عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-06-2014, 08:34 PM   #1
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

Arrow اجعل الإجازة عبادة

آية للمتفكرين ونعمة من رب العالمين:

فإن الله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًاسورة الفرقان:62، فجعل الله مرور الليل والنهار وتعاقب هذين المخلوقين مجالاً للأعمال، جعله خلفة لمن أراد أن يذكر، أو أراد شكوراً، فمكن عباده من العمل في هذا الوقت، فمن عمل بطاعة الله سعد في الدنيا والآخرة، ومن عمل بمعصية الله، وشغل الوقت بذلك تعس وشقي في الدنيا والآخرة: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًاسورة طـه:124، وكذلك فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِسورة هود:106.
عباد الله، هذه الإجازات التي تأتي وتتوالى، ويحس فيها عدد من الناس بالفراغ، إن هؤلاء الذين لا يملؤون الأوقات، ولا يعمرونها بطاعة الله، كفروا بنعمة الوقت، ولم يؤدوا شكره، ولم يستعملوا هذا الذي مكنهم الله منه، وهي أوقات الفراغ في طاعة الله تعالى.
قال ابن القيم رحمه الله: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير له من حياته".

لأي شيء يعيش؟ لماذا يعيش إذا كان سيصرف الوقت في معصية الله، لماذا يعيش إذا كان سينفق هذه الأوقات في البطالة؟ إذا كان الإنسان لا ينتج خيراً فما هي قيمة حياته إذن؟! هل تنتج الخير؟ هل تنتج خيراً من وقتك؟ وكم من الخير ينتج؟ وهل يمتلئ هذا الوقت بالطاعات؟

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة