عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2005, 07:05 AM   #10
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الإخوة الأفاضل ( الزاية القائمة ) و ( أحمد الحازمي ) حفظهما الله ورعاهما

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أحسنت أخي الحبيب ( أحمد الحازمي ) ، وبارك الله في أختنا الفاضلة ( الزاوية القائمة ) ، وكان القصد من سؤالي هو المصطلح بذاته ، وأحمد الله أن الفكرة قد اتضحت من خلال ما نقله أخونا الفاضل ( أحمد الحازمي ) حيث أنه لم يشر إلى المصطلح بذاته بل بين المفهوم المقصود ، مع أني أميل كثيراً في كتاباتي إلى التقيد بالمصطلحات الشرعية التي ذكرها علماء الأمة ففي ذلك البعد عن الوقوع في المحذور بإذن الله عز وجل 0

مع أني وقفت على بعض الحالات النادرة التي قد ينتقل فيها الأبناء عن طرق الآباء إلى بعض الحالات ، وأكثر ما تكون مثل تلك الحالات في بعض من يدعون بشيوخ الجن ، وقد عاينت بعض تلك الحالات خلال فترة ممارستي المتواضعة 0

أما ما أحييت أن أبينه لأختنا الفاضلة ( الزاوية القائمة ) بأن هناك أمور ومسائل حسية تجريبية تتعلق بالتعامل مع عالم الجن والشياطين ولا تتعارض مع الشريعة وأحكامها فهذه فيها فسحة يستطيع المعالج أن يدور فيها وفق ضوابط كنت أشرت إليها في موضع آخر ، وأنقلها للأخت الفاضلة وللإخوة القراء وتجدونها على الرابط التالي :

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=129

ولذلك تبقى الاستفادة من خبرات المعالجين في مجال الرقية الشرعية مستمرة وليس لها حدود ، وما أجمل أن ينضبط المعالج بالأصول والأحكام الشرعية المتعلقة بهذا العلم ، وأنا على يقين بأن أمثال هؤلاء سوف يقدمون لهذا العلم الكثير الكثير 0

وأقدم لأختنا الفاضلة ( الزاوية القائمة ) ما ذكرته في مقدمة كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( أعراض وطريقـة علاج صرع وإيذاء الأرواح الخبيثة ) :

( إن العلاقة بين الجن والإنس ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الأئمة 0 ولكن هذه العلاقة من نوع خاص ، فهي ليست كعلاقة الإنس بالإنس ، لأن الجن عالم مختلف تماما عن عالم الإنس 0 وبالتالي فإن هذه العلاقة محصورة في الحدود والقوانين التي رسمها الله سبحانه وتعالى وإلا خرقت السنة الكونية التي تسعى لموازنة هذا الكون 0

والجن قد يؤذون الإنس إيذاء بدنيا كدخولهم بدن المصروع بكيفية وكنه لا يعلمه إلا الله ، فيصاب الإنسان بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج وغير ذلك 0 كما أنهم يؤذون الإنس بالوسوسة ، والإغواء ، والإضلال 0 غير أنه لا يتولى هذا الإيذاء والوسوسة منهم إلا الكافرون أو الفاسقون ، وقد يحصل ذلك من بعض المسلمين نتيجة إيذاء لهم من قبل الإنس ، أما مؤمنوهم فشأنهم شأن مؤمني الإنس ، لا يفعلون إلا الخير والصلاح 0
ومن فضل الله ورحمته الواسعة أنه علم الإنسان أمور كثيرة يدافع بها عن نفسه من أضرارهم وأذاهم 0

قال الشيخ أبو بكر الجزائري – حفظه الله – تحت عنوان هل الجن يؤذون الناس : ( إن أذى الجن للإنس ثابت لا ينكر ، حيث ثبت ذلك بالدليل السمعي ، والدليل الحسي ، والعقل لا يحيله ، بل يجيزه ويقره ، ولولا المعقبات من الملائكة التي أناط الله تعالى بها حفظ الإنسان لما نجا من الجن والشياطين أحد 0
وذلك لعدم رؤية الإنسان لهم ، ولقدرتهم على الانتقال والتحول بسرعة ، ولكون أجسامهم من اللطافة بحيث لا نشعر بها ، ولا نحس ، ومن هنا كان مما لا شك فيه أن بعض الجن يؤذون بعض الناس ، إما لكون الإنسان قد تعرض لهم بالأذى فآذاهم بصب ماء حار عليهم ، أو ببوله عليهم ، أو بنزوله في بعض منازلهم وهو لا يشعر ، فينتقمون فيؤذونه 0
وإما لمجرد الظلم من بعضهم ، فيؤذون الإنسان بدون سبب كما يحدث ذلك بين الإنسان وأخيه الإنسان ، إذ أحياناً يؤذي الإنسان أخاه لسبب خاص ، وأحياناً لمجرد الظلم ، كما هو مشاهد في الناس عند فساد فطرهم ، وضعف إرادتهم ، وعقولهم ) ( عقيدة المؤمن - ص 229 ) 0

قال الأستاذ ولي بن زار شاهز الدين : ( وهناك من الآيات القرآنية والأذكار والأدعية النبوية التي يستعين بها بعض الصالحين في معالجة المصروعين الكثير والكثير 0 ولا شك أن كل حالة لها ما يناسبها من العلاج والدواء 0
وقد آثرت عدم التوسع في ذكر ذلك ، لأن مرده إلى التجربة لا لنصوص صحت في ذلك 0
وبالجملة فإن الاستعانة في علاج هذا الأمر إذا تمت بآيات القرآن أو بأسماء الله الحسنى أو بهدي خير الأنام فلا حرج في ذلك ، وأما إذا كانت بالتمائم والطلاسم غير المفهومة فهو رد على أصحابها ) ( الجن في القرآن والسنة - ص 238 ، 239 ) 0

ومن هذا المنطلق كان البحث في دقائق هذا الموضوع يعتبر ذا أهمية بالغة خاصة فيما يتعلق بتثقيف المعالِجين بالرقية الشرعية ودروبها ومسالكها وما يجوز فعله وما لا يجوز ، ونحو ذلك من أمور هامة أخرى ، ولا يعني ذلك أن ما سوف يذكر في ثنايا هذا البحث من وسائل وأساليب وممارسات ، أمور لا تقبل الزيادة أو النقصان بل على العكس من ذلك تماما ، فكل ما سوف يذكر عبارة عن خلاصة يسيرة للممارسة والخبرة النظرية والتجربة العملية التطبيقية التي ترتبت عن سنين طوال في المتابعة والبحث والتقصي العلمي الموضوعي ، والذي ما فتئت في عرض جزئياته وتفصيلاته على العلماء وأهل العلم وطلبته ، لاختيار الطريق القويم الواضح الذي لا يشوبه الشك أو الترهات أو المزايدات 0 ومجمل الممارسة بشقيها العلمي والعملي كانت تدور في رحى الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم ، وهذا الجانب والخوض أو البحث فيه يبقى بعيد المنال لصعوبة مسالكه ودقائق أحواله ، ويحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة التي لا بد من توظيفها لخدمة ومصلحة المسلمين في شتى بقاع الأرض ، ولن يضيرني من أن أقف وأقول بأن سنوات الخبرة الطويلة في هذا المجال لا تساوي قطرة في بحر من أحوال وأمور المحسوس من علاقة هذا العالم الغيبي بحياة الإنسان 0

ومن هنا يتضح أن الأمر المتعلق بهذا الجانب يتبع الممارسة والخبرة العملية ، وقد تختلف الأساليب من معالج لآخر بناء على معطيات كل منهما ، والذي لا بد من إدراكه وتصوره أن كافة الطرق والأساليب لا بد أن تخضع لشرطين أساسيين :

1)- الضوابط الشرعية :

فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتعدى تلك الممارسات الضوابط الشرعية في أي جزئية من جزئياتها ، وما دون ذلك من أمور خاضعة للتجربة والقياس فلا حرج في الاستعانة والأخذ بها كأسباب حسية مباحة في العلاج والاستشفاء بعد العودة للعلماء والاسترشاد بآرائهم وفتاواهم ، وهذا بطبيعة الحال لن يتأتى إلا لصاحب العلم الشرعي كما تم الإشارة سابقا 0

2)- الضوابط الطبية :

إن سلامة المرضى ، وحرص المعالِج على تلك الناحية أمر في غاية الأهمية ، لما قد يترتب على ذلك الأمر من مضاعفات تسيء للمعالِج والمعالَج والرقية الشرعية بشكل عام ، ومهمة المعالِج تحتم عليه أن يضع نصب عينية أثناء تأديته لعمله أهمية الالتزام بسلامة الناحية الطبية للمرضى ووضعها في مكانها الطبيعي الذي يجب أن تكون عليه ، كما سوف يتضح أهمية هذا الجانب من خلال هذا الفصل وفصول أخرى ، هذا وسوف يعرج على هذا الموضوع مفصلا في هذه السلسلة تحت عنوان ( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقى ) 0

ومن خلال مشاهداتي وبحثي الطويل في قضايا الرقية الشرعية وما يتعلق بها من أساليب وممارسات ووسائل متبعة في طريقة العلاج ونحوه ، رأيت أن أقدم خبرتي المتواضعة في هذا المجال ، مع الإشارة لأمر هام وهو حصول بعض الأخطاء خلال سنوات الممارسة العملية ، وبفضل الله سبحانه وتعالى أولا ثم بفضل العلماء وطلبة العلم والناصحين الخيرين فقد تم تصحيح المسيرة وتوجيهها الوجهة الصحيحة ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا للحق متبعين ، ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منيبين ومقتدين 0

وتكمن أهمية هذا البحث في تقديم خلاصة ذلك العمل ، الذي سوف يكون منطلقا للإخوة الأحبة ممن أراد أن يسلك مسلك الرقية الشرعية وينتهج طريقها ، ولربما أضافوا لذلك من خبراتهم العلمية والعملية في هذا المجال ، وكل ذلك لا بد أن يتأتى بإذن الله تعالى بثمار أكلها طيب ونفعها عام للإسلام والمسلمين ، وبتكاتف جهود الإخوة وتشاورهم وتناصحهم لا بد أن يتحقق الطموح ، ونصبو إلى دعاة حاربوا الظلم ونصروا إخوانهم ، باتباعهم منهجا واضحا وعقيدة راسخة ومسلكا آمنا في هذا المجال 0

يقول صاحبا كتاب " كيفية إخراج الجان من بدن الإنسان " : ( ولقد كثر الجدل والاختلاف في كيفية العلاج من المس الشيطاني ، وانتهزت طائفة من الدجالين والمشعوذين جهل عوام الناس وابتزت أموالهم وتلتهم أخرى وقعوا تحت تأثيراتهم واقتفوا بعض آثارهم وزين لهم الشيطان أنهم أمسكوا العصى من منتصفها ، فلا هم أصبحوا منهم ولا هم ساروا على الدرب 0
ومن هنا وعلى غفلة من أولئك الدجالين وهؤلاء المشعوذين علا صوت الحق – كما هو شيمته عندما يزداد لغط الباطل – وبرزت طائفة مؤمنة حملت المشعل ، وأضاءت الطريق وسارت على ما كان عليه السلف وعالجت بالقرآن دون انتظار الأجر إلا من الله عز وجل ) " كيفية إخراج الجان من جسم الإنسان - ص 6 " انتهى ) 0

وفق الله الجميع لما بحب ويرضى ، وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة