عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-02-2016, 08:19 PM   #1
معلومات العضو
عبد الغني رضا

I11 شــروط الانتفـاع بالقــرآن

شــروط الانتفـاع بالقــرآن
[html][/html]
إذا أردتَ الانتفاعَ بالقــرآنِ فاجمعْ قلبكَ عند تلاوتــهِ وسماعــهِ ، وألقِ سمعَــكَ ، واحضُر حضــورَ من يخاطِبُه به من تكلَّمَ به سبحانه منه إليـــه
فإنه خطابٌ منه لك على لسانِ رسولِهِ، قال الله تعالى: ** إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ** [ق:37]

وذلك أنَّ تمامَ التأثيرِ لمّا كان موقوفاً على مُؤثِّرٍ مُقتضٍ، ومَحَلٍّ قابلٍ، وشرطٍ لحصولِ الأثرِ، وانتفاء المانعِ الذي يمنعُ منه
تضمَّنتِ الآيةُ بيان ذلك كلِّهِ بأوجزِ لفظٍ وأبينهِ وأدلِّهِ على المرادِ:

فقولــه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْـــــرَى** إشــارةٌ إلى ما تقـــــدّمَ من أولِ الســـورةِ إلى ههنا، وهـذا هـو المؤثــــر.
وقولـه: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ** فهذا هو المحلُّ القابلُ، والمرادُ به: القلب الحي الذي يعقلُ عن الله

كما قال تعالى: ** إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ . لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا ** أي: حيُّ القلب.

وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ** أي: وجَّه سمعَه، وأصغى حاسةَ سمعِهِ إلى ما يقالُ له، وهذا شرطُ التأثُّر بالكلام.
وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ** أي: شاهدُ القلبِ حاضرٌ غيرُ غائب.

قال ابن قتيبة: استمَعَ كتابَ اللهِ وهو شاهدُ القلبِ والفهم، ليسَ بغافلٍ ولا ساهٍ.
وهو إشارةٌ إلى المانعِ من حصولِ التأثيرِ، وهو سهو القلبِ وغيبتُه عن تعقُّلِ ما يُقالُ له، والنظرِ فيه وتأمُّلِه.

فإذا حصلَ المؤثِّرُ وهو: القرآن ، والمحل القابل وهو: القلب الحي ، ووجِدَ الشرطُ وهو: الإصغاء.
وانتفى المانع وهو: اشتغال القلب ، وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلي شيء آخر: حصل الأثر؛ وهو الانتفاع والتذكُّر.


من كتاب الفوائــــد لابن القيم رحمه الله
الله أعلم هكذا تنفع الرقية كذلك و أترك التعليق للشيخ حفظه الله

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة