عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-06-2008, 01:37 PM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( أزف الرحيل ) ، كلا الأمرين خير إن شاء الله تعالى ، فأما الأول :

[align=center]( الحناء )[/align]

* عن سلمى امرأة أبي رافع - رضي الله عنها - قالت :

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، وإذا اشتكى رجله قال : اذهب فأخضبها بالحناء )

[align=center]( السلسلة الصحيحة 2059 )[/align]

قال صاحب لسان العرب : ( الخضاب : ما يخضب به من حناء، وكتم ونحوه 0 وفي الصحاح : الخطاب ما يختضب به 0 واختضب بالحناء ونحوه ، وخضب الشيء يخضبه خضبا وخضبه : غير لونه بحمرة ، أو صفرة ، أو غيرهما ) ( لسان العرب - 1/357 ) 0

قال المناوي : ( " كان إذا اشتكى أحد رأسه " أي وجع رأسه قال له اذهب فاحتجم فإن للحجامة أثرا بينا في شفاء بعض أنواع الصداع فلا يجعل كلام النبوة الخاص الجزئي كليا عاما ولا الكلي العام جزئيا خاصا وقس على ذلك " وإذا اشتكى رجله " أي وجع رجله " قال " له " اذهب فاخضبها بالحناء " لأنه بارد يابس محلل نافع من حرق النار والورم الحار وللعصب إذا ضمد به ويفعل في الجراحات فعل دم الأخوين ، فلعل المراد هنا إذا اشتكى ألم رجله من إحدى هذه العلل ، ومن خواصه العجيبة المجربة أنه إذا بدأ بصبي جدري وخضب به أسافل رجليه أمن على عينيه ) ( فيض القدير - 5 / 103 ) 0


* عن سلمة - رضي الله عنه - قال :

[align=center]( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيبه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء )[/align]

[align=center]( السلسلة الصحيحة 2059 )[/align]

قال المباركفوري : ( " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصيبه قرحة ولا شوكة " أي يوجد أو يقع ، والقرحة جراحة من سيف وسكين ونحوه ، ومنه قوله تعالى : ( أن يمسسكم قرح ) - وفي رواية الترمذي " ولا نكبة " جراحة من حجر أو شوك ولا زائدة للتأكيد " أن اضع عليها الحناء " لأنه ببرودته يخفف حرارة الجراحة وألم الدم ) ( تحفة الأحوذي - باختصار وتصرف - 6 / 178 ) 0

قال البغوي : ( روي عن أبي بكر الصديق أنه صدع ، فغلف رأسه بالحناء ) ( شرح السنة - 12 / 149 ) 0

قال ابن القيم ومن منافع الحناء : أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به ، وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق ( السلاق : بثر تخرج على اللسان ، وتقشر في أول الأسنان ) العارض فيه ، ويبرئ القلاع ( القلاع : بثرات تكون في جلدة الفم أو اللسان ) الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ) ( الطب النبوي - ص 89 ) 0


ومن هنا يرى بأنه نافع بالعموم بإذن الله عز وجل ، وعلى اعتبار أنه من الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء فإن نفع فذلك فضل من الله سبحانه وتعالى وحده ، والرؤى كما أشارت الأخت الفاضلة يستأنس بها ولكن لا يبنى عليها أحكام شرعية ، والله تعالى أعلم 0

وأما الثانية :

[align=center]( لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )[/align]

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[align=center]( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنه ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك )[/align]

[align=center]( متفق عليه )[/align]

قال النووي : ( هذا دليل على أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مائة مرة في اليوم كان له الأجر المذكور ومجاوزة أعدادها ، وأن زيادتها لا فضل فيها ، أو تبطلها ، كالزيادة في عدد الطهارة ، وعدد ركعات الصلاة 0 ويحتمل أن يكون المراد الزيادة من أعمال الخير لا من نفس التهليل ، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سواء كانت من التهليل أو من غيره ، أو منه ومن غيره ، وهذا الاحتمال أظهر 0 والله أعلم 0 وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث من قال هذا التهليل مائة مرة في يومه سواء قاله متوالية أو متفرقة في مجالس ، أو بعضها أول النهار وبعضها آخره ، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار ليكون حرزا له في جميع نهاره 0

قوله : صلى الله عليه وسلم في حديث التهليل : " ومحيت عنه مائة سيئة " وفي حديث التسبيح " حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " ظاهره أن التسبيح أفضل 0 وقد قال في حديث التهليل " ولم يأت أحد أفضل مما جاء به " قال القاضي في الجواب عن هذا : إن التهليل المذكور أفضل ، ويكون ما فيه من زيادة الحسنات ، ومحو السيئات ، وما فيه من فضل عتق الرقاب ، وكونه حرزا من الشيطان زائدا على فضل التسبيح وتكفير الخطايا لأنه قد ثبت أن من أعتق رقبة لله بكل عضو منها عضوا منه من النار ، فقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير جميع الخطايا مع ما يبقى له من زيادة عتق الرقاب الزائدة على الواحدة ومع ما فيه من زيادة مائة درجة وكونه حرزا
من الشيطان ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 16 ، 17 ، 18 / 186 ) 0


يزعم البعض بأن هذا الحديث وأحاديث غيره دليل على تخصيص قراءة آيات أو أحاديث في الرقية بعدد محدد ، وأرد عن ذلك بأوجه مختلفة :

1 )- إن التخصيص في الحديث آنف الذكر جاء من مخصص ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينطق بوحي السماء 0

2 )- لو أخذ اعتبارا على أحد قولي أهل العلم بالتهليل بهذا العدد أو بزيادة ، لقوله صلى الله عليه وسلم " ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك " ، فهذا خاص بهذا الحديث والزيادة متعلقة بهذا
النص دون غيره ، وهذا إقرار من أهل العلم باتباع ذلك وفعله ، ولا نستطيع القياس بأي حال من الأحوال على الحديث آنف الذكر وربطه بكافة الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون ثبوت ذلك عنه أو إقرار أئمة الأمة وعلمائها 0


فالحديث ثابت ويمكن المحافظة على العدد الوارد في الحديث وهنا لا بد أن يكون الأمر يقينياً بإذن الله عز وجل 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة