عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-04-2009, 10:11 PM   #16
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي البعد عن الله يؤدي إلى الانتحار

هل تعلمون أنه في كل ساعة ينتحر مئة شخص في العالم! وهل تعلمون كل حالات الانتحار سببها البعد عن الله؟ لنطلع على هذه الدراسات الجديدة ونحمد الله تعالى أن جعلنا مسلمين....


إننا نرى اليوم ظاهرة غريبة لم تكن موجودة من قبل وهي ظاهرة الانتحار التي تفشت في البلاد غير الإسلامية. وتأتي معظم حالات الانتحار من قبل أناس غير مؤمنين بالله تعالى، مما أدى إلى فقدانهم الأمل وبالتالي أصابهم الاكتئاب والأرق والاضطرابات النفسية، وانتهى بهم المطاف إلى التفكير في الانتحار.

وهنا نتذكر آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) [طه: 124-126]. فالإنسان عندما يبتعد عن الله فإنه يسلّم نفسه للشيطان، والشيطان يخوّف أولياءه ويحزنهم ويقودهم إلى المشاكل النفسية التي لا علاج لها إلا بالعودة إلى الله.

أما المؤمن فقد تعهد الله وضمن له الحياة الطيبة الهادئة المطمئنة، يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].

وقد يظن البعض أن المال سبب السعادة وهذا اعتقاد خاطئ، لأن كثير من حالات الانتحار تأتي من أناس أغنياء مادياً، ولكنهم فقراء بالإيمان! (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة: 55]. ونقول دائماً إن السبيل الوحيد لسعادة الإنسان سعادة مطلقة أن يبقى قريباً من خالقه، وهذه هي الحالة الطبيعية. فالطفل الرضيع إذا ابتعد عن أمه سوف يهلك ويموت!

وإليكم هذه الدراسات الجديدة عن ظاهرة الانتحار وآثارها وبعض أسبابها:

الأرق والانتحار

أفادت أبحاث بوجود صلة بين عدم القدرة المزمنة على النوم والإقدام على الانتحار في أوساط اليافعين. وجرى تنبيه الأطباء لضرورة الاهتمام بالمرضى الذين يواجهون صعوبة في النوم، حتى ولو لم يكونوا يعانون أمراضا نفسية.

وكلما زاد عدد أنماط مشاكل عدم القدرة على النوم التي يعاني منها هؤلاء، زاد احتمال أن يفكروا بالانتحار. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 877 ألف شخص في العالم يموتون جراء الانتحار كل سنة، علما أن كل 40 محاولة للانتحار ينجم عنها حالة وفاة واحدة!!!

وكان العلماء قد ربطوا في وقت سابق بين الميول الانتحارية وعدم القدرة على النوم في أوساط الذين يعانون من مشاكل نفسية، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الربط بين هذا الميل واليافعين بشكل عام.

وقد فحص فريق من جامعة ميتشيجان العلاقة بين الأرق والميول الانتحارية عند 5692 أمريكي، فوجدوا أن 2،6 في المئة من العينة كانت عندهم خواطر انتحارية بينما حاول 0,5 في المئة منهم الانتحار فعلا. وفحص الفريق ثلاثة أنماط من الأرق: صعوبة النوم، صعوبة الاستمرار في النوم، والاستيقاظ ساعتين على الأقل قبل الموعد المرغوب.

وفحص الفريق عوامل معينة مثل الاكتئاب والمشاكل الزوجية والحالة المادية. واتضح أن من يعانون من واحد أو اثنين من أشكال الأرق كانوا معرضين لمحاولة الانتحار أكثر من الذين لم يواجهوا مشاكل في النوم بمقدار 2،6 مرة. وقد ارتبط الاستيقاظ في ساعات مبكرة بالميول الانتحارية بشكل أقوى من غيره.

يقول د. ووجنار كبير الباحثين إنه ربما كان التفسير يكمن في أن مشاكل النوم والتفكير بالانتحار نابعان من مصدر واحد هو معاناة الشخص من مشاكل نفسية. أما الدكتور نيل ستانلي فيقول: هذا يبين أن النوم الصحي ضروري للصحة الجسدية والنفسية.

العلاج من القرآن

يؤكد معظم الباحثين في شؤون الانتحار أن فقدان الأمل هو السبب الرئيس للإقدام على الانتحار، وعدم وجود تحذيرات كافية هو السبب الثاني... وقد نعجب أن القرآن العظيم قد عالج هذه الظاهرة من خلال إعطائنا الأمل برحمة الله وتحذيرنا من هذا العمل السيء وعواقبه، يقول تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [النساء: 29-30]. ولذلك يؤكد جميع الخبراء أن أقل نسبة انتحار على الإطلاق في الدول الإسلامية!!! فالحمد لله على نعمة الإسلام.


فانظروا يا إخوتي إلى البعد عن الله ماذا يفعل! فلو كان لدى هذا الرجل وأمثاله ثقة بالخالق عندما يقول: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) [الإسراء: 31]. فهذه الآية كافية لتجعل الإنسان يصبر ويتحمل أقسى الظروف ولا يفقد الأمل من رحمة الله.

وانظروا إلى سيدنا يعقوب بعد أن فقد ابنه يوسف ثم فقد ابنه الصغير والذي يحبه كثيراً ثم فقد بصره... وعلى الرغم من مضي السنوات لم يفقد الأمل من رحمة الله، بل قال لأبنائه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. فقد اعتبر سيدنا يعقوب عليه السلام أن فقدان الأمل من الله هو بمثابة الكفر: (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، فمثل هذه الآيات كفيلة بأن تثبت المؤمن وتعطيه المزيد من الأمل والتفاؤل.


بقلم / عبدالدايم كحيل

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة