عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-11-2004, 08:51 PM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Thumbs up السفور والإباحية وشياطين الإغواء والتحررية !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

لا زلنا في الحديث عن المآسي التي تجرعها المسلمون نتيجة تأثرهم بالحضارة الغربية المادية ، فأقبل الغرب يورث هذه الأمة عبئا ثقيلا بإعلانه تحرير المرأة من كل القيود ومساواتها بالرجل في كافة المحافل والمنابر ، بل تعدى الأمر إلى إطلاق الحريات بكافة الوسائل والسبل وحماية ذلك من الناحية القانونية الوضعية ، فكانت المرأة من أسلحة الشيطان ومطيته للتأثير السلبي في المجتمعات الإسلامية ، ومما يعجب له المرء أن كثيرا من الناعقين والناعقات تلقفوا ذلك ، فألقوا حجاب المرأة ، واعتبروه رجعية وتخلفا وانتقاصا من قيمتهـا ، ودافعوا عن ذلك بكافة الأشكال وعلى جميع المستويات ، اعتقادا منهم أن رقي المرأة وحضارتها وتقدمها لا يكون إلا بإطلاق العنان لها ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات ، وتبوئها المكان الذي لا بد أن تتصدره في كافة القطاعات والمحافل الخاصة والعامة - بزعمهم - وبذلك تتحقق سعادتها وتصبو لما يحقق لها المكانة والرفعة والتقدم 0

قال الأستاذ مجدي محمد الشهاوي : ( وما أحوجنا في هذه الأيام خاصة بعد الفجور والسفور المسمى بتحرير المرأة ، الذي تعرت به الصدور ، وانكشفت الشعور والنحور ، وكشفت السيقان وضاقت الخصور ، وسهام إبليس ترشق السافرات من كل حدب وصوب ، ومن ذا الذي يغض بصره إلا الخائف من الله ، والمرأة ألعوبة بيد الشيطان يصطاد بها الضعفاء ، وما ضرب الحجاب إلا لصون الكرامة ، وحفظ الجمال ، من نظرات رماة سهام إبليس ، والسافرة معرضة لتلك السهام في كل وقت وحين ، لأنها بخروجها متبرجة فقد عصت أمر الكتاب في سورتي النور والأحزاب ، فأصبحت عرضة لنظرات الذئاب ألا هل بلغت اللهم فاشهد ) ( حقيقة الحسد وعلاج المحسود – ص 77 ) 0

والمسلم الحق ينقاد ويحتكم لأحكام الشريعة وقوانينها، وينضبط في حياته ومنهجه ومسلكه بتلك الأحكام لأنها أحكام ربانية منزهة عن كل عيب ، أو نقص أو خلل ، ولا يعول بأي حال من الأحوال على تلك القوانين الوضعية التي هي من صنع البشر ويكتنفها ما يكتنفها من أخطاء وشذوذات تخالف الفطرة السوية ، ومن هنا فالمسلم الحق ينقاد بتعليمات الكتاب والسنة وليس لقانون وضعي طريق لمعتقداته وأفكاره ، وكافة الأدلة النقلية دلت على هذه الدلالة ، وما نراه اليوم من واقع يعيشه المسلمون من تبرج وسفور ؛ يدمي القلب ، ويعتصر له الفؤاد – وهذا نتيجة حتمية للتخبط والضياع والبعد عن الجوهر والأساس ، فالمرأة ثارت على كبرياء حجابها وألقت به وراء ظهرها ، وتنكرت لمبادئها وقيمها الإسلامية ، وما علمت أن الله حباها بهذا الحجاب وسترها بهذا الستر 0 ولقد اعتقدت أن خلعها لهذا الحجاب هو بمثابة الحضارة والرقي ، وظنت أن الحجاب لا يصلح لهذا الزمان !

إن قلوب الغيارى في العالم الإسلامي تحمل الكثير من الحسرة والألم لما آل إليه حال المرأة من ضياع وتشتت وبعد عن الدين ، ولا زالت هذه القلوب تراقب بأمل ، وترقب عودتها لرشدها وصوابها وكبريائها الذي حباها به خالقها سبحانه ، ولتعلم أن الذي خلق البشرية وعلم ما يصلح أحوالها وما يناسبها هو الذي شرع الحجاب ، لحفظها من الابتذال وصيانتها من العبث بكرامتها وأنوثتها ، وكرمها عن أن تكون نهبة للأعين فشرع لها ذلك ، والحق تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه : ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) ( سورة الأحزاب – الآية 59 ) ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) ( صحيح الجامع 3799 ) 0

قال ابن منظور في " أسنمة البخت " : ( هن اللواتي يتعممن بالمقانع على رؤوسهن يكبرنها بها ، وهو من شعار المغنيات ) ( لسان العرب - 12/306 ) 0

قال النووي : ( هذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع هذان الصنفان وهما موجودان ، وفيه ذم هذين الصنفين 0 قيل : معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها ، وقيل معناه تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارا بحالها ونحوه 0 وقيل : معناه لتلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها 0 وأما " مائلات " فقيل : معناه عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه " مميلات " : أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم وقيل " مائلات " يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن0 وقيل " مائلات " يمشطن المشطة المائلة وهي مشطة البغايا " مميلات " يمشطن تلك المشطة 0 ومعنى " رؤوسهن كأسنمة البخت " : أن يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 291 ) 0

وقد ذكر العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم ( كاسيات عاريات ) ثلاثة أقوال :

1- الثياب التي تشف عما ورائها فتظهر مفاتنها 0
2- الثياب الضيقة التي تجسم جسد المرأة وتكشف عورتها ومعلوم شرعا بأن عورة المرأة المسلمة على المرأة المسلمة من السرة إلى الركبة 0
3- أنهن يبدين من عوراتهن التي أمر الله بسترها ، كما يلاحظ ويرى اليوم 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن معنى ( كاسيات عاريات ) ، فأجاب - حفظه الله - : ( قال العلماء : مثل أن تكون الكسوة هذه خفيفة يرى من ورائها الجلد ، فهذه كاسية ولكنها عارية ، ومثل أن تكون الثياب التي عليها ثياب ثخينة لكنها قصيرة ، فهذه أيضا كاسية عارية ، مثل أن تكون الثياب ضيقة بحيث تلصق على الجلد وتبدو المرأة وكأنه لا ثياب عليها فهذه أيضا كاسية عارية ، وهذا بناء على أن المراد بالكسوة والعري المعنى الحسي 0 أما إذا أريد به المعنى المعنوي ، فإن المراد بالكاسيات اللاتي يظهرن العنان والحياء ، والعاريات اللاتي يخفين الفجور ولا يبين أمرهن للناس ، فهن كاسيات من وجه وعاريات من وجه ) ( فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين - 2 / 855 ) 0

والتبرج ابتذال للمرأة وامتهان لها ، يجعلها فريسة في أعين كثير من الرجال ، والناظر إليها بهذه النظرة لا يضع اعتبارا لأنوثتها وخلقها ودينها وعفتها وكرامتها وعزتها ، وينظر إليها كنظره إلى المعادن اللامعة والحلي البراقة دون أهداف سامية أو أبعاد نبيلة ، ويحاول استلاب لذته منها ثم يلفظها ويلتفت عنها لأخرى 00 وهكذا ، والشيطان يزين ذلك ويدفع إليه الرجل ويصور للأنثى أنها جميلة فاتنة ملفتة للأنظار مثيرة للنفوس فينتشر الفساد وتكثر الفتن مما يجعلها فريسة في أعين كثير من الرجال ، وقد وردت الأحاديث الدالة على ذلك ومنها :

* عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) ( صحيح الجامع 6690 ) 0

قال المناوي : ( " المرأة عورة " أي هي موصوفة بهذه الصفة ، ومن هذه صفته فحقه أن يستر 0 والمعنى أنه يستقبح تبرزها وظهورها للرجل ، والعورة سوأة الإنسان وكل ما يستحى منه ، كنى بها عن وجوب الاستتار في حقها 0 قال ابن الكمال : فلا حاجة إلى أن يقال هو خبر بمعنى الأمر 0 قال في الصحاح : والعورة كل خلل يتخوف منه 0 وقال القاضي : العورة كل ما يستحى من إظهاره وأصلها من العار وهو المذمة 0 " فإذا خرجت " من خدرها " استشرفها الشيطان " يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة 0 أو المراد شيطان الإنس سماه به على التشبيه بمعنى أن أهل الفسق إذا رأوها بارزة طمحوا بأبصارهم نحوها والاستشراف فعلهم ، لكن أسند إلى الشيطان لما أشرب في قلوبهم من الفجور ففعلوا ما فعلوا بإغوائه وتسويله وكونه الباعث عليه 0 ذكره القاضي وقال الطيبي : هذا كله خارج عن المقصود والمعنى المتبادر : أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس ، فإذا خرجت طمع وأطمع لأنها حبائله وأعظم فخوخه ، وأصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر ) ( فيض القدير - 6 / 266 ) 0

قال ابن منظور : ( وفي الحديث المرأة عورة : جعلها نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت ) ( لسان العرب – 4 / 617 ) 0

* عن أسامة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( لأن المرأة لا تأمر زوجها إلا بشر ولا تحثه إلا على شر ، وأقل فسادها أن ترغبه في الدنيا ليتهالك فيها ، وأي فساد أضر من هذا ؟! مع ما هنالك من مظنة الميل بالعشق وغير ذلك من فتن وبلايا ومحن يضيق عنها نطاق الحصر ، قال الحبر – رضي الله عنه - لم يكفر من كفر ممن مضى إلا من قبل النساء وكفر من بقي من قبل النساء ، وأرسل بعض الخلفاء إلى الفقهاء بجوائز فقبلوها وردها الفضيل ، فقالت له امرأته : ترد عشرة آلاف وما عندنا قوت يومنا ؟! فقال مثلي ومثلكم كقوم لهم بقرة يحرثون عليها فلما هرمت ذبحوها ، وكذا أنتم أردتم ذبحي على كبر سني ، موتوا جوعا قبل أن تذبحوا فضيلا ، وكان سعيد بن المسيب يقول وقد أتت عليه ثمانون سنة منها خمسون يصلي فيها الصبح بوضوء العشاء وهو قائم على قدميه يصلي : ما شيء أخوف عندي علي من النساء 0 وقيل إن إبليس لما خلقت المرأة قال : أنت نصف جندي وأنت موضع سري وأنت سهمي الذي أرمي بك فلا أخطئ أبدا ) ( فيض القدير – 5 / 436 ) 0

إن المتأملة في أحوال الغرب وما وصلت إليه المرأة من ضياع وابتذال ومهانة – تدرك قيمة الحجاب ، وتعلم أن الله اختصها بهذا الشرف حفاظا على كيانها وأنوثتها وعفتها ، فتكون جوهرة لا يتأملها إلا من أخذها بحقها 0

والبعض لم يكتفين بالتبرج فحسب ، بل خرجن بالعطور والبخور ، متبخترات مميلات مائلات ، تميل معهن القلوب الضعيفة ، وتهوي إليهن الأفئدة الخاوية من ذكر الله ، فابتعدن بذلك عن المنهج الرباني الذي أراده الله لهن طريقا ومسلكا ، فاستوجبن سخط الله وغضبه وعقوبته ، وقد دلت النصوص الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حرمة ذلك :

* عن أبي موسى- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا استعطرت المرأة فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) ( صحيح الجامع 323 ) 0

قال المناوي : ( استعملت العطر أي الطيب الظاهر ريحه في بدنها أو ملبوسها فمرت على الرجال لأجل أن يشموا ريح عطرها " فهي زانية " أي هي بسبب ذلك متعرضة للزنا ساعية في أسبابه داعية إلى طلابه ، فسميت لذلك زانية مجازا ، ومجامع الرجال قلما تخلو ممن في قلبه شدة شبق لهن سيما مع التعطر فربما غلبت الشهوة وصمم العزم فوقع الزنا الحقيقي ، ومثل مرورها بالرجال قعودها في طريقهم ليمروا بها ) ( فيض القدير – 1 / 276 ) 0

* عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا خرجت المرأة إلى المسجد ، فلتغتسل من الطيب ، كما تغتسل من الجنابة ) ( صحيح الجامع 503 ) 0

قال المناوي : ( أي أرادت الخروج إلى المسجد أو غيره بالأولى فلتغتسل ندبا من الطيب إن كانت متطيبة " كما تغتسل من الجنابة " إن عم الطيب بدنها وإلا فمحله فقط لحصول المقصود وزوال المحذور بالاقتصار عليه 0 ذكره المظهر وهذا بحسب الجليل من النظر 0 وأدق منه قول الطيبي : سببه خروجها من بيتها متطيبة مهيجة لشهوة الرجال وفتح باب عيونهم التي هي بمنزلة رائد الزنا بالزنا ، وحكم عليها بما يحكم على الزاني من الاغتسال من الجنابة مبالغة وتشديدا عليها ، ويعضد هذا التأويل خبر يأتي 0 وإذا كان هذا حكم تطيبها للذهاب إلى المسجد فما بالك بتطيبها لغيره ؟! وفيه جواز خروج المرأة إلى المسجد لكن بشروط ) ( فيض القدير - 1 / 334 ) 0

* عن أبي موسى – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل عين زانية ، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي زانية ) ( صحيح الجامع 4540 ) 0

قال المناوي : ( " كل عين زانية " يعني كل عين نظرت إلى أجنبية عن شهوة فهي زانية ، أي أكثر العيون لا تنفك من نظر مستحسن وغير محرم وذلك زناها ، أي فليحذر من النظر ولا يدع أحد العصمة من هذا الخطر " والمرأة " - في نسخة - فالمرأة بالفاء " إذا استعطرت فمرت بالمجلس " فقد هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها فكل من ينظر إليها فقد زنى بعينه ، ويحصل لها إثم لأنها حملته على النظر إليها وشوشت قلبه ، فإذن هي سبب زناه بالعين " فهي " أيضا " زانية " وفي رواية كذا وكذا يعني زانية ) ( فيض القدير - 5 / 27 ) 0

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا شر أنفسنا وشر الشيطان وشركه ، وأن يقينا صغائر الأمور وكبائرها ، وأن يعفو عنا وأن يغفر لنا ويرحمنا ، وينصرنا على القوم الكافرين ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبيو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة