عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-01-2006, 01:09 PM   #1
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

Thumbs up ( &&& 000 تاريخ الحجامة وتأثيراتها الطبية في أجهزة الجسم 000 &&& ) !!!

ان الاحساس بالألم نعمة من نعم الله عز وجل على عباده. وان العلاج بالحجامة واخراج التجمعات الدموية من أماكن الألم وبعض الأماكن الأخرى في الجسم من أقدم فنون العلاج التي عرفها الانسان في العديد من المجتمعات البشرية، من مصر القديمة غربا التي عرفتها منذ عام 2200 قبل الميلاد، مرورا بالآشوريين، إلى الصين شرقا حيث إن الحجامة وكاسات الهواء مع الابر الصينية أهم ركائز الطب الصيني التقليدي حتى الآن.


في اليونان من (502 - 575 ميلادية) استخدم هذه الطريقة العديد من الأطباء في علاج كثير من الأمراض، وخاصة في عهد (أبقراط) الذي يعد أبو الطب اليوناني، وعرفت بعد ذلك في فرنسا وأوروبا.

وعرف العرب القدماء أيضا الحجامة، وكان الطبيب النصراني الحارث بن كلدة الملقب بطبيب العرب والذي أسلم بعد ذلك أبرز من اشتهر بهذه الطريقة (الحجامة) في علاج المرضى، ثم جاء الرسول صلى الله عليه وسلم فأقبل الناس عليها وأثنى عليها وأوصى بها وأعطاها حقها من البيان العلمي، وأشار الى كثير من المواضع المهمة، حيث قال صلى الله عليه وسلم “خير ما تداويتم به الحجامة” وقال أيضا: “الحجامة تنفع من كل داء إلا الهرم فاحتجموا”.وفي عصر الدولة الاسلامية ازدهرت الحجامة ازدهارا كبيرا وأحسن استخدامها، وكانت من أهم أساليب العلاج التي ظهرت فوائدها الباهرة.

وقد تكلم عنها كثير من أطباء العرب مثل أبو بكر الرازي في كتابه “الحاوي في الطب “ وابن سينا في كتابه “القانون في الطب” وترجمت هذه الكتب بعد ذلك ودرست في أوروبا وملأتها نورا وعلما وحضارة.

وفي العصر الحديث عادت الحجامة لأوجها ودقة قوانينها على يد الكثير من العلماء والأطباء المخلصين وما زالت هذه السنة في حاجة الى المزيد من الأبحاث والدراسات وبذل الجهد من جميع المختصين.

أما عن المفعول العلاجي للحجامة باختصار:

أولا: مفعول مسكن ينتج من ارتفاع مقدرة تحمل الألم بعد التعامل مع النقطة المنشودة وبالتحليل الكيميائي وجد أن مادة الاندورفين الطبيعية تزيد في الجسم بشكل ملحوظ وهي المادة ذات التأثير المسكن الذي يشبه المورفين، أيضا استنادا الى نظرية بوابة التحكم في الألم المقترحة من قبل العالمين “ملزاك” و”وول” فإن تأثير الحجامة يسمح بمرور الاشارات غير المؤلمة فقط ولا يسمح بمرور الاشارات المؤلمة عبر الألياف العصبية ومن هنا ينتج المفعول المسكن.

ثانيا: مفعول مهدئ وذلك بالتعامل مع بعض النقاط الخاصة حيث يحدث بعدها تهدئة للجسم، وقد يذهب المريض في ثبات عميق أثناء العلاج أو بعد العلاج مباشرة ثم يستيقظ وهو في أحسن حالاته بدون مشاكل الصداع والدوران التي يعاني منها الذين يتناولون الأقراص المهدئة، وبفحص رسم المخ لهؤلاء وجد أن انخفاضا في موجتي دلتا وبيتا ينتج عن تأثير الحجامة، وتستخدم هذه الخاصية في علاج الأرق والادمان والصداع وبعض المشاكل الصحية والنفسية الأخرى.

ثالثا: مفعول توازني حيث وجد أن التعامل مع بعض النقاط يحدث نوعا من التوازن في الجهاز السمبثاوي واللاسمبثاوي، كذلك يحدث نوعا من التوازن الهرموني بعد التعامل مع نقاط أخرى وهذا ما فسر دور الحجامة في انتظام ضغط الدم سواء المرتفع أو المنخفض وموازنة الاضطراب الهرموني في الجسم خاصة عند النساء، وكذلك الزيادة الملحوظة في الهرمون المنشط لكورتيزون الجسم الطبيعي A.c.t.h المفرز من الغدة النخامية. وباستخدام نفس النقاط يمكن علاج الامساك المزمن أو الاسهال المزمن، فالعلاج بالنقط التوازنية إحدى معجزات التعامل مع نقط القوى الكهرومغناطيسية.

رابعا: زيادة القوى المناعية وذلك عن طريق خاصية زيادة الكريات الدموية البيضاء والجاما جلوبيولين والأجسام المناعية المختلفة بمقدار مرتين الى أربعة أضعاف، ويفيد ذلك في علاج الالتهابات الميكروبية والفيروسية المختلفة، وهذا ما فسر نجاح بعض دول شرق آسيا في علاج بعض حالات الأورام السرطانية نتيجة لزيادة مادة الانترفيرون في الدم بعد التعامل بالحجامة مع بعض النقاط الخاصة.

خامسا: تنشيط مراكز الحركة والموصلات العصبية حيث وجد أن الخلايا العصبية الساكنة أو الضامرة تبدأ في نشاطها مرة أخرى وذلك خلال دورة عصبية معينة، وهذا ما يفسر التحسن الذي يحدث في حالات الضمور والشلل بعد سنوات من حدوثه، وتحسن حالات الشلل الرعاش نتيجة لزيادة مادة الدوبامين.

سادسا: ومن أهم تأثيرات الحجامة تنشيط الدورة الدموية وتخليص الجسم من المواد السامة حيث وجد بالبحث العلمي والتحاليل الطبية أن دم الحجامة يحتوي على ما يلي:

1- نسبة كبيرة من كريات الدم الحمراء (rbc) الهرمة والمتضخمة وغير النشطة وكلها ذات أشكال شاذة أي أنها غير قادرة على أداء عملها فضلا عن عرقلتها لحركة كريات الدم الحمراء النشطة الأخرى.

2- نسبة كبيرة من الأحماض والقلويات الزائدة في الدم وكثير من الشوائب والفضلات والرواسب الدموية والكرياتينين.

3- دم الحجامة يحوي عشر كمية كريات الدم البيضاء (wbc) الموجودة في الدم الطبيعي فقط، مما يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر الجهاز المناعي وتقويه.

4- السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جدا، مما يدل على أن الحجامة تبقي الحديد داخل الجسم دون أن يخرج مع الدم المسحوب تمهيدا لاستخدامه في بناء كريات حمراء جديدة.

وهذا يؤكد دور الحجامة المبهر في تنقية وتنظيف خلايا الجسم من السموم التي تتزايد في الدم من خلال الطعام والشراب والأدوية والبيئة المحيطة.

وحقا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة.

وأخيرا دعونا نستخدم هذا الكنز المدفون وهذه السنة المهجورة (الحجامة) ودعونا أيضا نطلق العنان لطاقات هذا الجسم البشري وقدراته الهائلة في التعامل مع الاضرابات البيولوجية في الداخل والمشكلات الكونية في الخارج.

فالدواء داخل أجسادنا... فقط علينا أن نتوقف عن الاساءة الى أنفسنا والى خلايانا ونتوقف ثم نتوقف عن تجاهل قدراتنا الخارقة.





د. هاني حسني الشيخ

أخصائي العلاج الطبيعي
والعلاج بالحجامة - جامعة القاهرة




مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg sup-57[1].jpg‏ (3.4 كيلوبايت, المشاهدات 19)

 

 

 

 

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة