الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
بخصوص سؤالك أخي الكريم ( sord_33 ) حول ذلك العقد وما يتعلق به من مسائل فإليك الإجابة :
أولاً : قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد أن أعرج على المعنى العام للبيع لغة واصطلاحاً 0
فالبيع لغة : مطلق المبادلة 0
والبيع شرعاً : مبادلة مال بمال على سبيل التراضي أو نقل ملك بعوض على الوجه المأذون فيه 0
وقد أجمعت الأمة على جواز البيع والتعامل به من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا 0
ثانياً : البيع ينعقد بالإيجاب والقبول ، أما بخصوص شراء محل بيع ألبسة وبسعر مبالغ فيه ، فهذا يتبع العرض والطلب ، وكون أن علي وهاشم قبلا بهذا السعر كما أسلفت آنفاً ، وكان هناك إيجاب وقبول بغض النظر عن السعر والمبالغة فيه ، فإن البيع يقع كما هو معلوم شرعاً 0
ثالثاً : أما بخصوص الاتفاق على أن يدفع كل واحد منهما ( علي وهاشم ) مبلغ وقدره ( ألف دولار شهرياً ) فإنه ملزم بذلك ، والمؤمنون عند عهودهم ومواثيقهم 0
رابعاً : وكون أن هاشم لم يفي بدفع المبلغ المتفق عليه ، فإنه يأثم بذلك إلا في حالة حدوث أمر غالب لم يمكنه من تسديد المبلغ المستحق عليه 0
خامساً : وكون أن علي قد رهن بيته في سبيل الحصول على قرض من البنك ، فإن كان القرض سوف يؤدي إلى ربا ، فهذا محرم ، ولا يجوز الاقتراض الربوي أي كان ، وهو بهذا الفعل آثم وعليه التوبة النصوح والعودة الصادقة عن هذا الفعل ، فالأدلة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تؤكد على تحريم وخطورة الربا ، وليس المقام هنا لبيان ذلك الأمر 0
سادساً : وكون أنه قد تدخل بعض الأخيار في حل هذا النزاع فهذا أمر محمود وواجب ، وجزا الله خيراً من قام على ذلك الأمر 0
سابعاً : وكون أن يطلب هاشم سحب رأس ماله فهذا الطلب غير شرعي ، حيث كما تبين وكما ذكر من خلال واقع هذه المشكلة ، فقد حصلت هناك خسارة كبيرة ، وعليه إذا أراد هاشم الإنسحاب فلا بد من تقدير رأس المال المتبقي وتوزيعه بين الطرفين ، فكما أنهما مشتركان في الربح ، فإنهما مشتركان في الخسارة أيضاً 0
ثامناً : وكون أن يعطي هاشم شيكاً دون رصيد فهذا فيه إثم عظيم ، وهو من الغش والخداع الذي امتهنه كثير من الناس اليوم ، ويكفي أنه قد ثبت من حديث أَبو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان ) 0
تاسعاً : وإن كان هاشم يراوغ في تعامله مع أخيه ( علي ) مع قدرته واستطاعته على الوفاء بإلتزاماته ، فهذه طامة كبرى ، ولا بد من تقوى الله سبحانه وتعالى ، وبخاصة أن ( علي ) قد فقد كل شيء حتى بيته 0
عاشراً : وإن تأكد أن الخسارة الحقيقية جاءت بسبب عدم التزام هاشم بالوفاء المادي فعليه أن يضمن المترتب عن تلك الخسارة 0
وبالعموم أخي الكريم ( sord_33 ) فالمسألة تحتاج إلى القضاء للبت فيها ، ودراسة الوقائع والأحداث دراسة شرعية علمية موضوعية متأنية ، وبناء على تلك الدراسة فلا بد من إعطاء كل ذي حق حقه ، وما ذكرته لك آنفاً كان بناء على ما ذكر حول هذه المشكلة ، وكل ما ذكر هو عبارة عن نقاط لا بد من الانتباه إليها في عرض وبحث هذه المشكلة ، ولا بد أن نعلم يقيناً أنه لا بد من توفر حسن النية في المشاركة بين الإخوة ، وأذكر نفسي والإخوة بقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، وأنه مضطلع لا تخفى عليه خافية 0
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح بين المسلمين ، وأن يوفقهم لله للعمل بكتابه وسنة نبيع صلى الله عليه وسلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0