عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2009, 09:49 PM   #3
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

ويُنـزل الغيث .

فلا يعلم عدد قطر الأمطار ، ولا متى ينـزل المطر إلا الله .

ويجب على المسلم أن يعتقد جازما أن الغيث منّـةٌ من الله سبحانه وتعالى ، فلا يُنسب نزول الغيث إلى نجم ولا إلى نوء .

ولذا لما صلى برسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال :هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال : قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب . رواه البخاري ومسلم .

والنجوم أو الكواكب أو غيرها من مخلوقات الله لا يُنسب لها فعل ولا ترك .
بخلاف ما إذا كان ذلك للتوقيت لا لنسبة الأفعال إليها .
مثل قول بعض الناس : يالله بنوٍّ .. وما أشبه ذلك .

ويعلم مافي الأرحام .

وهذه المسألة مما يُشكل على بعض الناس فيظنون أن الطب اليوم توصل لمعرفة ما في الأرحام ، وليس الأمر كما ظنوا .
فالله عز وجل قال ( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ ) فلفظ ( مَا فِي الأَرْحَامِ ) عام يشمل الإنس والجن والوحش ، ومافي البحر من ذوات الأرحام ، والطيور ذوات الأرحام .
فلا يعلم جميع مافي هذه الأرحام إلا الله ، ولا يُحيط بها إحاطة شاملة تامة إلا الله عز وجل .
ثم إنهم لا يعلمون مافي الأرحام إنما يُحاولون ويتوقّعون فيقولون بنسبة كذا ذكر وبنسبة كذا أنثى ، ثم قد تقع ما توقعوه وقد لا يقع كما قالوا .
( إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ )
ثم – ثالثاً – لا يتكلمون عما في الأرحام إلا بعد ظهور علامات ، فهم كمن يتكلّم عن الغيث بالعلامات الدالة عليه من غيم وسحاب .
أو كمن يتكلّم عن الساعة بعلاماتها وأماراتها الدالة على قُربها .

ومهما أوتوا من علم فلن يستطيعوا معرفة أمرين :

الأول : جميع مافي الأرحام .
والثاني : معرفة مافي الأرحام قبل أربعين يوم .

وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول : إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك فيقول يا رب أذكر أو أنثى ، فيجعله الله ذكرا أو أنثى ، ثم يقول يا رب أسويٌّ أو غيرُسويّ ، فيجعله الله سويا أو غيرَسويّ ، ثم يقول يا رب ما رزقه ؟ ما أجله ؟ ما خلقه ثم يجعله الله شقيا أو سعيدا .
فهذا المَلَك علِمَ بعد مضي أربعين يوما ، فإذا علِمَ أحد بعده فلا يكون من علم الغيب المُطلق .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد . الحديث . رواه البخاري ومسلم .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة