الموضوع: سلسلة الكبائر
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-05-2017, 07:31 AM   #7
معلومات العضو
سراج منير

افتراضي

الكبيرة الخامسة و الأربعون الغدر و عدم الوفاء بالعهد

قال الله تعالى و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا

قال الزجاج كل ما أمر الله به أو نهى عنه فهو من العهد و قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود

قال الواحدي قال ابن عباس في رواية الوالبي ( العهود ) يعني ما أحل و ما حرم و ما فرض و ما حد في القرآن و قال الضحاك بالعهود التي أخذ الله على هذه الأمة أن يفوا بها مما أحل و حرم و ما فرض من الصلاة و سائر الفرائض و العهود و كذا العهود جمع عهد العقد بمعنى المعقود و هو الذي أحكم ما فرض الله علينا فقد أحكم ذلك ، و لا سبيل إلى نقضه بحال

1-و قال النبي صلى الله عليه و سلم أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ، و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب ، و إذا ائتمن خان ، و إذا عاهد غدر ، و إذا خاصم فجر مخرج في الصحيحين

2- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان

3- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ، و رجل باع حراً فأكل ثمنه ، و رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل و لم يعطه أجره أخرجه البخاري

4-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له ، و من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية أخرجه مسلم

5- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحب أن يزحزح عن النار و يدخل الجنة فلتأته منيته و هو يأمن بالله و اليوم الآخر ، و ليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه و من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده و ثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر



الكبيرة السادسة و الأربعون : تصديق الكاهن و المنجم

قال الله تعالى : و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا

قال الواحدي في تفسير قوله تعالى : و لا تقف ما ليس لك به علم قال الكلبي : لا تقل ما ليس لك به علم و قال قتادة : لا تقل سمعت و لم تسمع و رأيت و لم تر و علمت و لم تعلم

- و المعنى : لا تقولن في شيء بما لا تعلم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا قال الوالبي عن ابن عباس : يسأل الله العباد فيم استعملوها و في هذا زجر عن النظر إلى ما لا يحل و الاستماع إلى ما يحرم و إرادة ما لا يجوز ، و الله أعلم



1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم

2-و روينا في الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح في أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس بوجهه فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم قال : أصبح من عبادي مؤمن و كافر فأما من قال : مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، و أما من قال : مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب



قال العلماء : إن قال مسلم مطرنا بنوء كذا يريد أن النوء هو الموجد و الفاعل المحدث للمطر صار كافراً مرتداً بلا شك ، و إن قال مريداً أنه علامة نزول المطر و ينزل المطر عند هذه العلامة و نزوله بفعل الله خلقه لم يكفر ، و اختلفوا في كراهته ، و المختار أنه مكروه لأنه من ألفاظ الكفار و هذا ظاهر الحديث

و قوله : في أثر سماء ـ السماء هنا المطر ، و الله أعلم

3- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً رواه مسلم 4- و عن عائشة رضي الله عنها قالت : سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أناس عن الكهان فقال : ليس بشيء قالوا : يا رسول الله أليس قد قال كذا و كذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تلك الكلمة من الحق يحفظها الجني فيقرها في إذن وليه ـ أي يلقيها ـ فيخلط معها مائة كذبة مخرج في الصحيحين

5- و عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الملائكة تنزل في العنان ـ و هو السحاب ـ فتذكر الأمر قضي في السماء ، فيسترق الشيطان السمع فيسمعه فيوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم رواه البخاري

6-و عن قبيصة بن أبي المخارق رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : العيافة و الطيرة و الطرق من الجبت رواه أبو داود

و قال : الطرق : الزجر ، أي زجر الطير، و هو من يتيامن أو يتشاءم بطيرانه فإن طار إلى جهة اليمين تيمن ، و إن طار إلى جهة اليسار تشاءم قال أبو داود : العيافة الخط قال الجوهري : الجبت كلمة يقع على النم و الكاهن و الساحر و نحو ذلك

7-و عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد

، و قال علي بن أبي طالب : الكاهن ساحر و الساحر كافر فنسأل الله العافية و العصمة في الدنيا و الآخرة

ومن السلسة الصحيحة للالبانى

الطيرة 00 وفقة الاسماء

762- عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير ، و لكن يتفاءل . و" كان لا يتطير من شيء و كان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه ، فإذا أعجبه اسمه فرح به و رؤي بشر ذلك في وجهه و إن كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه ، و إذا دخل قرية سأل عن اسمها ، فإن أعجبه اسمها ، فرح بها و رؤي بشر ذلك في وجهه و إن كره اسمها رؤي كراهية ذلك في وجهه " الصحيحة" 2 / 400 :

780- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا عدوى و لا هامة و لا صفر ، و اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد " . الصحيحة" 2 / 424 :

2-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و العين حق " . الصحيحة" 2 / 426 :
وبلفظ : " لا عدوى و لا هامة و خير الطير الفأل و العين حق " . حسنة الالبانى


3- - عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله علية وسلم قال " لا عدوى و لا طيرة و لا صفر و لا هامة ، فقال أعرابي : ما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها بعير أجرب فيجربها ؟ قال : فمن أعدى الأول ؟ " الصحيحة" 2 / 427 و شاهد ثالث عن ابن مسعود) بلفظ : " لا يعدي شيء شيئا " و ورد من حديث أبي هريرة أيضا . و هو : " لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا صفر و فر من المجذوم كما تفر من الأسد " . الصحيحة" 2 / 428 :


و له شاهدا من حديث عائشة و لفظه : " لا عدوى ، و إذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد " . صحيح


5-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و لا غول " . الصحيحة" 2 / 429 :

6 وقال - " لا عدوى و لا صفر و لا هامة " . الصحيحة" 2 / 429



7 وقال - " لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح ، الكلمة الحسنة " . الصحيحة" 2 / 430 : 8-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و أحب الفأل الصالح " . الصحيحة" 2 / 430 : 9-وقال - " لا عدوى و لا طيرة و إنما الشؤم في ثلاثة : المرأة و الفرس و الدار " الصحيحة" 2 / 431 10 وقال - " لا عدوى و لا طيرة و لا هام إن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس و المرأة و الدار ، و إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا ، و إذا كان بأرض و أنتم بها فلا تفروا منه " . الصحيحة" 2 / 431 :

799-: عن ابن عمر قال : ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال " ان كان الشؤم في شيء ففي الدار و المرأة و الفرس " . الصحيحة" 2 / 450

993- " " . الصحيحة" 2 / 724 : عن قتادة عن أبي حسان قال : " دخل رجلان من بني عامر على عائشة ، فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

(الطيرة من الدار و المرأة و الفرس )

فغضبت ، فطارت شقة منها في السماء و شقة في الأرض ، و قالت : و الذي أنزل الفرقان على محمد ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ، إنما قال : كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك " . و في رواية لأحمد : " و لكن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : كان أهل الجاهلية يقولون :

الطيرة في المرأة و الدار و الدابة ، ثم قرأت عائشة ( ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب ) إلى آخر الآية " .


46 ) . و يشهد له ما أخرجه الطيالسي في " مسنده " عن مكحول قيل لعائشة : إن أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشؤم في ثلاث : في الدار و المرأة و الفرس . فقالت عائشة : لم يحفظ أبو هريرة لأنه دخل و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قاتل الله اليهود يقولون : إن الشؤم في الدار و المرأة و الفرس ، فسمع آخر الحديث ، و لم يسمع أوله " .
و إسناده حسن


و جملة القول أن الحديث اختلف الرواة في لفظه ، فمنهم من رواه كما في الترجمة ،و منهم من زاد عليه في أوله ما يدل على أنه لا طيرة أو شؤم ( و هما بمعنى واحد كما قال العلماء ) ، و عليه الأكثرون ، فروايتهم هي الراجحة ، لأن معهم زيادة علم ، فيجب قبولها ،

و قد تأيد ذلك بحديث عائشة الذي فيه أن أهل الجاهلية هم الذين كانوا يقولون ذلك ، و قد قال الزركشي في " الإجابة " ( ص 128 ) : " قال بعض الأئمة :

و رواية عائشة في هذا أشبه بالصواب إن شاء الله تعالى ( يعنى من حديث أبي هريرة ) لموافقته نهيه عليه الصلاة و السلام عن الطيرة نهيا عاما ، و كراهتها و ترغيبه في تركها بقوله : " يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب


، و هم الذين لا يكتوون ( الأصل لا يكنزون ) و لا يسترقون ، و لا يتطيرون ، و على ربهم يتوكلون " .
قلت : و قد أشار بقوله : " بعض الأئمة " إلى الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى . فقد ذهب إلى ترجيح حديث عائشة المذكور في " مشكل الآثار " ، و نحوه في " شرح المعاني " و به ختم بحثه في هذا الموضوع ، و قال في حديث سعد و ما في معناه :" ففي هذا الحديث ما يدل على غير ما دل عليه ما قبله من الحديث ، ( يعني حديث ابن عمر برواية عتبة بن مسلم و ما في معناه عن ابن عمر ) ،


و ذلك أن سعدا أنتهر سعيدا حين ذكر له الطيرة ، و أخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا طيرة ، ثم قال : إن تكن الطيرة في شيء ففي المرأة و الفرس و الدار ، فلم يخبر أنها فيهن ، و إنما قال : إن تكن في شيء ففيهن ، أي : لو كانت تكون في شيء لكانت في هؤلاء ، فإذ لم تكن في هؤلاء الثلاث فليست في شيء "

1065- " من ردته الطيرة ، فقد قارف الشرك " . الصحيحة " 3 / 53 :

واما الزيادة : " قالوا : و ما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : يقول أحدهم : " اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك و لا إله غيرك " . ضعفة الالبانى
















الكبيرة السابعة و الأربعون ـ نشوز المرأة على زوجها

قال الله تعالى و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً

-قال الواحدي رحمه الله تعالى النشوز ههنا معصية الزوج و هو الترفع عليه بالخلاف و قال عطاء هو أن تتعطر له و تمنعه نفسها و تتغير عما كانت تفعله من الطواعية فعظوهن بكتاب الله و ذكروهن ما أمرهن الله به ، ، و اهجروهن في المضاجع

- قال ابن عباس هو أن يوليها ظهره على الفراش و لا يكلمها و قال الشعبي و مجاهد هو أن يهجر مضاجعتها فلا يضاجعها ، و اضربوهن ضرباً غير مبرح و قال ابن عباس أدباً مثل اللكزة ، و للزوج أن يتلافى نشوز امرأته بما أذن الله له مما ذكره الله في هذه الآية فإن أطعنكم فيما يلتمس منهن فلا تبغوا عليهن

-قال ابن عباس فلا تتجنوا عليهن العلل

1- و الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأت لعنتها الملائكة حتى تصبح و في لفظ ـ فبات و هو عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح ـ

2- و لفظ الصحيحين أيضاً إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها

3- و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تصوم و زوجها شاهد إلا بإذنه و لا تأذن في بيته إلا بإذنه أخرجه البخاري

- و معنى شاهد أي حاضر غير غائب و ذلك في صوم التطوع فلا تصوم حتى تستأذنه لأجل وجوب حقه و طاعته و 4-قال صلى الله عليه و سلم لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها رواه الترمذي

5- و قالت عمة حصين بن محصن و ذكرت زوجها للنبي صلى الله عليه و سلم فقال انظري من أين أنت منه فإنه جنتك و نارك أخرجه النسائي ،

6- و عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها و هي لا تستغني عنه

7- و جاء عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا خرجت المرأة من بيت زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع أو تتوب ، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة



فالواجب على المرأة أن تطلب رضا زوجها و تجتنب سخطه و لا تمتنع منه متى أرادها لقول النبي صلى الله عليه و سلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته و إن كانت على التنور

- قال العلماء إلا أن يكون لها عذر من حيض أو نفاس فلا يحل لها أن تجيئه ، و لا يحل للرجل أيضاً أن يطلب ذلك منها في حال الحيض و النفاس ، و لا يجامعها حتى تغتسل ، لقول الله تعالى فاعتزلوا النساء في المحيض و لا تقربوهن حتى يطهرن أي لا تقربوا جماعهن حتى يطهرن قال ابن قتيبة يطهرن ينقطع عنهن الدم ، فإذا تطهرن أي اغتسلن بالماء ، و الله أعلم

8-و لما تقدم عن النبي صلى الله عليه و سلم من أتى حائضاً أو امرأة من دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد و في حديث آخر ملعون من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها

-و النفاس مثل الحيض إلى الأربعين ، فلا يحل للمرأة أن تطيع زوجها إذا أراد إتيانها في حال الحيض و النفاس ، و تطيعه فيما عدا ذلك ، و ينبغي للمرأة أن تعرف أنها كالمملوك للزوج فلا تتصرف في نفسها و لا في ماله إلا بإذنه و تقدم حقه على حقها ، و حقوق أقاربه على حقوق أقاربها ، و تكون مستعدة لتمتعه بها بجميع أسباب النظافة ، و لا تفتخر عليه بجمالها ، و لا تعيبه بقبح إن كان فيه قال الأصمعي دخلت البادية فإذا امرأة حسناء لها بعل قبيح فقلت لها كيف ترضين لنفسك أن تكوني تحت مثل هذا ؟ فقالت اسمع يا هذا ، لعله أحسن فيما بينه و بين الله خالقه فجعلني ثوابه و لعلي أسأت فجعله عقوبتي و قالت عائشة رضي الله عنها يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها

9-و قال صلى الله عليه و سلم نساؤكم من أهل الجنة الودود التي إذا آذت أو أوذيت أتت زوجها حتى تضع يدها في كفه فتقول لا أذوق غمضاً حتى ترضى



فصل في فضل المرأة الطائعة لزوجها و شدة عذاب العاصية ينبغي للمرأة الخائفة من الله تعالى أن تجتهد لطاعة الله و طاعة زوجها و تطلب رضاه جهدها ، فهو جنتها و نارها

1- لقول النبي صلى الله عليه و سلم أيما امرأة ماتت و زوجها راض عنها دخلت الجنة ،

2- و في الحديث أيضاً إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها ، و أطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة 3-، و قال النبي صلى الله عليه و سلم اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء

و ذلك بسبب قلة طاعتهن لله و رسوله و لأزواجهن و كثرة تبرجهن ، و التبرج إذا أرادت الخروج لبست أفخر ثيابها و تجملت و تحسنت و خرجت تفتن الناس بنفسها فإن سلمت هي بنفسها لم يسلم الناس منها

4- و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان



( ) و إذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها و بطلب رضاه ، فالزوج أيضاً مأمور بالإحسان إليها و اللطف بها ، و الصبر على ما يبدو منها من سوء خلق و غيره ، و إيصالها حقها من النفقة و الكسوة و العشرة الجميلة لقول الله تعالى و عاشروهن بالمعروف

1-و لقول النبي صلى الله عليه و سلم استوصوا بالنساء ، ألا إن لكم على نسائكم حقا و لنسائكم عليكم حقا فحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن و طعامهن ، و حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ، و لا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون

- و قوله صلى الله عليه و سلم عوان أي أسيرات جمع عانية و هي الأسيرة ، شبه رسول الله صلى الله عليه و سلم المرأة في دخولها تحت حكم الرجل بالأسير

2-و قال صلى الله عليه و سلم خيركم خيركم لأهله و في رواية خيركم ألطفكم بأهله و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم شديد اللطف بالنساء







الكبيرة الثامنة و الأربعون : التصوير في الثياب و الحيطان و الحجر

و الدراهم و سائر الأشياء



سواء كانت من شمع أو عجين أو حديد أو نحاس أو صوف أو غير ذلك ، و الأمر بإتلافها

قال الله تعالى :

إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذاباً مهينا

قال عكرمة : هم الذين يصنعون الصور

1- و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الذين يصنعون الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيوا ما خلقتم مخرج في الصحيحين

2- و عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم من سفر و قد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم تلون وجهه و قال : يا عائشة : أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله عز و جل قالت عائشة رضي الله عنها : فقطعته فجعلت منه وسادتين مخرج في الصحيحين -القرام بكسر القاف و هو الستر ، و السهوة كالصفة تكون بين يدي البيت

3-و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كل مصور في النار ، يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب في نار جهنم مخرج في الصحيحين ،

4- و عنه رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة و ليس بنافخ فيها أبداً

5- و عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : يقول الله عز و جل : و من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا حبة ، أو ليخلقوا شعيرة ، أو ليخلقوا ذرة مخرج في الصحيحين

6-و قال صلى الله عليه و سلم : يخرج عنق من النار يوم القيامة فيقول : إني وكلت بثلاثة : بكل من دعا

مع الله إلهاً آخر ، و بكل جبار عنيد ، و بالمصورين 7-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب و لا صورة مخرج في الصحيحين

8-و في سنن أبي داود عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب و لا صورة و لا جنب

- وقال الخطابي رحمه الله تعالى قوله صلى الله عليه و سلم : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب و لا صورة و لا جنب يريد الملائكة الذين ينزلون بالرحمة و البركة دون الملائكة الذين هم الحفظة ، فإنهم لا يفارقون الجنب و غير الجنب ، و قد قيل :

إنه لم يرد الجنب الذي أصابته الجنابة فأخر الإغتسال إلى أوان حضور الصلاة ، و لكنه الذي يجنب و لا يغتسل و يتهاون بالغسل و يتخذه عادة فإن النبي صلى الله عليه و سلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد ، و في هذا تأخير الإغتسال عن أول وقت وجوبه

و قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام و هو جنب و لا يمس ماء-

و أما الكلب فهو أن يقتني كلباً لا لزرع و لا لضرع و لا صيد ، فأما إذا اضطر إليه فلا حرج للحاجة إليه في بعض الأمور ، أو لحراسة داره إذا اضطر إليه ، فلا حرج عليه إن شاء الله

و أما الصور فهي كل مصور من ذوات الأرواح ، سواء كانت لها أشخاص منتصبة أو كانت منقوشة في سقف أو جدار أو موضوعة في نمط ، أو منسوجة في ثوب أو مكان ، فإن قضية العموم تأتي عليه فليجتنب ، و بالله التوفيق



و يجب إتلاف الصور لمن قدر على إتلافها و إزالتها روى مسلم في صحيحه عن حيان بن حصين قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ أن لا تدع صورة إلا طمستها ، و لا قبراً مشرفاً إلا سويته





الكبيرة التاسعة و الأربعون اللطم و النياحة و شق الثوب و حلق الرأس

و نتفه و الدعاء بالويل و الثبور عند المصيبة

1-روينا في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب و دعا بدعوى الجاهلية

2-و روينا في صحيحهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بريء من الصالقة و الحالقة و الشاقة

- الصالقة التي ترفع صوتها بالنياحة ، و الحالقة التي تحلق شعرها و تنتفه عند المصيبة ، و الشاقة التي تشق ثيابها عند المصيبة ، و كل هذا حرام باتفاق العلماء ، و كذلك يحرم نشر الشعر و لطم الخدود و خمش الوجه ، و الدعاء بالويل و الثبور

3-و عن أم عطية رضي الله عنها قالت أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيعة أن لا ننوح رواه البخاري

4-، و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب و النياحة على الميت رواه مسلم

5-و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم النائحة و المستمعة رواه تعالى داود

6 -و عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تعدد عليه فتقول و اكذا واكذا ، فقال حين أفاق ما قلت شيئاً إلا قيل لي أنت كذا أنت كذا ، أخرجه البخاري

7-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الميت يعذب في قبره بما نيح عليه

- و عن أبي موسى رضي الله عنه قال ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول واسيداه واجبلاه ، واكذا واكذا ، و نحو ذلك إلا و كل به ملكان يلهزانه أهكذا أنت ؟ أخرجه الترمذي

8-و قال صلى الله عليه و سلم النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة و عليها سربال من قطران و درع من جرب -

و قال الحسن صوتان ملعونان مزمار عند نغمة و رنة عند مصيبة



-و عن علقمة بن مرثد بن سابط عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مات ولد العبد يقول الله للملائكة قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون حمدك و استرجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة و سموه بيت الحمد و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله تعالى ما لعبدي عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب إلا الجنة رواه البخاري







الكبيرة الخمسون البغي

قال الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم

1-و قال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد و لا يفخر أحد على أحد رواه مسلم

و في الأثر لو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكاً



و قد خسف الله بقارون الأرض حين بغى على قومه ، فقد أخبر الله تعالى عنه بقوله إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم إلى قوله فخسفنا به و بداره الأرض الآية

- قال ابن الجوزي رحمه الله في بغي قارون أقوال أحدها أنه جعل للبغية جعلاً على أن تقذف موسى عليه السلام بنفسها ففعلت ، فاستحلفها موسى على ما قالت فاخبرته بقصتها مع قارون و كان هذا بغية قاله ابن عباس

و الثاني أنه بغى بالكفر بالله عز و جل قاله الضحاك

و الثالث بالكفر قاله قتادة

و الرابع أنه أطال ثيابه شبراً قاله عطاء الخرساني ، أنه كان يخدم فرعون فاعتدى على بني اسرائيل فظلمهم حكاه الماوردي

قوله فخسفنا به و بداره الأرض الآية ، لما أمر قارون البغية بقذف موسى على ما سبق شرحه غضب موسى فدعا عليه فأوحى الله إليه إني قد أمرت الأرض أن تعطيك فمرها ، فقال موسى يا أرض خذيه ، فأخذته حتى غيبت سريره فلما رأى قارون ذلك ناشد موسى بالرحم ، فقال يا أرض خذيه فأخذته حتى غيبت قدميه ، فما زال يقول يا أرض خذيه حتى غيبته فأوحى الله إليه يا موسى و عزتي و جلالي لو استغاث بي لأغثته ! قال ابن عباس فخسفت به الأرض إلى الأرض السفلى قال سمرة بن جندب إنه كل يوم يخسف به قامة قال مقاتل فلما هلك قارون قال بنو اسرائيل إنما أهلكه موسى ليأخذ ماله و داره فخسف الله بداره و ماله بعد ثلاثة أيام

فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله أي يمنعونه من الله، و ما كان من المنتصرين أي من الممتنعين مما أنزل به ، و الله أعلم





الكبيرة الحادية و الخمسون الاستطالة على الضعيف و المملوك و الجارية و الزوجة و الدابة

لأن الله تعالى قد أمر بالإحسان إليهم بقوله تعالى

و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئاً و بالوالدين إحساناً و بذي القربى و اليتامى والمساكين و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصاحب بالجنب و ابن السبيل و ما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً



-قال الواحدي في قوله تعالى و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئاً 1- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه و سلم على حمار ، فقال يا معاذ ، لبيك و سعديك يا رسول الله قال هل تدري ما حق الله على العباد و ما حق العباد على الله ؟ قلت الله و رسوله أعلم ، قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاً ، و حق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً

2-و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم أعرابي فقال يا نبي الله أوصني ، قال لا تشرك بالله شيئاً و إن قطعت و حرقت ، و لا تدع الصلاة لوقتها فإنها ذمة الله ، و لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر

قوله و بالوالدين إحساناً

- يريد البر بهما مع اللطف و لين الجانب ، و لا يغلظ لهما الجواب ، و لا يحد النظر إليهما ، و لا يرفع صوته عليهما ، بل يكون بين أيديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما قوله و بذي القربى قال يصلهم و يتعطف عليهم ، و اليتامى يرفق بهم و يدنيهم و يمسح رؤوسهم ، و المساكين ببذل يسير ورد جميل ، و الجار ذي القربى يعني الذي بينك و بينه قرابة فله حق القرابة و حق الجوار و حق الإسلام ، و و الجار الجنب هو الذي ليس بينك و بينه قرابة يقال رجل جنب إذا كان غريباً متباعداً أهله ، و قوم أجانب و الجنابة البعد

2-عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه 3- و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الجار ليتعلق بالجار يوم القيامة يقول يا رب أوسعت على أخي هذا و اقترب علي ، أمسي طاوياً و يمسي هذا شبعان ، سله لم أغلق بابه و حرمني ما قد أوسعت به عليه

-و الصاحب بالجنب قال ابن عباس و مجاهد هو الرفيق في السفر له حق الجوار و حق الصحبة

و ابن السبيل هو الضعيف يجب اقراؤه إلى أن يبلغ حيث يريد ،

- و قال ابن عباس هو عابر السبيل تؤويه و تطعمه حتى يرحل عنك و ما ملكت أيمانكم يريد المملوك يحسن رزقه و يعفو عنه فيما يخطىء قوله إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً

-، قال ابن عباس يريد بالمختال العظيم في نفسه الذي لا يقوم بحقوق الله ، و الفخور هو الذي يفخر على عباد الله بما خوله الله من كرامته و ما أعطاه من نعمه

4- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما رجل شاب ممن كان قبلكم يمشي في حلة مختالاً فخوراً إذ ابتلعته الأرض فهو يتجلجل فيها حتى تقوم الساعة

5- و عن أسامة قال سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من جر ثوبه خيلاً لم ينظر الله إليه يوم القيامة هذا ما ذكره الواحدي

و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عند خروجه من الدنيا في آخر مرضه يوصي بالصلاة ، و بالإحسان إلى المملوك ، و يقول الله الله الصلاة و ما ملكت أيمانكم

و في الحديث حسن الملكة يمن و سوء الملكة شؤم



6-قال أبو مسعود رضي الله عنه كنت أضرب مملوكاً لي بالسوط فسمعت من صوتاً من ورائي اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام قال ، قلت يا رسول الله لا أضرب مملوكاً لي بعده أبداً

و في رواية سقط السوط من يدي من هيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و في رواية فقلت هو حر لوجه الله ، فقال أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار يوم القيامة رواه مسلم

7- و روى مسلم أيضاً من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضرب غلاماً له حداً لم يأته أو لطمه فكفارته أن يعتقه ،

8- و من حديث حكيم بن حزام قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا

و9-و كان في يد النبي صلى الله عليه و سلم يوماً سواك فدعا خادماً له فأبطأ عليه فقال لولا القصاص لضربتك بهذا السواك ،

- و كان لأبي هريرة رضي الله عنه جارية زنجية فرفع يوماً عليها السوط فقال لولا القصاص لأغشيتكيه و لكن سأبيعك لمن يوفيني ثمنك ، اذهبي فأنت حرة لوجه الله

10-و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قذف مملوكه و هو بريء مما قاله جلد يوم القيامة حداً إلا أن يكون كما قال

11-و في الحديث للملوك طعامه و كسوته و لا يكلف ما لا يطيق



@و دخل جماعة على سلمان الفارسي رضي الله عنه و هو أمير على المدائن فوجدوه يعجن عجين أهله ، فقالوا له ألا تترك الجارية تعجن ؟ فقال رضي الله عنه إنا أرسلناها في عمل فكرهنا أن نجمع عليها عملاً آخر

@ و قال بعض السلف لا تضرب الملوك في كل ذنب و لكن احفظ له ذلك ، فإذا عصى الله فاضربه على معصية الله و ذكره الذنوب التي بينك و بينه

( فصل ) و من أعظم الإساءة إلى الملوك و الجارية التفريق بينه و بين ولده ، أو بينه و بين أخيه لما جاء عن النبي

- و من ذلك أن يجوع الملوك و الجارية و الدابة

1-يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته

و من ذلك أن يضرب الدابة ضرباً وجيعاً أو يحبسها و لا يقوم بكفايتها ، أو يحملها فوق طاقتها فقد روي في تفسير قول الله تعالى و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم الآية

- قيل يؤتى بهم و الناس وقوف يوم القيامة فيقضي بينهم ، حتى أنه ليؤخذ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء حتى يقاد للذرة من الذرة ، ثم يقال لهم كونوا تراباً ، فهنالك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا و هذا من الدليل على القضاء بين البهائم و بينها و بين بني آدم ، حتى إن الإنسان لو ضرب دابة بغير حق أو جوعها أو عطشها أو كلفها فوق طاقتها فإنها تقتص منه يوم القيامة بقدر ما ظلمها أو جوعها و الدليل على ذلك

1- ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عذبت امرأة في هرة ربطتها حتى ماتت جوعاً لا هي أطعمتها و سقتها إذ حبستها ، و لا تركتها تأكل من خشاش الأرض أي من حشراتها

2-و في الصحيح أنه صلى الله عليه و سلم رأى امرأة معلقة في النار و الهرة تخدشها في وجهها و صدرها و هي تعذبها كما عذبتها في الدنيا بالحبس و الجوع



-و هذا عام في سائر الحيوان ، و كذلك إذا حملها فوق طاقتها تقتص منه يوم القيامة

3- لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث

فهذه بقرة أنطقها الله في الدنيا تدافع عن نفسها بأنها لا تؤذى و لا تستعمل في غير ما خلقت له ، فمن كلفها غير طاقتها أو ضربها بغير حق فيوم القيامة تقتص منه بقدر ضربه و تعذيبه

@ قال أبو سليمان الداراني ركبت مرة حماراً فضربته مرتين أو ثلاثاً ، فرفع رأسه و نظر إلي و قال يا أبا سليمان هو القصاص يوم القيامة فإن شئت فأقلل و إن شئت فأكثر قال فقلت لا أضرب شيئاً بعده أبداً

@ و مر ابن عمر بصبيان من قريش قد نصبوا طيراً و هم يرمونه و قد جعلوا لصاحبه كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال من فعل هذا ؟ لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن من اتخذ فيه الروح غرضاً و الغرض كالهدف و ما يرمى إليه

3- و نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تصبر البهائم يعني أن تحبس للقتل

، و إن كان مما أذن الشرع بقتله كالحية و العقرب و الفأرة و الكلب العقور ، قتله بأول دفعة و لا يعذبه

1- لقوله عليه الصلاة و السلام إذا قتلتم فأحسنوا القتلة و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، و ليحد أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته

و كذلك لا يحرقه بالنار

1- لما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلاناً و فلاناً بالنار ، و إن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما

2-قال ابن مسعود كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفره فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها ، فجاءت الحمرة فجعلت ترفرف ، فجاء النبي صلى الله عليه و سلم و قال من فجع هذه بولدها ؟ ردوا عليها ولديها ،

3-و رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم قرية نمل ـ أي مكان نمل ـ قد أحرقناها فقال من حرق هذه ؟ قلنا نحن ، فقال عليه الصلاة و السلام إنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا ربها

و فيه من النهي عن القتل و التعذيب بالنار حتى في القملة و البرغوث و غيرهما

و يكره قتل الحيوان عبثاً

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة