عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-11-2008, 09:00 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي " الحُبّ المََرَضيّ"

بسم الله الرحمن الرحيم



المعلوم والمفروض ....
أن علاقة المريض الواقعية الحقيقية بطبيبه هذا أو ذاك ، لا تخرج عن نفس الإطار....
فهو بحاجة الى مساعدة ... وواجب هؤلاء أن يقوموا بالإنقاذ.


ولكن عند اختلاف الجنس بين المريض والطبيب ، وخاصة عندما تكون المريضة أنثى.. يتغير وضع العلاقة



فلا تكاد تخلو ملفات الطب النفسي والعضوي من هذا " الطرح القديم " ،

الذي قد يسميه البعض ( الطرح بين الطبيب ومريضته ) ، أو ( تعلق المريضة بطبيبها ).


وأسميه أنا ..... " مشاعر حب في أجواء مرضية "



فما يقود الى هذه المشاعر، هو حالة من حالات الضعف الإنساني الكبير وقت المرض ، والرغبة في الخلاص .

إن الرغبة في الخلاص من وضع ما وظرف ما ، لا يمكن أن يكون وسادة أساسية لأي مشاعر حقيقية، هذا ما ينبغي أن يتيقن منه الجميع ،
فهذه المشاعر في أجوائها الصحية الكاملة أقوى وأوضح وأصدق ما تكون .




قد تكون " الوحدة " وراء هذه المشاعر ..

فقد جاء أخيرا من يهتم لأمري ويعنى بتحسني ومصلحتي ويتابع شعوري ناحية مرضي ويجزع لانتكاساتي
إن وضع " التقدير والإمتنان " في غلاف " مشاعر الحب " هو الخطأ الكبير الذي تقوم به معظم المريضات المتعلقات بمن يعالجهن ،
ولو أنها تفهمت أن هذا واجب أي طبيب ، سواء كان هذا أو ذاك ، لما أخطأت في تفسير مشاعرها ووضع نفسها في دوامة مرض جديدة غير مرضها الحقيقي.


وقد تكون المريضة زوجة ، تقارن بين اهتمام طبيبها ومعالجها بها ، فتجد أن زوجها يهملها وتبدأ في نسج مشاعر التعويض التي تحمل طابع الحب لهذا المعالج ،



وقد يكون السبب مختلفا ، وهو طبيعة هذه المريضة وحبها لأجواء النجوم والمشاهير ،هو السبب وراء تعلقها اللامحدود بهذا المعالج ، فتبدأ بالاتصالات الضرورية والكثير من الإتصالات غير الضرورية

وتبدأ بإدخاله في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة في حياتها، متجاهلة أن هذا ليس دوره ! .


إن الحقيقة التي تقول أن المعالج أو الطبيب هو الطرف الأقوى في هذه العلاقة ، لا يعطينا الحق بكل الأحوال ، في اعتباره مسؤول عن تصدير هذه المشاعر الزائفة لمريضته ،



فهو بحكم خبرته وتجربته، يعرف أن العلاقة المرضية التي تربطه بالمريضة لا يجب أن تتداخل مع أي علاقة شخصية ، حرصا على مشاعر المريضة التي تكون في أضعف حالاتها وعرضة للوقوع تحت تأثير أي نوع من المشاعر .



ورغم إن هناك من المعالجين من يعتقد أن تعزيز الإطار الشخصي مع المريضة من شأنه أن يدعم الناحية الصحية المرضية، إلا أنه لا يلبث أن يتنازل عن هذا الاعتقاد ، عندما يرى أن مريضته سقطت في حبائل مرض آخر وهو الحب المرضي والتعلق الوهمي ، قد يربك حياتها ويسيء الى حالتها الصحية أكثر ، وقد يشوش عليه شخصيا، عندما يتعرض للمتابعة والمراقبة ، والملاحقة بالاتصالات والمكالمات والزيارات ، بلا سبب حقيقي .



إن المعالج بحكم طبيعة مهنته وبحكم تجربته يستطيع التمييز بين ما هو بداعي وما هو بلا داعي ، وعليه هنا أن يقوم بتوجيه المريضة بشكل غير مباشر ، بأن يصرّ على معاملتها بالإطار الطبي العام والشرعي لحدود العلاقة بينهما ، ليقطع عليها حبل الخيال ويغلق عنها باب الأوهام ، ويريها بوضوح حدود وواقع علاقته بها .





قال تعالى :




( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ )




إن شرعنا الإسلامي لا يعتبر الإنسان غير مسؤول عن تصرفاته ومشاعره ، حتى وإن كان مريضا ( ما دام مدركا تماما وواعيا ومخططا لما يقوم ) ...

فالقرآن الكريم حذّر من إتباع خطوات الشيطان في مواقع عدة ، وقد لا تكاد تخلو صفحة من القرآن العظيم لا تذكّر الإنسان بهذا ،
والمريض في حالة ضعف ، والشيطان يتسلط على الإنسان الضعيف ليسيطر عليه بخيالاته وأوهامه ويوصله الى طريق الضلال . ،


وعلى المريضة أن تفهم هذا جيدا وتزنه وزنا قيّما ، فتسارع إلى تشديد أواصر العلاقة بالله واللجوء إليه بكثرة الذكر وكثرة الإستغفار ، وينبغي كذلك أن تحفظ مشاعرها من الإنزلاق في الأوهام ، لما لهذا من تأثير على حالتها الصحية والنفسية أيضا ، فليس أسوأ من أن يشعر الإنسان بمشاعر حب تجاه من لا يعطيها له ، وما أصعب أن يصب الإنسان تركيزه على شخص ليس له حق فيه !.



وإن كانت متزوجة فأنها تعطي مشاعر حب واهتمام لشخص آخر غير زوجها ، وهي بذلك تتعدّى على حقوقه ، بل وتسلبه حقه من شعور الود والحب الكامل والخاص جدا من زوجته ،

فكيف من الممكن أن نتصور بيتا زوجيا يقوم على هذا الأساس ، وأي مصير أوصلت إليه هذه الإنسانة حياتها الزوجية ! وقد خانت الثقة وخانت العهد والميثاق الغليظ .. والخيانة هي خيانة .. ولا يمكن أن تتجزأ.








أيها المعالج...


تذكّر مسؤوليتك وواجبك ، وحمل الأمانة الثقيل الذي تحمله وكيف أدّيته ،
وكما تعالج مرضاك من الأمراض ، عالجهم أيضا من الأوهام ، فأنت الطرف الأقوى .




أختي المريضة.. التي تعلقت بطبيبها..


إحذري مزالق الشيطان فهو يدخل من كل موطن ضعف ولا ضير أن يكون الإنسان ضعيفا بمرضه ، قويا بسد أي منفذ وثغر للشيطان .


ان الوقاية الاكيدة لمثل هذه الاوهام او المشاعر الكاذبة لاتكون الا بالمحافظة على اذكار الصباح والمساء والاوراد اليومية كتخصيص قراءة جزء من القرآن او ركعتين قيام ليل وما الى ذلك من امور تبعد عنك الشيطان وتقربك من الله وتخلصك من حيرتك وتعبك





ولا ينسى الجميع انهم محاسبون ... فليحاسبوا انفسهم قبل ان يحاسبوا .....
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة