عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 24-08-2007, 04:50 PM   #1
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

Thumbs up ( && التوسع في الرقية دجل وشعوذة وابتزاز && ) !!!

العلماء محذرين من احترافها وتنظيم ممارستها:

التـوسع في الرقيـة دجـل وشعـوذة وابـتزاز



أحمد بن علي (جدة)

يرفض العلماء والدعاة استغلال بعض ضعفاء النفوس للرقية، مؤكدين أن الرقية لها ضوابط ومحاذير يجب العمل بها، وأعربوا عن أسفهم لأن تصبح الرقية الشرعية عند البعض مسألة تجارية، حيث ان المجتمع يعيش قصصا كثيرة حول استغلال بعض ضعاف النفوس والتظاهر بالتقوى والصلاح وادعاء المداواة والعلاج بالقرآن ثم يتضح غير ذلك من أعمال سحرية أو شركية أو شعوذة أو نحو ذلك، إلى جانب اتخاذ البعض لهذا الأمر كتجارة أو حرفة.

مشروعة بلا شك

أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة أن العلاج بالقرآن والرقى والأدعية الشرعية أمر مشروع لا شك فيه، وإذا ما استعمل استعمالاً شرعياً صحيحا وقويت الأسباب وضعفت أو انتفت الموانع فإنه بإذن الله مؤثِّر نافع، مبيناً بأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رقى ورقي وأمر بالاسترقاء لأبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وصح أيضاً أن أبا سعيد الخدري رقى سيد قوم لدغته عقرب بالفاتحة فشفاه الله، وكان قد اشتكى إليه، فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: وما يدريك أنها رقية؟ قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهما وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري والله سبحانه وتعالى يقول: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ**.
وأضاف سماحته: لكن الرقى قد ضبطها العلماء بضوابط باستقرائهم للنصوص فمن الضوابط: أن تكون من القرآن أو السنة أو الأدعية الصحيحة التي لا تخالف الشرع. وأن تكون باللغة العربية، وهذا الضابط أطلقه البعض والبعض قيده بمن يحسنها. وأن يعتقد أنها سبب، ولا يعتقد أنها مؤثرة بذاتها حتى لا يتعلق قلبه إلا بالله عزَّ وجلَّ وأنه وحده الشافي سبحانه وأنه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه تبارك وتعالى، ومما يدل على أنه لا بد في الرقى موافقة الشرع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه: أرأيت رقى كنا نرتقي بها في الجاهلية، فقال: اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً والذين اشترطوا كونها بالعربية قالوا: لئلا يكون فيها شيء من الطلاسم والشعوذة، لهذا عبر بعضهم عن هذا الشرط بقوله: أن تكون بكلام مفهوم، والمعنى واحد فالمقصود أن الرقية الجائزة بل والمأمور بها هي ما كان بأدعية شرعية معروفة مفهومة اللفظ والمعنى ولم يعتقد متعاطيها أنها تؤثِّر بذاتها.وقال: أما استغلال بعض ضعاف النفوس للناس بتظاهرهم بالصلاح والمداواة بالقرآن وهم إنما يقومون بالسحر والشعوذة ويرتكبون أعمالاً شركية، فهذا أمر محرَّم وقد يصل إلى الكفر والواجب على من علم ذلك عنهم أن يبلغ ولاة الأمور، وعلى ولاة الأمر أن يأخذوا على أيدي هؤلاء وأن يقطعوا دابر الفساد، أما عامة الناس فالواجب عليهم الحرص والتحري وعدم الاغترار بالمظاهر، فينظر في الرجل الذي يرقيه والدعاء الذي يقوله، ويسبر حال الرجل فإن ظهر من الرجل ما يرتاب منه فالواجب عليه تركه وعدم الاغترار به، وإن علم أنه يتعاطى السحر أو الشعوذة أو يتعامل مع الجن وجب عليه إبلاغ الجهات المختصة ليقوموا باللازم تجاههم.


الرقية حرفة

من جانبه أوضح الشيخ صالح بن فوزان الفوزان « عضو هيئة كبار العلماء «بأن الرقية ليست لابتزاز الناس والضحك عليهم ولا يجوز التوسع فيها وإخراجها من حدها الشرعي.
وبيّن الفوزان بأن الرقية مشروعة وكانت موجودة حتى في الجاهلية ولكن كانت رقى الجاهلية، يدخلها الشرك وعادات الجاهلية فالنبي صلى الله عليه وسلم أقر منها ما ليس فيه شرك، موضحاً أن للرقية النافعة عددا من الشروط أبرزها أن تكون الرقية من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن الأدعية المشروعة أو الأدعية الموافقة للمشروع فلا يكن فيها أدعية شركية أو بدعية وهذا إنما يعرفه أهل العلم ولا يسأل المسلم كل من هب ودب من المنحرفين والجهال والمضللين وأن يكون الراقي من أهل التوحيد والعقيدة الصحيحة فلا يذهب طالب الرقية إلى المشعوذين والدجالين والى السحرة يطلب عندهم الرقية حتى لو كان الناس يذكرون هؤلاء ويدلون عليهم.
ونبه إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذّر من إتيان الكهان والعرّافين فقال عليه الصلاة والسلام: من أتى كاهناً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً وفي حديث آخر من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ومثل هؤلاء السحرة والدجالين والمشعوذين والكهّان لا يعرفون الحق من الباطل فهم يريدون الكسب والمال، فليحذر المسلم طالب الرقية من هؤلاء فلا يدفعك حرصك على الشفاء والخلاص من المرض إلى الوقوع في الشرك والكفر على يد هؤلاء الدجالين والسحرة والمشعوذين الذين يأمرون بالدعاء لغير الله والذبح لغير الله وهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
وحذّر الفوزان من التوسع في أمر الرقية وإخراجها من حدها الشرعي، وقال: إن الناس في هذا الزمان توسعوا في هذا الأمر واتخذوا من الرقية حرفة وتجارة ومواعيد وأماكن للعلاج وهذا من العبث ويخشى منه الضياع فمثل هؤلاء قد لا يبالون بالحلال والحرام ولا يبالون إذا كانت الرقية شرعية أم شركية وهمهم الكسب المادي والدراهم.. علما بأن التوسع في أمر الرقية لم يكن معروفاً عند السلف فلم يتفرغوا للرقية ولم يخصصوا لها أماكن ولا موظفين، مشيراً إلى أن الرقية عبادة ودعاء ولابد أن يتقيد فيها بما شرع ولا يجوز التوسع فيها.
.. أو التجارة


من جهته يرى فضيلة الدكتور عبدالله الجبرين بأنه لابد أن يكون الراقي من أهل الإيمان والتقوى والصلاح في العقيدة وفي العمل، مشيراً إلى أن المرقي لابد أن يكون من الصالحين المُصلحين المُحافظين على العبادة، التاركين للمُحرمات، مؤكداً أن الرقية عبادة ولا يجوز اتخاذها للتجارة أو استغلال احتياج الناس.
ورفض الشيخ الممارسات الصادرة من البعض مشيراً إلى أن الرُّقية هي أن يقرأ آية أو دُعاءً، ثم ينفث على المريض بعد كل آية أو بعد كل دعوة، ويمسح عليه إثر ذلك، وإذا كان المريض امرأة أمرها أن تمسح على مكان الرقية، أو يحضر معها محرمها، ويمسح مكان الرُّقية.
إصدار اللوائح
من الناحية الطبية يرى الدكتور خالد بن حمد الجابر «استشاري طب الأسرة بالحرس الوطني» أنه يستحسن على الإنسان أن يرقي نفسه، موضحاً أن طلب الرقية من الغير يضعف التوكل.
وأكد على أن الرقية من الأدوية الشرعية، التي مدارها على قوة الروح، لكن لا مانع من الاسترقاء عند الرقاة الصالحين الموثوقين، خاصة لمن لا يحسن الرقية، مؤكداً على ضرورة أن يختار الإنسان الراقي الصالح المتدين، وليحذر أشد الحذر من المشعوذين والسحرة أو من الرقاة الذين يمارسون الرقية بطريقة غير صحيحة.
ودعا إلى تنظيم العلاج بالرقية وإصدار اللوائح والأنظمة المقننة له، مشيراً إلى أن الدعوة إلى إغلاق أماكن وعيادات الرقية ليس حلاً كما أنه أمر غير ممكن إطلاقاً ولا منصف.
ونبه إلى أن ما يجري حالياً فيما يسمى عيادات الرقية لا يفيد المرضى كثيراً، لأن فيه خروجاً عن مقصود الرقية وهو التعلق بالله إلى التعلق بأشخاص القراء الذين يقرؤونها وإلى التعلق بالزيت والماء، بل ربما كان المريض يراجع عيادات القراء سنين عدداً ولم يحصل أن قرأ على نفسه من القرآن شيئاً!. مؤكداً أن المفترض بالرقاة أن يعلموا الناس كيف يرقون على أنفسهم، ويحفظونهم الآيات والأذكار، بحيث يطبقها المريض بنفسه ويراجع الراقي بين وقت وآخر. أما هذا البيع العلني لآيات الله في الماء أو الزيت فليس من مقصود الرقية في قليل أو كثير.



المصدر صحيفة عكاظ الخميس 10 شعبان 1428هـ الموافق 23 اغسطس 2007م العدد 14971

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة