عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-11-2011, 09:51 AM   #1
معلومات العضو
الطاهرة المقدامة
إدارة عامة

افتراضي الإعلام بهدي النبي في أذكاره من الأذان حتى السلام

الإعلام بهدي النبي في أذكاره من الأذان حتى السلام

بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ للصَّلاة شأنًا عظيمًا في حياة كل مسلم؛ فهي راحة له في دنياه، ونجاة له في أخراه، وفيها من الحِكَم ما يغفُل عنه كثيرٌ منَّا وينساه، أضع بين يديك أخي القارئ رسالةً أهديها إلى كل مُرَبٍّ وطلابه، ومربية وطالباتها؛ بل إلى كل مسلم، عرضتُ فيها هديه صلى الله عليه وسلم في أذكاره من الأذان حتى السلام، وتركت شيئًا يسيرًا من الأذكار عمدًا؛ حتى لا تطول الرسالة، ويبادر المسلم لتطبيق ما في هذه الرسالة، وما أجملَ أن تقف بين يدي ربِّك تلهج له بأدعية وأذكار متنوعة، ترجو رحمته، وتخشى عذابه! وعندها تكون حاضر القلب، وتذهب تلك الغفلة التي أذهبتِ الخشوعَ في الصلاة، التي من أهمِّ أسبابها الالتزام بذِكرٍ واحد منذ سنوات وأزمنة مديدة، ولذلك لننوِّع في أذكارنا؛ حتى نخشع في صلاتنا.

وفقني الله وإياك لتطبيق سنة النبي - صلى الله عليه وسلم.
الأذكار المتنوِّعة قبل الدخول في الصلاة:
الترديد خلف المؤذن.
ثوابه: دخول الجنة؛ (رواه مسلم).

بعد ما يقول المؤذن الشهادتين، تقول: ((وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام دينًا)).
ثوابه: يُغفر لك ذنبك؛ (رواه مسلم).

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان.
ثوابها: يصلي الله عليك بها عشرًا؛ (رواه مسلم).

الذكر بعد الأذان: ((اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته)).
ثوابه: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لك يوم القيامة؛ (رواه البخاري).

الذكر بعد الوضوء: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)).
ثوابه: تفتح لك أبواب الجنة تدخل من أيها شئت؛ (رواه مسلم).

أو: ((سبحانك اللهم وبحمدك، وأشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)).
ثوابه: كانت لك كالطابع لا يكسر إلى يوم القيامة؛ (رواه النسائي).

الدعاء عند الخروج إلى المسجد: ((اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم أعطني نورًا))؛ (رواه مسلم).
وكذلك لو قال دعاء الخروج من المنزل إلى المسجد أو غيره، لكان أفضل: ((بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ (رواه أبو داود).
ثوابه: أن يقال لك: هُديتَ، وكُفيت، ووُقيت.

الدعاء عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
عند الدخول: يقدِّم رجله اليمنى، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: ((اللهم افتح لي أبواب رحمتك)).
عند الخروج: يقدم رجله اليسرى، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: ((اللهم إني أسألك من فضلك)).
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جاءت عند النسائي، وبقية الدعاء عند مسلم، وأما التسمية، فالأثرُ الوارد فيها ضعيف.

الدعاء بين الأذان والإقامة بما شاء.
ثوابه: قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه دعاء لا يرد؛ (رواه النسائي).

من الأذكار المتنوعة داخل الصلاة:
أولاً: أدعية الاستفتاح:
((سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، ولا إله غيرك))؛ (رواه أحمد وأبو داود).
وجاء عند مسلم أن عمر كان يجهر بهذا الدعاء إذا استفتح الصلاة؛ ليعلِّمه الصحابة.
((الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه))؛ (رواه مسلم).
((الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً))؛ (رواه مسلم).
((اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد))؛ (متفق عليه).
((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطرَ السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اخْتُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم))؛ (رواه مسلم)، وكان يستفتح به صلى الله عليه وسلم قيامه بالليل.

ثانيًا: أذكار الركوع:
((سبحان ربي العظيم))؛ (رواه مسلم)، أو ((سبحان ربي العظيم وبحمده))؛ (رواه أبو داود).
ومما يستحب إضافته في أذكار الركوع ما يلي:
((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي))؛ (متفق عليه).
((سُبُّوح قدوس، رب الملائكة والروح))؛ (رواه مسلم).
((اللهم لكَ ركعتُ، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي))؛ (رواه مسلم)، وكان يقوله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل.
ويسن له أن يكثر من تعظيم الله بالألفاظ السابقة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأمَّا الرُّكوع، فعظِّموا فيه الرب))؛ (رواه مسلم).

ثالثًا: أذكار الرفع من الركوع:
((سمع الله لمن حمده))؛ (متفق عليه)، وهي للإمام والمنفرد فقط.
((ربنا ولك الحمد))؛ (متفق عليه).
وهذه وردت على صيغ متنوعة يستحب للمصلي التنويع فيها:
1- الجمع بين (اللهم) و(الواو): ((اللهم ربنا ولك الحمد))؛ (رواه البخاري).
2- حذف (الواو) فقط: ((اللهم ربنا لك الحمد))؛ (متفق عليه).
3- حذف (اللهم) فقط: ((ربنا ولك الحمد))؛ (متفق عليه).
4- حذف (اللهم) و(الواو): ((ربنا لك الحمد))؛ (رواه البخاري).

ومن الأدعية التي يستحب إضافتها بعد الرفع من الركوع:
((ربنا لك الحمد، ملء السموات والأرض، وملء ما شئتَ من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ))؛ (رواه مسلم).
((الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه))؛ (رواه البخاري).
((اللهم طهِّرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ))؛ (رواه مسلم).

رابعًا: أذكار السجود:
((سبحان ربي الأعلى))؛ (رواه مسلم)، أو ((سبحان ربي الأعلى وبحمده))؛ (رواه أبو داود).

ومما يستحب إضافته في أذكار السجود:
((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي))؛ (متفق عليه).
((سُبُّوحٌ قدوس، رب الملائكة والروح))؛ (رواه مسلم).
((اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه، دِقَّه وجِلَّه، وأوَّله وآخره، وعلانيته وسرَّه))؛ (رواه مسلم).
((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك))؛ (رواه مسلم).
((اللهم لك سجدتُ، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خَلَقَه وصوَّره، وشقَّ سمعَه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين))؛ (رواه مسلم)، وكان يقوله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل.
ويسن له أن يكثر من الدعاء في هذا الموطن؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((وأما السجود، فأكثِروا فيه من الدعاء، فَقَمِنٌ أن يستجاب لكم))؛ (رواه مسلم)؛ أي: حريٌّ أن يستجاب لكم.

خامسًا: يقول بين السجدتين: ((رب اغفر لي))؛ (رواه أحمد وأبو داود).

سادسًا: صيغ التشهد:
((التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله))؛ (متفق عليه).
((التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي...))، ثم يكمل كما سبق؛ (رواه مسلم).
((التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي...))، ثم يكمل كما سبق؛ (رواه مسلم).
ويستحب أن ينوع بين الصيغ السابقة.

سابعًا: صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
((اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم باركْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))؛ (رواه البخاري).
((اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد))؛ (رواه مسلم).
((اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذرِّيته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))؛ (متفق عليه).

ثامنًا: مما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم قبل السلام:
((اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرِّ المسيح الدجال))؛ (متفق عليه).
((اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم))؛ (متفق عليه).
((اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار))؛ (رواه أبو داود).
((اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوبَ إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم))؛ (متفق عليه).
((اللهم أعنِّي على ذِكرك، وشكرك، وحسن عبادتك))؛ (رواه أبو داود).
((اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أردَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر))؛ (رواه البخاري)
- ((اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا))؛ (رواه أحمد).
فيستحب أن ينوع بينها، وله أن يدعو بما شاء؛ كما جاء في الصحيحين.

تاسعًا: من صيغ السلام:

((السلام عليكم ورحمة الله)) يمينًا وشمالاً؛ (رواه أحمد وأبو داود والنسائي).
عن يمينه: ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته))، وعن شماله: ((السلام عليكم ورحمة الله))؛ (رواه أبو داود).

وأخيرًا: أخي المسلم، أختي المسلمة، هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكُر ربَّه، ويدْعوه في صلاته،
فكم نصيبك مما مضى من الأذكار والأدعية؟

وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ/ عبدالله بن حمود الفريح

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة