[فيه شفاء]

أليس كريما!!!
يا أصحاب العظائم..
يا من أثقلت كواهلكم الذنوب..
يا من سرى في نفوسكم وعد الشيطان بعدم المغفرة لذنوبكم...
يا من ظن أنه بعيد عن رحمة الله..
تأمل
تدبر
تمعن..........
بغي من البغايا
قضّت زهرة عمرها في البغاء
مارست الجريمة
عايشت الفاحشة
استمرأتها
صارت جزأ من حياتها
لصقت بذاتها صفت البغاء
فعلت ما يغار الله من فعله
لكن..............
ما زال قلبها يحمل بقايا بقايا بقايا الرحمة.
والأمل بعفو الله..
رأت كبدا رطبا يحتاج الرحمة
يتلمسها
يطلبها
ينشدها
شقت هذه المعاني طريقها قدما
ووالله ما وقفت إلا
في أعماق أعماق قلبها
فاهتز كيانها
وتفجرت ينابيع الرحمة في جنانها
وبعد عمر مديد
وزمن طويل من الجفوة والقسوة
عادت المياه إلى مجاريها
وتصدع جدار الغفلة الذي بناه الشيطان في سنين
تصدع في لحظة صفاء
وساعة صدق
وتمزقت حجب الضياع
وانقشعت سحب الغفلة
ومدت يدها بشربة ماء
لكن
لكلب!!!!!!!!!!!!
لكلب !!!!!!!
لكلب !!!!!!!!!!!!!
وهي شربة ماء
ليست زخت دماء في أرض المعركة
ولا قناطير مقنطرة من الذهب والفظة
تشح بها نفوس الفجرة
شربة ماء!!
لم تكن لبشر
لم تكن لقريب ولا ذا رحم
شربة ماء أُمطرت عليها بعدها
سحب الرحمة
والمغفرة
لالالالالالا
بل شكر الله صنيعها
ليس هذا فحسب
بل أدخلها الجنة
أليس هذا كرم لا يضاهيه كرم
أين تجد هكذا كرم
وهكذا رحمة
وهكذا جود
عبد الله
قيمة الجنة شربة ماء
مع إخلاص وتوبة ودعاء
ولا عليك بعد ذلك
أكان الإحسان مع كلب
أو مع بشر
المهم أنك تعامل رب الخلق
تعامل كريما
تعامل من خزائن جوده لا تنفد
وما عندكم ينفد
ألم يئن لك الآن
أن تجعل الإحسان والرحمة لك شعارا
وحسن الظن بالله لك إماما
أرجوك
تخلص من اليأس
أنت تعامل الكريم
أنت تعامل من يفرح بتوبتك
وأوبتك
أنت تعامل من يعدك مغفرة منه وفضلا
مد يد الرحمة
لأرملة
لا تجد راعيا
وليتيم
لا يجد كافلا
ولست محتاجا لأن أقول لك
مد يد الرحمة لوالديك
فكيف أوصيك بأبواب الجنة!!!
وتقبل خالص حبي
أخوك
عبد العزيز غياث