عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-02-2009, 04:46 PM   #7
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي 4. التشاؤم

4. التشاؤم:

أخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك عن النبي  قال:
" لا عدوي ولا طيرة وتعجبني الفأل الكلمة الحسنة والكلمة الطيبة"
والتطير: هو التشاؤم سواء كان بيوم معين أو شخص معين أو حدث معين

ومن صور التشاؤم: التشاؤم بكثرة الضحك، التشاؤم من ذكر كلمة الموت، التشاؤم من اللون الأسود، التشاؤم من صوت البومة أو الغراب أو الحدأة وطنين الأذن، ورفيف العين، وأكلان اليد وتنميل القدم.
لأن ذلك ينافي كمال التوحيد الواجب لكونه من إلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته وذلك بتعلق القلب به خوفاً وطعماً ، ومنافاته للتوكل علي الله الذي لا ينفع ولا يصده غيره.
والتطير من أعمال الجاهلية حيث كانوا يعتمدون علي الطير في إمضاء الشيء أو الحجب عنه، فإذا رأي أحدهم طائراً طار يمنة استبشر وأستمر وإن طار يسرة تشاءم ورجع عما عزم.
بل كان بعضهم إذا أراد شيء تعمد علي تهيج الطير ليري هل تطير يسرة أو يمنة وكانوا يسمون ما طار يمنة بالسانح وما طار يسرة بالبارح،
وجاء الإسلام وأبطل كل هذه الخرافات فنهانا عن التشاؤم لأن المسلم الصادق يعلم أن الأمور كلها بيد الله فإذا عزم علي أمر فليستعن به وليمضي فيه ولا يصده التشاؤم عن فعله.

أخرج الإمام مسلم عن معاوية بن الحكم- في حديث الجارية- قال:
"يا رسول الله منا رجال يتطيرون، قال: ذلك شيء تجدونه في صدوركم ولا يصدنكم"
وعلي هذا فينبغي علينا ترك التشاؤم والمضي في الأمر والتوكل علي الله، وحسن الظن به، والاعتماد عليه لأن الطيرة تتنافي تماماً مع هذا كله فإن التشاؤم فيه سوء الظن بالله وتوقع البلاء وهذا من الشرك.
أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم عن عبدالله بن مسعود قال:
" قال رسول الله  الطيرة شرك"
وقد برأ النبي  من الذين يتشاءمون.
فقد أخرج الطبراني في الكبير وهو في الصحيح الجامع عن عمران بن حصين أن النبي  قال:
"ليس منا من تطير أو تطير له ولا تكهن ولا تكهن له – وأظنه قال أو سحر أو سُحر له " .
ومن وقع في شيء من ذلك فكفارته ما أخبرنا به النبي  حيث قال:
كما عند الإمام أحمد من حديث عبدالله بن عمرو:
" من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك، فقالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك؟، قال: أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك"
والتشاؤم من طبائع النفوس يقل ويكثر وأهم علاج له التوكل علي الله ()
كما في قول عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه حيث قال :
" وما منا إلا ويقع في نفسه شيء من ذلك ولكن الله يذهبه بالتوكل"
وقفة:
وفي قول النبي -  - " وتعجبني الفأل " :
يقول الإمام النووي-رحمه الله -:
ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيسمع من يقول: يا سالم أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول: يا واجد فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان .. والله أعلم.
يُتبع إن شاء الله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة