عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 29-10-2006, 01:04 PM   #5
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

كلمة أخيرة....



يخطئ كثير من الناس حين يتصورون الاسلام مجموعة من الأوامر والنواهي،
التي تحول بين الناس وبين الاستمتاع بحياتهم،
أو تقف بينهم وبين الانطلاق في سبيل التقدم في حرية ويسر.

ويخطئون حين يتصورونه..... مجموعة من الطقوس والعبادات ،
التي قد تهم الأفراد ولكنها لا علاقة لها بحياة الجماعة أو تكوين المجتمع.

ويخطئون كل الخطأ حين يتصورون الاسلام بأصل ما هو عليه ،
حال الدين في حياتنا اليوم.



الاسلام في أساسه نظرة شمولية للكون، ولمكان الكائنات فيه،
ولمكان الإنسان منه،

أي انه نظام شامل كامل،،
عليه ، يرتكز تحديد العلاقات المختلفة التي تحكم حركة الحياة والإحياء فيه.

فهو الذي يحدد علاقة الإنسان بخالقه.... وعلى ضوءها
تتحدد علاقة الانسان بنفسه ، وبالطبيعة من حوله
ويرسم علاقة الانسان بالانسان، وعلاقة الانسان بالمجتمع .

وهو في إطاره العام ، تلخيص وتجسيد لتجربة الانسان على الأرض،
فقيم الاسلام الأساسية هي في جميع جوانبها ،
التشخيص الحي للقيم الانسانية التي تعين الانسان خلال معركته الطويلة
من أجل إرساء حياته وتولي الخلافة على الارض .

فكل ما يساعد الانسان على تأكيد هذه الحياة الاجتماعية .....
من أمانة وصدق وبذل وعطاء وتضحية ونكران للذات وشرف وما إلى ذلك من الفضائل الانسانية،
التي تؤكد انسانية الانسان وتحقق اجتماعيته،
هي القيم التي يجسدها الدين الاسلامي ويعبر عنها،

وهي مثل عليا للناس ،
عليهم دائماً التمسك بها إن أرادوا لانسانيتهم النماء والازدهار.
ولحياة مجتمعهم التقدم والرخاء.

و هذه القيم الاسلامية الضرورية لحفظ انسانية الانسان
لن تفقد بمرور الزمن فعاليتها المباشرة حتى ولو كانت الضغوط الدنيوية التي يواجهها الانسان كثيرة.

لان قيام الانسان بأي فريضة او شعيرة دينية ،
وتكرارها اليومي يذكر الانسان بصورة عملية بما وراء هذه العبادات من قيم وفضائل،

بحيث يشعر الانسان كلما أدى الشعيرة الدينية بالقيم والفضائل الاجتماعية التي جاءت هذه العبادة لتأكيدها في حياتنا.

وكلما داوم الانسان على أداء هذه العبادات، التي ترمز إلى قيم وفضائل الاسلام ،
مدركاً للعلاقة بين العبادة وقيم الاسلام وفضائله العظمى التي ترمز إليها،

أصبح الربط بين العبادات والفضائل المتجسدة فيها أمراً من أمور العادة ،
فيكون دوما مهيأ النفس، تام الاستعداد لفعل الخير، والابتعاد عن الشر.
فتذكره نفسه وتنبهه أمام كافة التحديات والمغريات التي تدفع بالانسان لإشباع رغباته وأهوائه

والانسان .....يبني صرح أخلاقياته بقدر ما يكفكف من جموح شهواته،
وبقدر ما يبذل من ذات نفسه في سبيل الصالح العام.

وهو دوماً في صراع متصل بين رغباته وشهواته،
وبين واجباته الدينية التي تتطلب منه التضحية بكثير من هذه الرغبات.

والعبادات الاسلامية...
هي تلك المجاهدة اليومية، التي تسعى النفس عن طريقها لتغليب عنصر الخير فيها على عنصر الشر،
بحيث يكون الخير هدفاً قريب المنال،


بحيث يشعر الانسان كلما ارتكب جرماً، أو هم به
بالتأنيب ووخز الضمير، لأنه سيقف بعد قليل أمام خالقه في الصلاة مثلاً،
التي غايتها النهي عن الفحشاء والمنكر.

ففي العبادات الاسلامية............ صقل النفوس وجلاء الأرواح
وتنقيتها من أدران الشوائب، وخلق الشخصية الوجدانية المتماسكة القوية.

لأنها تجعل الخير في كافة صوره هدفاً اجتماعياً قريب المنال،
يمكن للانسان أن يحققه دون ضغط أو إلزام،
لأن ضميره قد تربى وتضخم بفعل المران والممارسة اليومية للواجبات الاسلامية ،
التي ترمز للقيم الحية التي يرتكز عليها بناء المجتمع المسلم.


اهمية العبادات الاسلامية...بتصرف
    مشاركة محذوفة