عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-02-2006, 07:55 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( الجنة الخضراء ) ، ولمزيد من الفائدة أقدم موضوعاً عن الاختلاط ذكرته في كتابي الموسوم :

( منكرات الإنسان فيما يسلط الجن والشيطان )


على النحو التالي :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

إن ما يسمى بتحرر المرأة من قيود الشريعة ، أوجد واقعا مرا في كثير من مجالات الحياة التي تعيشها المرأة ، وترتب عن ذلك سقوطها في أوحال الرذيلة والامتهان ، فحصل الاختلاط ، وكان ثمرة من الثمار المرة للسفور والإباحية ، فاختلط الرجال بالنساء في الأعمال والمجالس وغيرها من المظاهر الاجتماعية المختلفة 0

وتربص الشيطان لتلك المجالس أمر مسلم به ، لأسباب كثيرة من أهمها : أن المرأة عنوان من عناوين تلك المجالس ، وحيث أنها تمثل ركيزة وحبلا من حبائل الشيطان للإيقاع في مستنقعات الرذيلة والفحش ، فيؤجج نار الشهوة ، ويفرغ القلوب من المهابة والخوف من ذات الله سبحانه ، ويغرقها في المعاصي ، فتفسد النفوس ، وتتخبط في ضياع وعناء يعجل لها العقوبة الإلهية في الدنيا قبل الآخرة ، وقد أخبر الحق تبارك وتعالى عن هذه الحقيقة في محكم كتابه فقال سبحانه : ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ ) ( سورة المجادلة – الآية 19 ) 0

وهذا الواقع المرير أدى إلى ما هو شر من ذلك ، فتشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، وخالفوا الفطرة السوية ، وانقادوا وراء وهم وسراب ، فعصوا الله سبحانه وحادّوه ، وعرضوا أنفسهم لمقته وعقوبته ، وقد ثبت من حديث ابن عمرو – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال ، والديوث 0 وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والمدمن الخمر ، والمنان بما أعطى ) ( صحيح الجامع 3071 ) 0

قال المناوي : ( " ثلاثة لا ينظر الله إليهم " ولما كان لكثرة الجميع دخل عظيم في مشقة الخزي زاد قوله " يوم القيامة " الذي من افتضح في جمعه لم يفز " العاق لوالديه " ، " والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال " أي المتشبهة بالرجال في الزي والهيئة لا في الرأي والعلم فإنه محمود ، " والديوث " فيعول من ديثت البعير إذا دللته ولينته بالرياضة ، فكان الديوث ذلل حتى رأى المنكر بأهله فلا يغيره ، قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث ؟ قال : الذي لا يبالي من دخل على أهله 0 قلنا فما الرجلة ؟ قال : التي تتشبه بالرجال 0 قال ابن القيم : وذكر الديوث في هذا وما قبله يدل على أن أصل الدين الغيرة ومن لا غيرة له لا دين له ، فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح فترفع السوء والفواحش ، وعدمها يميت القلب فتموت الجوارح فلا يبقى عنده دفع البتة 0 والغيرة في القلب كالقوة التي تدفع المرض وتقاومه فإذا ذهبت القوة كان الهلاك 0 وقال الذهبي : فيه أن هذه الثلاثة من الكبائر ، قال : فمن كان يظن بأهله الفاحشة ويتغافل لمحبته فيها فهو دون من يعرس عليها 0 ولا خير فيمن لا غيرة فيه ، والقوادة التي لا تزال بالحرة حتى تصيرها بغيا عليها وزران " وثلاثة لا يدخلون الجنة " أي مع السابقين الأولين أو من غير سابق عذاب " العاق لوالديه " إن عليا ، العق وهو القطع قال الحافظ والمراد به هنا صدور ما يتأذى به الوالد من ولده من قول أو فعل ما لم يتعنت الوالد ، وضبطه ابن عطية بوجوب طاعتهما في المباح فعلا وتركا ، وندبها في المندوب وفرض الكفاية كذلك ، " والمدمن الخمر " أي المداوم على شربها الملازم له لا ينفك عنه ، " والمنان بما أعطى " أي الذي يكثر المنة على غيره لإحسانه إليه ، والمنة لا تليق إلا بالله تعالى إذ هو الملك الحقيقي وغيره يعطى من ملك غيره ، فلم يجز له المن ، فإذا من كأنه ادعى لنفسه الملك والحرية وانتفى من العبودية ، ونازع صفات رب البرية فلا ينظر إليه نظر رحمانية ، قال الطيبي : يؤول على وجهين أحدهما : من المنة التي هي الاعتداد بالضيعة ، وهي إن وقعت في صدقة أحبطت الثواب أو في معروف أبطلت الضيعة 0 وقيل : من المنن وهو النقص يعني النقص من الحق والخيانة فيه ، قال الذهبي : وكثير من الكبائر بل عامتها إلا الأقل يجهل خلق من الأمة تحريمه ، وما بلغه الزجر فيه ولا الوعيد عليه ، فهذا الضرب فيهم تفصيل فينبغي للعالم أن لا يعجل على الجاهل بل يرفق به ويعلمه سيما إذا اقترب عهده بجهلته ، كمن أسر وأجلب إلى أرض الإسلام وهو تركي فبالجهد أنه تلفظ بالشهادتين فلا يأثم أحد إلا بعد العلم بحاله وقيام الحجة عليه ) ( فيض القدير - 3 / 327 ، 328 ) 0

قال ابن منظور : ( والديوث القواد على أهله 0 والذي لا يغار على أهله : ديوث 0 والتدييث : القيادة 0 وفي المحكم : الديوث والديبوث الذي يدخل الرجـال على حرمته ، بحيث يراهم ، كأنه لين نفسه على ذلك ، وقال ثعلب : هو الذي تؤتى أهله وهو يعلم ) ( لسان العرب – 2 / 150 ) 0

وكما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل ) ( صحيح الجامع 5095 ) 0

قال المناوي : ( قال النووي حرمة تشبه الرجال بالنساء وعكسه 00 لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح ، فيحرم على الرجال التشبه بالنساء وعكسه في لباس اختص به المشبه ، بل يفسق فاعله للوعيد عليه باللعن 0 قال : جمع ليس المراد هنا حقيقة اللعن بل التنفير فقط ، ليرتدع من سمعه عن مثل فعله ، ويحتمل كونه دعاء بالإبعاد ، وقد قيل : إن لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهل المعاصي كان تحذيرا لهم عنها قبل وقوعها ، فإذا فعلوها استغفر لهم ودعا لهم بالتوبة ، وأما من أغلظ له ولعنه تأديبا على فعل فعله فقد دخل في عموم شرطه ) ( فيض القدير - 5 / 269 ) 0

إن الاختلاط يؤدي إلى مساوئ كثيرة لا حصر لها ، ومن هذه المساوئ شعور المرأة بنوع من التفاخر والتباهي يجعلها تطالب بالمساواة بالرجل في الحقوق والواجبات ، ويعتبر ذلك تعديا على شرع الله ومنهجه ، والشريعة جاءت بما يلائم إمكانات وقدرات كلا الطرفين ، فكانت القوامة للرجل لطبيعته ولنوعية المسؤوليات الملقاة على عاتقه ، وقد أخبر الحق تبارك وتعالى عن ذلك بقوله : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ 000 الآية ) ( سورة النساء – جزء من الآية 34 ) 0

وهذه الوضعية أدت إلى تعدي المرأة وخروجها على كثير من الحقوق والواجبات الشرعية ، فقل حياؤها ، وتفشى الزنا ، وتفاقمت المشكلات الزوجية ، ودمرت الأسر ، وحاق بالمجتمع الدمار والخراب ، وقد ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يكون في آخر هذه الأمة خسف ، ومسخ ، وقذف ، قيل يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا ظهر الخبث ) ( صحيح الجامع 8156 ) 0

قال المباركفوري : ( الخبث : فسروه بالزنا وبأولاد الزنا وبالفسق والفجور وهو أولى لأنه قابله بالصلاح 0 والمقصود أن النار إذا وقعت في موضع واشتدت أكلت الرطب واليابس ، وغلبت على الطاهر والنجس ، ولا تفرق بين المؤمن والمنافق والمخالف والموافق ) ( تحفة الأحوذي – 6 / 352 ) 0

إن كثيرا من المسلمين اليوم تعدوا على حرمات الله ، فوقعوا في المعاصي والمنكرات ، ولجوا في الضلالة والانحراف ، وانساقوا بدافـع الشهوة والغريزة ، وقد أمنوا العقوبة ، ولم يذكروا قوله تعالى في محكم كتابه : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) ( سورة الأعراف – الآية 99 ) 0

إن من النتائج والآثار العكسية على الزوج والزوجة نتيجة للاختلاط في الجلسات الخاصة بالأسر بعضها ببعض :

أ - مخالفة ذلك لشرع الله ومنهجه ، لما يحصل في تلك الجلسات من مصافحات ومعانقات ومنكرات ، ويعتبر ذلك تعديا سافرا على أحكام الشريعة وقوانينها ، فقد ثبت من حديث معقل بن يسار – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) ( السلسلة الصحيحة 226 ) 0

ب - فساد العلاقات الزوجية والتنافر والتنازع لما يحصل من مراقبة للزوج وزوجه للسلوكيات والتصرفات الخاصة بالحاضرين ، ومقارنة ذلك بكل منهما ، وعادة ما تكون هذه الجلسات مصطنعة بكل ما تتضمنه من مظاهر اجتماعية ، وهذا يولد لكلا الطرفين عدم الاقتناع بالطرف الآخر ، مما يورث عدم الرضى بما قسم له ، بل قد يختلج في نفسه التعدي على محارم الآخرين ، ومنهم من لا يتوانى عن فعل ذلك والوقوع في الفاحشة ، والشيطان قريب من هذه الجلسات متربص بأهلها ، لا يتخاذل ولو للحظة واحدة من اقتناص الفرصة والإيقاع بابن آدم في شباكه ومكائده ، فقد ثبت من حديث صفية - رضي الله عنها – أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) ، وقد يصرح كل من الزوج وزوجه للآخر بهذه المقارنة فتحصل الغيرة ، ويدب الحقد ، وتفسد العلاقات ، وتنشب النزاعات بين الأسر وتحدث القطيعة 0

ج - حصول الإعجاب المتبادل الذي يؤدي للوقوع في الفاحشة وتدمير الأسر نتيجة لذلك ، وكم من قصص سمعناها تؤكد ذلك 0

ولله در ابن القيم ؛ إذ يقول : ( ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال : أصل كل بلية وشر ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد الأمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة 000 ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية - قبل الدين - لكانوا أشد شيء منعاً لذلك ) ( الطرق الحكيمة – ص 239 ) 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - عن حكم الاختلاط بين الرجال والنساء فأجاب بقوله : ( الاختلاط بين الرجال والنساء فتنة كبيرة ، فتحرزوا منه ما أمكن وأنكروه ما استطعتم ، نسأل الله لنا ولكم السلامة ) ( فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين – 2 / 896 ، 897 ) 0

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا شر أنفسنا وشر الشيطان وشركه ، وأن يقينا صغائر الأمور وكبائرها ، وأن يعفو عنا وأن يغفر لنا ويرحمنا ، وينصرنا على القوم الكافرين ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة