عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2004, 08:27 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أعقب على ما ذكره أخي الحبيب ( أبو الليث ) – حفظه الله ورعاه – حول موضوع " آيات السكينة " التي أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الجهبذ ابن القيم – رحمهما الله – وقد ذكرت ذلك في كتابي ( فتح الحق المبين في أحكام الصرع والسحر والعين ) :

قال ابن القيم : ( ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين 0 منزلة " السكينة " 0

هذه المنزلة من منازل المواهب 0 لا من منازل المكاسب 0 وقد ذكر الله سبحانه " السكينة " في كتابه في ستة مواضع :

الأول : قوله تعالى :

( وَقـال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ )

( سورة البقرة – الآية 248 )

الثاني : قوله تعالى :

( ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ )

( سورة التوبة – الآية 26 )

الثالث : قوله تعالى :

( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا )

( سورة التوبة – الآية 40 )

الرابع : قوله تعالى :

( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )

( سورة الفتح – الآية 4 )

الخامس : قوله تعالى :

( لَقَدْ رَضِى اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )

( سورة الفتح – الآية 18 )

السادس : قوله تعالى :

( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ 000 الآية )

( سورة الفتح – الآية 26 )

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة 0

وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه ، تعجز العقول عن حملها - من محاربة أرواح شيطانية ، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة - قال : فلما اشتد الأمر ، قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة ، قال : ثم أقلع عني ذلك الحال ، وجلست وما بي قلبه 0

وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه 0 فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته ) ( مدارج السالكين – 523 ، 525 ) 0


قال الناشر معلقا على هذا الكلام : ( كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 فهل كان ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم أو هدي خلفائه الراشدين ؟! وكان شيخ الإسلام – رحمه الله وغفر لنا وله – من المؤمنين الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله بأسمائه وصفاته وآثارها في نفسه وفي الآفاق 0 وبتلاوة آياته وتدبرها والتفقه فيها ، والدعوة إلى الله بها عقيدة وعلما وعملا وحالا ) ( مدارج السالكين – 2 / 525 ) 0

قلت : وهذا هو الأصل والصواب ، ولا بأس بقراءة هذه الآيات دون تخصيص أو تحديد ، لكن فتح هذا الباب يجلب مفسدة على الأمة الإسلامية لا يعلم أثرها ولا مساوئها الوخيمة إلا الله تعالى ، فلا بد من الالتزام الصريح بمنهج الكتاب والسنة في الرقية الشرعية ليكون المسلم في منأى عن انحرافات قد تخدش العقيدة بل قد يصل الأمر إلى تدميرها 0

يقول العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – عن استخدام المداد المباح : ( سمعت بهذه الكتابة وتأثيرها ولم أتحقق تأثيرها من مجرب موثوق ، ومع ذلك فلا أرى مانعا من ذلك ، فهو مثل الكتابة لآيات مخصوصة ثم جربها مع بعض الأمراض ولذلك نفع ظاهر ، وقد أدركت كثيرا من المشايخ والزملاء يكتبون آيات التوحيد وآيات الشفاء وآيات السكينة وآيات التخفيف ونحوها وتكون الكتابة في أواني نظيفة أو في أوراق والمداد زعفران ثم يغسلها المريض ويشرب غسالتها وتفيد كثيرا ، وقد روي في ذلك أثر عن ابن عباس لكنه اشترط غسلها بماء زمزم أو بماء المطر ، فهكذا كتابة بعض آيات التوحيد والصفات والتعظيم على بيضة بعد إزالة قشرها ثم يأكلها فلعل ذلك يفيد بإذن الله تعالى ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

وقد تناقشت ذات يوم مع أحد طلبة العلم حول مسألة تخصيص بعض الآيات والسور والأدعية الواردة عن التابعين وسلف الأمة ، وهل هذا يعتبر استدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد توصلنا بعد نقاش ودراسة مستفيضة إلى أن يستأنس بتلك الأقوال ولا تثريب إن شاء الله تعالى ، حيث أن هؤلاء الأعلام هم ورثة الأنبياء ويستأنس بكلامهم حول بعض السور والآيات وإن لم يثبت بها دليل نقلي ، ويكفي أن نعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – من مجددي عصره ، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الاعتقاد في هذه السور والآيات دون غيرها من كتاب الله عز وجل 0

أما دون هؤلاء الأعلام فلا ، ومن هنا فإنه لا يجوز أن يأتي معالج اليوم ويقول آيات العطف ، أو آيات الصرف ونحو ذلك من مسميات أخرى ، فبحمد الله قد كفينا بما في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وقد أفردت موضوعاً تحت مسألة التخصيص تجدها على هذا الرابط :


وأنا أشكر أخي المكرم ( أبو الليث ) على طرحه هذا كي نعلم أنفسنا منهج سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة