عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-10-2006, 11:41 AM   #4
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

وللحديث بقية ..............

بدأت اللادينية بالزحف الى العالم ، منتهزة عصور الانحطاط في أوروبا بسبب التوافق والتحالف ما بين المصالح السياسية للملوك والأمراء مع مصالح الحماة والقائمين على مفاهيم دينية في حينه.

ويكفينا غاليليو ( في أوروبا ) خلالها مثلاُ ، مصراً على رأيه الذي توصل إليه من خلال الشك ورفضه "علوم التلقين الغيبية" ، بأن الأرض هي التي تدور وليس العكس الامر الذي لم توافقه عليه الكنيسة بنظامها الديني خلال عصور الظلام .

وفي (عصر النهضة الاوروبية ) تبلورت فيها فكرة اللادينية وانتهت بإزاحة سيطرة الكنيسة عن السياسة وعن مفاصل الحياة العامة والخاصة وانحسر دورها في الأمور الدينية

وقد اخذوا بخاطر رجال الدين في ذلك الوقت !! فالكنائس ستظل مفتوحة وهناك يوم الأحد حيث تقفل الدوائر الرسمية وغير الرسمية أبوابها ، وهناك الحرية الشخصية التي لا تعترض من ينضم الى سلك الرهبانية ،وعقد الزواج المدني لا يمنع اقامة طقوس الزواج في الكنائس.
فهم في هذه الحالة يسعون الى توجيه العالم حيث يريدون ضمن هذه الزاوية الدينية في عقول الاغبياء.

فانطلق الباحثون اللادينيون الى توجيه نيران اتهاماتهم للدين في كافة المجالات :

فالدين كبت ينبغي أن يحطم لكي لا يؤذي الكيان النفسي للفرد .

ويسخرون من تلك الايام حين كان الفرد يتخيل أن الدين فطري وأنه شيء منزل من السماء!
ويوم كان الناس متدينين فكانوا لجهلهم الشديد ينسبون ما يحدث في الكون كله إلى الله!
وكانوا يخضعون لقوانين غيبية لا يد لهم في وضعها باسم الطاعة الإلهية !

اما الفن ... فهم يزرون بتلك الأيام التي كان التحدث عن الجنس فيها يعتبر عيباً تأباه الأخلاق ، ويذكرون كم كان الدين يحجب ألوان الجمال الممتع البهيج

كما يدلنا على بعض الافكار العلمية اللادينية : اعتقادهم ان "دين العلم" هو بمثابة إعلان حرب على الأديان القديمة من خلال نظريات داروين والتي نقلت الى العالم العربي حيث كان يرى ان العلوم الطبيعية وحدها هي المفتاح لفهم سر الكون،.

كما ويرى اللادينيون أن الوحدة الاجتماعية تتطلب الفصل بين الدين والحياة السياسية على اعتبار أن الدين كان عامل فرقة. وأن الأمم تقوى بضعف نفوذ الأديان فيها.


وتهجمت هذه الافكار اللادينية على الاسلام بأكثر من ذلك:

اذن وعلى حد تفكيرهم ، فإن من حق كل مخلوق أن ينقض أركان الإسلام، وأن يجادل في البديهيات، وأن يخطئ دون حرج، وألا يدع مقرراً جاء من عند الله إلا ألقى عليه ظلالاً من الريبة كيف شاء.

واتهم بعض المفكرين الإسلاميين، بأنهم ضد الحرية ويعادون الثقافة وان قرارات الاسلام هي قرارات الحرمان التي عرفتها القرون الوسطى، والتي لا ينبغي أن تحيا في هذا العصر.

هذا ويتخفى هؤلاء تحت دعوى الرأي، فيدعون إلى الخلاعة، بل إلى الفسق، باسم حرية الرأي فليس من حق الاسلام أن يأمر بتحريم مهنة الرقص على المرأة........!! ولم يعد من حقه أن يدع الطلاق معلقا بإرادة الزوج.

وللفتاة في أن تصادق من تشاء، سواء أكانت متزوجة ام لا ...........! أما الزوج والأسرة فنظام عتيق ، وبيت الطاعة نظام فاسد لا يتفق والعصر.

وفي علم الاقتصاد ايضا...! قالوا ان قانون اقامة الحد على الزاني ، يعرقل عمل نوادي الملاهي والدعارة ،مما سيؤثر ذلك على اقتصاد البلد بشكل عام..........!!

ولا داعي ان يتعلم الطلاب أصول الدين في المدارس، (كما يحدث في تركيا الان، وقد لجأ الناس هناك الى ارسال اطفالهم في العطل الاسبوعية والصيفية والشتوية الى المساجد والكتاتيب ليتعلموا قراءة القران بالعربية ويتعلموا اصول الدين)

والحياة المعاصرة لانسان معاصر في فكر هؤلاء (الاقزام المنهزمين فكريا) تقوم على اساس وضع الدين على الرف فهو لم يعد بحاجة إلى الرجوع إليه!!

ومن اسباب هذا المرض الذي ابتليت به بعض الامم الاسلامية هو نقص الحرية، وهكذا.... جاء الحل على طبق من ذهب......! النظام الديموقراطي اللاديني الاوروبي ، هو علاجا ناجعا له.

اذن فأين ذهبت الشورى...........؟؟ اليست الشورى يقابل مفهوم العدالة والذي تدعي الدول الاوروبية بأنها صاحبته من خلال مبدأ الديموقراطية..................!!


ان فكرة أخذ العلوم عن أوروبا هي أوهام .....فهذه العلوم اصلا اسلامية (عندما كنا نعيش في عصر نهضتنا) فأخذتها عنا أوروبا وطورتها ،فهم تتلمذوا على ايدي أسلافنا ...

حسنا ......نحن لا ننكر بعض النجاحات الاوروبية..... ولكن...
الا نستطيع ان نستفيد منها دون التنازل عن الثقافة والقيم الإسلامية أو الانتقاص منها..............!!؟؟

هذا ويجب الاشارة .... الى ان الجماهير الاسلامية في الدول العربية والتي تعاني من مظاهر اللادينية ، والجماهير الاسلامية كذلك في بعض الدول الاخرى والتي تقوم اساسا على اللادينية، تحاول بكل الوسائل نفض غبار اللادينية عنها، بعد تبين مساوئها على نواحي الحياة عامة.

وخلاصة الحديث...............


إن عصور الظلام في اوروبا....والتي استغلتها اللادينية لا يمكن تشبيهها بعصور الحضارة الاسلامية في ذلك الوقت.......فهذا النظام اللاديني، لا مبرر له ان يدخل عصور الاسلام .

فكيف اقتنع بعض اللقطاء بوجود سلطة دينية في الإسلام على نسق السلطة الكنسية........وبوجود رجل دين في الاسلام كما القسيس في النصرانية.....................؟!!!!!!!!!!!

بل كيف قاموا بتشبيه الإسلام بالمسيحية من حيث كونه دينا ينبغي أن يقتصر نفوذه على الجانب الروحي من الحياة.............!! وكيف يستنتجون بأن المسيحية والإسلام اختطا نفس النهج في التعامل مع المبدعين في مجالات العلوم الطبيعية أو الإنسانية ولذلك ...........!!

بل كيف يقولون ان ظاهرة التخلف العلمي في بعض البلدان العربية والاسلامية سببها............ظاهرة التدين الاسلامي...........؟؟

الحقيقة انه لا تعارض بين الإسلام من جهة والعقل أو العلم من جهة أخرى فكم مرة وردت مادة العلم في القرآن...................؟؟،

والحقيقة ايضا، ان ظاهرة التخلف في بعض البلدان الاسلامية سببها................البعد عن الدين جوهريا وسلوكيا.


إن اللادينية لم تكن في يوم من الأيام دعوة خالصة لوجه الحق، وإنما كانت تستهدف إخراج المسلم من قيمه وذاتيته وسلخه من هويته وعقيدته، لتقذف به بعيداً عن دينه.

فهم يرحبون بالمنكر، ويودون لو نبت الجيل كله عليه... ما هذا الا دليلا على كرههم ومقتهم للاسلام ....وكرههم للعقل.

ان الاسلام غير مضطر الى اقتراض واستيراد المعرفة والعلوم والحضارة والنظم والخطط والقوانين، لان رصيده غني في ذلك... على الدول الاسلامية فقط ان تراجع رصيدها الروحي وتراثها الفكري قبل ان تلجأ الى الاقتراض.

وادخاراتنا الثقافية الاسلامية قائمة وأبدية، ذلك لأنها تقوم على جذور عميقة من التوحيد والإيمان بالغيب وترابط الدنيا بالآخرة، والعقل بالقلب، والمادة بالروح، والعلم بالدين.

    مشاركة محذوفة