عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-07-2009, 01:16 AM   #2
معلومات العضو
الطامعة في عفو الله
إشراقة إبداع

افتراضي

اعلموا أخواني في الله أن العمر الحقيقي للإنسان لا يقاس بسنواته التي قضاها من يوم ولادته إلى يوم وفاته وإنما العمر الحقيقي للإنسان يقاس بقدر ما قدم الإنسان في سنوات عمره من عظائم الأمور الصالحات الطيبات .

هذا هو عمرك الحقيقي يقاس بعمل الخيرات وبالطاعات .
فكم من عمر طالت آماده وقلت خيراته !!
وكم عمر قلَّت آماده وكثرت خيراته !!

انظر إلى نبى الله نوح
قضى ألف سنة إلا خمسين عاما فى الدعوة إلى الله وقدر الله جل وعلا ألا يؤمن معه
إلا قليل .


وانظر إلى عمر المصطفى محمد
كم عاش وكم عدد سنوات دعوته ؟ تزيد عن العشرين قليلاً جداً ومع ذلك قدر الله له في هذا العمر القليل أن يقيم للإسلام دولة من فتات متناثر فإذا هي بناء شامخ لا يطاوله بناء استطاع أن يرد الناس في صحراء تموج بالكفر موجا إلى الله العلي الأعلى جل وعلا .

وهذا هو صديق الأمة الأكبر
في مدة ولايته التي لا تزيد على سنتين ونصف حَوَّلَ المحن التي أصابت الأمة إلى منح .
في سنتين ونصف قضى على فتنة الردة !!
في سنتين ونصف أنقذ بعث أسامة !!
في سنتين ونصف جمع القرآن الكريم وَرَدَّ الأمة إلى منهج النبي الكريم !!

وهذا فاروق الأمة عمر
فى عشر سنوات وستة أشهر هذه الفترة القليلة التى لا تساوى أى شئ في حساب الزمن يقدم عمر لدنيا الناس كافة قدوة لا تبلى بل ولن تبلى إنها قدوة تتمثل في حاكم بركت الدنيا كلها على عتبة داره وهى مثقلة بالغنائم والأموال والكنوز والطيبات فقام عمر ليسرحها سراحاً جميلاً .
إنه عمر الذي أرهب الملوك والحكام وتحت قدميه جاءت مفاتيح أعظم الإمبراطوريات ، إمبراطورية فارس ، وإمبراطورية الروم ، وانتصر الإسلام فى عهد عمر شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ورفرفت راية الإسلام على فرنسا وعلى روسيا في عشر سنوات وستة أشهر إنها بركة الأعمار إنها الأعمار الطويلة المزكاة المباركة من الله

وهذا معاذ بن جبل
شاب من شباب الأمة معاذ بن جبل شاب أسلم في الثامنة عشر من عمره وتوفى في الثالثة والثلاثين من عمره .
في هذه السنوات القليلة في عشر سنوات أو يزيد قليلا استطاع معاذ أن يسطر على جبين الزمان وعلى صفحات التاريخ والأيام هذا المجد وهذه العظمة وهذا
الخلود حتى قال له المصطفى يوما : ((يامعاذ والله إنى لأحبك))

وهذا هو عمر بن عبد العزيز
شاب فى ريعان الشباب فى ولاية استمرت سنتين ونصف استطاع أن يضع يده على الداء الذى استشرى فى أمة الحبيب محمد ونجح فى أن يستل جرثومته بيد بيضاء نقية وأن يعيد البشرية عوداً حميداً وكأنها تعيش فى زمن الوحى حتى خرج المنادى يقول من كان عليه دين فسداد دينه من بيت مال المسلمين.
وهذا الشبل من ذاك الأسد سدَّ عمر بن عبد العزيز الديون وبقيت البركة باركة فى بيت المال فخرج المنادى يقول من أراد من شباب المسلمين أن يتزوج فزواجه من بيت مال المسلمين فزوج الشباب وبقيت البركة باركة فى بيت المال .
فخرج المنادى للمرة الثالثة وهى أعجب ليقول أيها الناس من أراد حج بيت الله وهو لا يستطيع فحج بيت الله على نفقة بيت مال المسلمين وخرج من أراد الحج وبقيت البركة باركة فى بيت المال .
فى مائة سنة فعل هذا ؟! فى ألف سنة ؟! لا والله فى سنتين ونصف . ألم أقل لكم بأن العمر يطول بجلائل الأعمال وعظائم البطولات .


(( فيأيها المسلم أطل عمرك بعمل الخيرات وعمل الطاعات ، كما قال المصطفى فى الحديث الذى رواه أحمد وغيره وهو حديث صحيح ))
((اغتنم خمساً قبل خمس ، حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك ))

اغتنم هذه الغنائم ولا تضيع عمرك ولا تضيع ساعات وقتك فإن العمر يولى وغدا سترى نفسك بين يدى الله .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة