ثمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
يقول العلامة ابن سعدي رحمه الله نعالى:
ولهذا لما كانت هذه الأمة أكمل الأمم عقولا، وأحسنَهم أفكارا، وأرقَّهم قلوبا، وأزكاهم أنفسا، اصطفاهم الله تعالى، واصطفى لهم دين الإسلام، وأورثهم الكتاب المهيمن على سائر الكتب، ولهذا قال: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) وهم هذه الأمة.
(فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) بالمعاصي التي هي دون الكفر.
(وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ) مقتصر على ما يجب عليه، تارك للمحرم.
(وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) أي: سارع فيها واجتهد، فسبق غيره، وهو المؤدي للفرائض، المكثر من النوافل، التارك للمحرم والمكروه.
فكلهم اصطفاه الله تعالى، لوراثة هذا الكتاب، وإن تفاوتت مراتبهم، وتميزت أحوالهم، فلكل منهم قسط من وراثته، حتى الظالم لنفسه، فإن ما معه من أصل الإيمان، وعلوم الإيمان، وأعمال الإيمان، من وراثة الكتاب.
لأن المراد بوراثة الكتاب، وراثة علمه وعمله، ودراسة ألفاظه، واستخراج معانيه.
...........
ثم ذكر جزاء الذين أورثهم كتابه فقال: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا).
التفسير 810 (اللويحق).