عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2004, 06:38 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أشكرك أخية ( أم محمد ) على طرحك لهذا السؤال ، كما أتوجه إليك من قلبي أيتها المرأة الصابرة – نحسبك كذلك والله حسيبك - ، يا من ضحت بوقتها وسعادتها من أجل إخوانها المسلمين ، فالحياة الدنيا بكل زخرفها لا تساوي مع الآخرة شيء ، مع الجنة ونعيمها وما أعد الله سبحانه وتعالى فيها لعباده الصالحين ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهلها إنه سميع مجيب الدعاء 0
ومن هذا المنتدى الطيب ( منتدى الكلمة الطيبة ) أتقدم بالنصح والتوجيه لزوجة المعالِج ، تلك المرأة الصابرة التي تعتبر الواجهة الخفية التي يجب أن تكون مرآة لزوجها بحيث تقدم للأخريات نموذجا في الالتزام والخلق والسمت الحسن ، وكثير من النساء قد ينظرن إليها نظرة أخرى تختلف عمن سواها ، ويعتبرنها بمثابة القدوة في السلوك والتصرف ، وهذا بطبيعة الحال يوجب عليها الالتزام بالأخلاق الإسلامية الفاضلة من خلال التعامل مع الأخريات ولا بد لها من التحلي بالوقار والصبر والحلم والأناة والبشاشة والأخوة في الله وكثير من الخصال الأخرى التي يجب توفرها لها ، وأستعرض بعض تلك الأمور الهامة مختصرة على النحو التالي :

1)- الصبر والتحمل :

أ )- الصبر والتحمل على إيذاء الأرواح الخبيثة : قد تتعرض زوجة المعالِج لبعض المضايقات في نفسها ومالها وأهلها نتيجة تصدر زوجها لهذا العمل الجليل والخطير ، ومن هنا كان عليها تحمل تبعات هذا الأمر وعلى قدر طاقتها وقدرتها ، ولا بد للمعالِج من مراعاة هذه الناحية والاهتمام بها ومعرفة أن للزوجة حد من القدرة والتحمل ، فإن زاد الأمر عن حده وتعرضت الزوجة لما لا تطيق ، عند ذلك لا بد من مراجعة النفس واستشارة العلماء الأجلاء والتدقيق في القاعدة الفقهية ( المصالح والمفاسد ) واستخارة الله سبحانه وتعالى ، واتخاذ قرار حاسم في هذه المسألة بحيث لا يعرض المعالِج أهل بيته لما لا يطيقون وما لا يستطيعون 0

ب)- الصبر والتحمل على تصرفات المرضى : تتعرض الزوجة وفي كثير من الأحيان لضغط نفسي شديد من قبل البعض أو من قبل عوام المرضى الذين لا يدركون ولا يفقهون كثيراً من السنن المتعلقة بآداب الزيارة وطريقتها وأوقاتها ، وقد يعذرون أحيانا بسبب صعوبة الحالة التي تشتكي من المعاناة والألم ، ومن هنا كان لا بد من تدخل الزوجة وإظهار دورها في تثقيف وتعليم النسوة بعض أمور دينهن ببشاشة وسعة صدر واستخدام الأساليب الدعوية المتاحة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعليها أن تصبر على الإيذاء الذي قد تتعرض له من قبل البعض بسبب صعوبة الوضع والحالة ، وهنا يتجلى دور المعالِج في تعليم زوجه كافة الأمور المتعلقة بهذا الجانب وتثقيفها بالثقافة الشرعية التي تنعكس على وضعها وتصرفاتها والتي تؤثر تأثيرا جذريا في الأخريات فيتعلمن منها ويقتدين بسمتها وتصرفها 0

2)- الرفق واللين في التعامل مع المرضى : ومن الأمور الهامة التي لا بد أن تنعكس على تصرفات الزوجة التحلي بالرفق واللين في التعامل مع المريضات دون التضجر أو التسخط أو إلقاء كلمات لا تليق بهـا أو بمكانتها ، وفعل ذلك قد يؤدي إلى نفور المرضى منها ، والدعاء عليها وقد تصيبها دعوة مكروب عند من لا يغفل ولا ينام 0

3 )- القدوة الحسنة : ولا بد لها أن تكون قدوة في السلوك والتصرف وتتحلى كذلك بالاتزان الذي يجمل ذلك كله ويعطيها رونقا وسمتا حسنا ، فتتصرف وفق ما تمليه الأحكام الشرعية في الأمور الكثيرة كإكرام الضيف والاستقبال الحسن ومراعاة مشاعر الأخريات وتذكيرهن بالصبر والاحتساب وزرع الثقة في نفوسهن وتركيز وترسيخ العقيدة الصحيحة لديهن ، وكذلك غرس الثقة بالله ورحمته بعباده المؤمنين 0

4 )- المساعدة : ومن الأمور التي لا بد أن تسعى جاهدة إليها المساعدة المادية والمعنوية وهذه الأمور تترك انطباعا لدى المرضى له وقع وتأثير عظيمين ، وتحاول قدر طاقتها أن تقدم كل ما تستطيع تجاههن وتحتسب أجر ذلك عند الله سبحانه وتعالى دون أن يكون القصد من ذلك أي عرض من أعراض الدنيا الفانية 0

مع الأخذ بعين الاعتبار أن تحرص الزوجة على متابعة زوجها فيما يتعلق بالمسائل الشرعية هذا إذا كانت طالبة علم ، أو لديها خلفية ومعلومات شرعية حول مسائل الرقية الشرعية ، وعليها أن تقدم له النصح بالأسلوب الطيب ، وتطلب منه أن يكون على صلة بالعلماء وطلبة العلم والدعاة فيما يتعلق بالمسائل المشكلة 0

هذا ما تيسر لي أخية ( أم محمد ) تحت هذه العجالة ، وحاولي قدر المستطاع مساعدة زوجك واحتسبي الأجر عند الله سبحانه وتعالى ، وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رَضِي اللَّهم عَنْهمَا - أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ( متفق عليه ) 0
وأتقدم للشكر لأخي الحبيب ( أسد الله ) الذي نقل هذا السؤال عبر منتدانا الطيب ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها إنه سميع مجيب الدعاء 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة