أونزل به بلاء .

التقسيم الثالث : أنواع الرقى من جهة ما يقرأ به
1- الرقية بالقرآن الكريم:ثبت فيماتقدم ذكره قراءة سورة الفاتحة، كما في حديث النفر الذي انطلقوا في سفرة، وإقرارالنبي صلى الله عليه وسلم للراقي قراءة سورة الفاتحة وإنها رقية، وثبت كذلكأن سورة البقرة رقية ونافعة، كما في حديث أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: " اقرأوا الْقُرْآنَ فإنه يَأْتِي يوم الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقرأوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يوم الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أو كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أو كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عن أَصْحَابِهِمَا، اقرأوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فإن أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ولا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ، قال مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ (1)، وثبت كذلك أن قراءةآية الكرسي من الرقى النافعة بإذن الله تعالى، كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال وَكَّلَنِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يحثوا من الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فقلت لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فقال:" إذا أَوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ من اللَّهِ حَافِظٌ ولا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حتى تُصْبِحَ " فقال النبي صلى الله عليه وسلم صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ (2)، وفيه إقرارالنبي صلى الله عليه وسلم أنها رقية، وثبت كذلك أن قراءة المعوذات من الرقىالنافعة، وقد تقدم ذكر النصوص الدالة على ذلك من قول النبي وفعله صلى الله عليهوسلم، ومن فعل غيره له.
2- الرقية بالأدعية والأذكار: وقد ثبت ذلككما في أحاديث وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره ووصيته لأصحابه. وقد تقدمذكر طائفة لا بأس بها منها .. قال الشوكاني في هذا: " جواز الرقية بكتاب اللهتعالى ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور ، وكذا غير المأثور مما لا يخالف مافي المأثور"(3) .



(1) فتح الباري : 10/195 ، نيل الأوطار 9/106، فتاوى مهمة : الشيخ ابن عثيمين ص 111 .

(2) سبق تخريج الحديث .

(3) سبق تخريج الحديث .

(4) كتاب الكبائر : للذهبي ص 17 .

(5) الفتاوى الحديثة : ص 120 .

(6) أخرجه البخاري في كتاب الصلح باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود ( 2549 ) 2/959 ، ومسلم في كتاب الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة (1718 ) 3/1343 .

(7) أخرجه الطبراني في الأوسط ( 1442 ) 2/119 .

(1) فتح الباري : 10/196 ، نيل الأوطار : 9/107 . ( وليس هناك فرق في نظري بين الرقية الشركية والبدعية فكلاهما واحد في أنه لا تجوز ولاينبغي العمل بها )

(2) شرح العقيدة الطحاوية : ص 570 . ولقد سبق تخريج الحديث سابقاً .

(3) سبق تخريج الحديث .

(4) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 474 ) 1/66 .

(5) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة ( 4722 ) 4/1914 .

(1) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ( 804 ) 1/553 .

(2) أخرجه البخاري في كتاب الوكالة باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل .. ( 2187 ) 2/812 .

(3) نيل الأوطار : 6/31 .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة