عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-08-2010, 03:29 AM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

Icon41 مِنْ النَّاسِ إذَا رَأَى الْمُنْكَرَ ..جَزِعَ وَنَاحَ كَمَا يَنُوحُ أَهْلُ الْمَصَائِ

مِنْ النَّاسِ إذَا رَأَى الْمُنْكَرَ ..جَزِعَ وَنَاحَ كَمَا يَنُوحُ أَهْلُ الْمَصَائِبِ! شيخ الإسلام

كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ إذَا رَأَى الْمُنْكَرَ أَوْ تَغَيَّرَ كَثِيرٌ مِنْ أَحْوَالِ الْإِسْلَامِ جَزِعَ وَكَلَّ وَنَاحَ كَمَا يَنُوحُ أَهْلُ الْمَصَائِبِ !

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية - رَحِمَهُ اللَّهُ – في مجموع الفتاوى (18 / 295) :

" وَكَمَا أَنَّ اللَّهَ نَهَى نَبِيَّهُ أَنْ يُصِيبَهُ حَزَنٌ أَوْ ضِيقٌ مِمَّنْ لَمْ يَدْخُلْ فِي الْإِسْلَامِ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ فَكَذَلِكَ فِي آخِرِهِ .

فَالْمُؤْمِنُ مَنْهِيٌّ أَنْ يَحْزَنَ عَلَيْهِمْ أَوْ يَكُونَ فِي ضَيْقٍ مِنْ مَكْرِهِمْ .

وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ إذَا رَأَى الْمُنْكَرَ أَوْ تَغَيَّرَ كَثِيرٌ مِنْ أَحْوَالِ الْإِسْلَامِ جَزِعَ وَكَلَّ وَنَاحَ كَمَا يَنُوحُ أَهْلُ الْمَصَائِبِ وَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْ هَذَا ؛ بَلْ هُوَ مَأْمُورٌ بِالصَّبْرِ وَالتَّوَكُّلِ .وَالثَّبَاتِ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَأَنْ يُؤْمِنَ بِاَللَّهِ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَاَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَأَنَّ الْعَاقِبَةَ لِلتَّقْوَى .

وَأَنَّ مَا يُصِيبُهُ فَهُوَ بِذُنُوبِهِ فَلْيَصْبِرْ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلْيَسْتَغْفِرْ لِذَنْبِهِ وَلْيُسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّهِ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ " اهـ .


وقال شيخنا العلامة أسد السنَّة ربيع بن هادي المدخلي -زاده الله ثباتاً وصبراً- في "أسئلة مهمة حول الرقية والرقاة" [ص 5] :

" الله يبتلي العباد بالأمراض، يبتليهم "
ما مِن شيء يصيب المؤمنَ مِن نَصَبٍ، ولا حزنٍ، ولا وَصَبٍ، حتى الهم يهمه؛ إلا يكفِّرُ الله به عنه سيئاته ".

فالمؤمن معرَّض للأمراض ويُثاب -إن صبر-: **وَبَشِّرِ الصابِرينَ - الَّذِينَ إذَا أصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ** [البقرة: 155-156] -مثل هذه الأمراض- **قاَلُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ** [البقرة: 156]. والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول في السبعين الذين يدخلون الجنة: " لا يَسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون"، لا يطلب الرقية مِن أحد. وهذا الذي ذهب يطلب الرقية وكذا وكذا؛ نقص في إيمانه، نقص توكله على الله عز وجل, علِّمه وقل له: اصبر، لا تطلب الرقية، والجأ إلى الله، وادْعُ الله عز وجل؛ لأن الرقية من نوع السؤال؛ لهذا فهي تؤثر على مسألة التوكل على الله عز وجل، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: " لا يَسترقون " يعني: لا يطلبون الرقية؛ لأن الرقية سؤال تنقص من إيمانه وتنقص من توكله.

فالمؤمن يُبتلى في هذه الحياة بالأمراض والنكبات والمصائب؛ ليرفع الله درجاته -إن صبر-بارك الله فيكم-، " إنَّ اللهَ إذا أحَبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن صبر؛ فله الصبرُ، ومَن جزع؛ فله الجزع ".

فالمؤمن -أولاً-: عليه أن يصبر على قضاء الله، وإذا ارتفع أكثر إلى درجة الرضا بقضاء الله عز وجل؛ فهذا أعلى المراتب في الإيمان -إن شاء الله-. فالصبر واجب والجزع حرام، فلا يجزع على أقدار الله سبحانه وتعالى: **قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا** [التوبة: 51]، وإذا أراد الله أن لا تشفى؛ لا تنفعك رقية ولا غيرها، كل شيء بإرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى. فالمؤمن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى. عليه -أولاً- أن يؤمن بقضاء الله وقدره، ويصبر على ذلك -بارك الله فيك-، وإذا وفقه الله أن يرتقي إلى درجة الرضا هذا أمر مطلوب -بارك الله فيك- .." اهـ.

وسُئل كما في "المجموع الفتاوى" [1 /78] :

" - السؤال : ما هي العلامة التي تدل على عدم الرضا بالقضاء والقدر ؟ [شريط بعنوان : لقاء مع الشيخ ربيع 1422]

- فأجاب : الإنسان يعرف هذا من نفسه، الذي يسخط قضاء الله يعرف هذا من نفسه، فعليه أن يتوب إلى الله -عز وجل- ويجاهد نفسه حتى يرضى بقضاء الله، أو على الأقل حتى يصبر على قضاء الله -عز وجل- لأن هناك مرتبتين :

مرتبة الصبر : وهذا أمر واجب على كل مسلم ينزل به شيء من قضاء الله ومن المصائب التي يقدرها الله تبارك وتعالى، فيجب عليه الصبر، فإذا استطاع أن يتجاوز هذه المرتبة إلى مرتبة أعلى منها وهي :

مرتبة الرضا : وهي مرتبة عظيمة ،فحبذا .

وإلا على الأقل، عليه أن يصبر، ولا يجوز له أن يسخط على قضاء الله، فإن الله يبتلي العباد فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، فليحذر سخط الله تبارك وتعالى، وليدرك أنه لن ينفعه الجزع والهلع والسخط أبداً، وإنما الذي ينفعه عند الله تبارك وتعالى هو الإيمان بالقدر والصبر على المقدور." اهـ.
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة