تصحيح الخطأ الشائع في معنى كلمة رجل . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد: فقال الله تعالى{لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ..** (108) سورة التوبة. وقال عز وجل {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ ..** (37) سورة النــور. وقال سبحانه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ..** (23) سورة الأحزاب. استنبط بعض الناس من هذه الآيات أن الرجولة صفة حميدة يوصف بها من كان ذو دين، وخلق ، ومرؤة، من الذكور ، ومن كان سافلا ، أو ناقص المرؤة، أو الدين ؛ قالوا: لا تقل رجلا بل هو ذكر! وهذا الاستنباط مع شهرته ، وتلقي كثير من الناس له إلا أنه استنباط باطل! وهذا الدليل: قال الله تبارك وتعالى {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ** (48) سورة الأعراف. فسماهم رجالا وهم في النار. وقال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا** (6) سورة الجن. فسمى كفرة الإنس ، والجن رجالا. بل أصرح من هذا قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء** (81) سورة الأعراف. وقال عز وجل:{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء** (55) سورة النمل. وقال تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ** (29) سورة العنكبوت. فسماهم رجالا وهم كفرة ، و يُفعل بهم الفاحشة . وفي لسان العرب 11/265: الرجل: معروف: الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة . عبد الرحمن بن صالح السديس