عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-05-2012, 06:56 AM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي عـــلاقــة الــرؤى بـــالــرقــيـــة الـشـــرعــيــــة

بين الرؤى والرقية الشرعية رابط كبير ، فالرؤى ثابتة بالكتاب والسنة وكذلك حالات العين والسحر ، وكثير من حالات السحر والإصابة بالعين تم الخلاص منها من خلال الرؤى التي يراها المريض أو تُرى له ، قال عليه الصلاة والسلام : (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ ، وَمَا كَانَ مِنْ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ ) ، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام : ( لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ .
قَالُوا : وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ ؟
قَالَ : الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ) .


ويمكننا الربط بين الرؤى والرقية من خلال النقاط التالية :

1- أن يتوجه المريض لله تعالى بقلب خاشع ، ويبتهل بالدعاء إلى الله ، ويُلح على الله في الدعاء ، قال الزهري : ( أفضل الدعاء الإلحاح على الله عز وجل والتضرع له ) ، وينطرح بين يديه ، فيريه الله مكان السحر ، أو يريه العائن من خلال رؤيا يراها في منامة وحصل هذا كثيراً .
2- من خلال تكثيف الرقية الشرعية يتعافي المريض نسيباً (بأغلب الحالات) وهذا يعني ضعف للجان الموكل بالسحر ، أو من دخل بسبب العين ، ويرغب بالخلاص والخروج ولكنه لا يستطيع إلا من خلال الاستدلال على مكان السحر ومن ثمَ فكه أو الاستدلال على العائن ومن ثمَ أخذ الأثر منه ، ومن خلال الرؤى يدل هذا الجان على مكان السحر أو العائن بسبب العذاب الذي يعيشه بسبب تكثيف الرقية الشرعية ، فقد قال عليه الصلاة والسلام
( إن أحدكم لينصى (وفي رواية ليضنى) شيطانه كما ينصى أحدكم بعيره) (أي من كثرة الذكر )
3- بالنسبة لمُصابي العين فالرقية بمنهج الدعوة والهداية هو الأفضل ، وتأثيره أقوى وأفضل ومن خلاله يستدل المريض على العائن ، وثبت هذا بحالات كثيرة ، وانتهت من خلاله مُعاناة مرضى عانوا سنيناً عديدة ، ووقفت عليها بنفسي وقد دعا إليه الدكتور : عبد الله بن محمد السدحان ، ومن خلال هذا المنهج عَرَفَ كثير من المرضى على العائن الذي غالباً ما يكون قريباً من المريض ، فقد تكون العين بسبب الإعجاب ، أو المحبة الزائدة والتعلق بالمريض ، أو حتى المزاح ، وليس شرطاً أن تكون العين بسبب الحسد ، وأذكر إحدى الحالات التي كانت غريبة جداً :
فقد حضر لي رجل فقال : عندنا طفل عمره شهر تقريباً ، وهو الآن بالعناية المُركزة والبيت بوضع لا يُحسد عليه ، فهو الولد الأول بعد ستة بنات ، ووالده يكاد يُجن ، وهو مُتعلق بهذا الولد بشكل كبير ، فطلب زيتا له .
فقلتُ له : خذ هذا الزيت ، وأعطوا الولد من أثر والده ، فقد تكون العين من والده بسبب محبته وتعلقه به بعد ولادته ، خصوصاً أن هذا الولد الوحيد بعد 6 بنات ، وبعد فترة قابلته بإحدى المُناسبات ، وسألته عن الطفل ؟
فقال : أبشرك هو بخير وعافية ولله الحمد ، وكُلما رأيت الطفل تذكرت حالته السابقة .
وبالنسبة للسحر فلا أرى الاستمرار على هذا المنهج ، وهو الرقية بنية الدعوة والهداية ، وذلك لأن خُدام السحر هم من أراذل وأحقر الجن ، وهم عادة من اليهود ، ومن أراد الاستزادة والشرح المفصل لهذا الأمر فعليه الاستماع لشريط بعنوان ( السحر : ذلك العالم المجهول ) للشيخ : ( ممدوح الحربي ) ، ولا تتم عملية السحر إلا بالإشراك بالله ، ومن الصعوبة بمكان الاستمرار بمنهج الدعوة مع خُدام السحر ، وحيث أن الأمر ليس بأيديهم إلا من خلال الاستدلال على مكان السحر فقط ، ولا يتم هذا إلا بتكثيف الرقية الشرعية والضغط عليهم بكلام الله تعالى ، فيرغبوا بالخلاص من خلال الدلالة على مكان السحر فهم لا يستطيعون الخروج دون فك وحل السحر .
4- الرؤى عادة تحكي واقع حياتنا الذي نعيشه بجميع مجالاته ( زواج - وظيفة - مولود - مرض ) وغير ذلك من هذه المجالات ، فالرؤيا تكون أحياناً تنبيه ودلالة ، ومنها : الرؤى التي يراها المرضى ، ففيها تنبيه ودلالة على موضوعنا الذي نتحدث عنه ، وهو تشخيص المرض ، أو تحديد مكان السحر ، أو العائن .
وبالنسبة لمرضى العين ومُستخدمي الرقية الشرعية : وددتُ الإشارة إلى أن الرؤى التي تكون قبل المرض ، أو ببدايته ، أو أثناء استخدام الرقية الشرعية ، لها أهمية خاصة .
وهذا الأمر يعلمه القليل من الرقاة والمُعبرين ، وذلك لسبب رئيسي وهو استقلالية الرقية الشرعية عن تعبير الرؤى ، ومن دخل مجال التعبير والرقية معاً
تكون لديه خلفية عن هذا الأمر ، وإن بداْ كثير من الرقاة بالفترة الأخيرة يولون الرؤى اهتماما خاصاً وكنت مسئولاً عن منتدى الرؤى الخاصة بالمرضى ومُستخدمي الرقية الشرعية ، وبنفس الوقت أقوم بتوزيع الماء والزيت وكنت حريصاً على الجلوس مع طالبي العلاج ، والحديث معهم عن كل مايتعلق بمرضهم ، ومنها :
الرؤى التي رأوها خصوصاً ما تكرر منها ، أو خلال فترة استخدام الرقية الشرعية ، ومن خلال هذا الحديث مع المرضى ، ومن خلال إشرافي على منتدى تعبير رؤى المرضى ومستخدمي الرقية الشرعية ، خرج هذا البحث وهذا الكتاب والذي اسأل الله تعالى فيه السداد والإخلاص والقبول .
ولله الحمد والفضل أولا ووسطا وآخرا فقد حصل الشفاء التام بفضل من الله تعالى للعديد من المرضى من مُصابي العين أو المسحورين ويكفينا أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : ( الرؤيا من الله ) ، وهي التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام :
( لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ .
قَالُوا : وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ ؟
قَالَ : الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ) .
وردنا لمن قال بأن فتح هذا المجال يفتح باب الوسواس أمام الناس أقول مُستعيناً بالله :
1- من كان لديه الوسواس فسيكون في أغلب مجالات حياته وليس في هذا المجال فقط وإغلاق هذا الموضوع لن يمنع وسواسه عنه .
2- هل نمنع الخير والعلم عن مرضى هم في حاجته ، وقد استفاد الكثير منهم بسبب مرضى آخرين لن ينفعهم توقفنا عن الحديث بهذا الأمر ، ومن باب أولى الحديث عن علاج الوسواس .
3- أخذ الأثر فيه علاج لمن به وسواس قبل المريض فعلاً ، فأخذه للأثر يُنهي وسواسه ، فلو كان مريضاً شُفي .
4- لا ضرر يحصل على أحد من أخذ الأثر ، لا على العائن ، ولا على المعيون ، وأغلب حالات العين كانت بسبب محبة ، أو إعجاب ، أو حتى مزاح ، ونحن لا نتحدث عن سحر - والعياذ بالله - ، وقد قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف : رأى عامر بن ربيعة س سهل بن حنيف س يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ! فلُبِطَ بسَهْلٌ .
فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل : يا رسول الله ! هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه .
فقال : هل تتهمون له أحدا ؟
قالوا : نتهم عامر بن ربيعة .
قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا ، فتغيظ عليه وقال  : ( علام يقتل أحدكم أخاه ، ألا بَرَّكْتَ ! اغتسل له ) ، فغسل عامر وجهه ، ويديه ، ومرفقيه ، وركبتيه ، وأطراف رجليه ، وداخلة إزاره ، في قدح ، ثم صُبَّ عليه ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس .
يقول ابن حجر : (العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ، ولو من الرجل المحب ، ومن الرجل الصالح ، وأن الذي يعجبه الشيء : ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة ، ويكون ذلك رقية منه ) .
وفي حديث ابن عباس ب عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( العين حق ، ولو كان شيء سابقَ القدر سبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا ) .
وفي حديث أنس رضي الله عنه قال : رخص رسول الله ص في الرقية من العين والحمة.
5- العين هي السبب الرئيسي لكثير من الأمراض ، ومن هذه الأمراض :
الوسواس ، فالعين تزيد الوسواس رغم وجوده مع المريض أصلاً ، والمصطفى علية الصلاة والسلام يقول : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس ) قال الراوي : يعني بالعين . .
وقوله عليه الصلاة والسلام ( إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر ) ، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن العين لتولع الرجل بإذن الله أن يصعد حالقا ثم يتردى منه ) ، فإن وصل تأثير العين للموت ، فمن السهولة وصول تأثيرها لما هو أقل من الموت ، وهي : الأمراض .
6- لو عملنا مُقارنة بين عدد المرضى بالسحر والعين وبين مرضى الوسواس
لوجدنا أن مرضى العين والسحر أكثر عدداً وبأضعاف كثيرة ومن الظلم منع
الخير عنهم بسبب آخرين يعتبرون أقلية بالنسبة لعددهم .
وعموماً : لا يمكن الجزم بأي شيء ، فعلم التعبير علم واسع جداً ، ولكن عندما نُحدد أن هذه الرؤى خاصة بالمرضى مُستخدمي الرقية الشرعية نكون قد وضعنا حدوداً وهي بنفس الوقت حدودا واسعة ، لذا يجب التنبه لرموزها ومحاولة فك هذه الرموز بما يتوافق مع حال ووضع صاحبها - وهو أعلم بنفسه من المُعبر ومن الراقي - .
لذا معرفة بعض الأمور التي يُستدل بها على العين أمر مُساعد في التشخيص بل وبالتحديد أيضاً للعائن وننقل هُنا ماذكره الدكتور الشيخ عبد الله السدحان بكتابه

( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ) :

[ من علامات الإنسان المصاب بالعين : صداع , صفرة وجه , كثرة تعرق , كثرة تبول , كثرة تجشأ وتثاؤب , قلة نوم أو كثرته , ضعف شهية , رطوبة يديه أو رجليه مع تنمل فيهما , خفقان في القلب , خوف غير طبيعي , غضب وانفعال شديدان , حزن وضيق في الصدر , ألم أسفل الظهر وبين الكتفين , أرق بالليل . وقد توجد هذه العلامات كُلها أو بعضها على حسب قوة العين وكثرة العائنين كما أنها قد توجد في غير المُصاب بالعين بسبب مرض عضوي أو نفسي ]
وبالنسبة للمعيون : فيشعر تجاه العائن بعدة أمور نذكر منها أن المرض يزيد في حالة قُرب المسافة بينهما ويخف في حالة بُعد المسافة فكثير من مُصابي العين يقول : تخف أعراض مرضي عندما أُسافر سفراً بعيداً ، وأرتاح من الأعراض التي كانت تأتيني .
كذلك يجد المعيون في نفسه شيئا من العائن بسبب أو بدون سبب وتجده يتصيد عليه الأخطاء ولا يتحمل منه شيء ، كذلك الكلمة التي كانت سبباً بالعين لا ينساها المعيون ، فيجدها دوماً في نفسه ويذكرها حتى لو مر عليها سنيناً عديدة
، ودوماً يتذكر المعيون العائن ، وأحياناً يتكرر عليه بالرؤى والكوابيس خصوصاً مع استخدام الرقية الشرعية ، وإذا تم تحديد العائن يجد المعيون في نفسه ثقل من أخذ الأثر وتسويف ويتعذر بأعذار واهية .


نقلاً من كتابي النادر المنثور في تعبير رؤى المعيون والمسحور

منقول

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 05-05-2012 الساعة 07:09 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة