عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-08-2006, 11:27 AM   #1
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

Thumbs up ( && الصرع ... أسبابه وأنواع النوبات الصرعية [ 1 ] && ) !!!

الصرع هو أحد أمراض الجهاز العصبي يتم تشخيصه عادة بعد حدوث نوبتين على الأقل، ولا تتعلق أسبابهما بحالة طبية معروفة كانسحاب الكحول من الجسم أو انخفاض في سكر الدم، على سبيل المثال. ويمكن ان يعزى الصرع الى تلف دماغي او عوامل وراثية، غير أن السبب الحقيقي يبقى مبهماً في غالب الأحيان.

ولا تشير كلمة “صرع” إلى سبب النوبة أو نوعها وشدتها، وتسبب النوبة ارتفاعا مفاجئا في النشاط الكهربائي الدماغي، الأمر الذي يؤثر عادة في أحاسيس الشخص المعني وسلوكه خلال فترة زمنية محددة.

ولا تعتبر النوبة بحد ذاتها مرضا، بل هي أحد أعراض العديد من الاضطرابات التي تصيب الدماغ، حتى العديد من هذه النوبات يمكن ان يحدث من دون أن يشعر بها المرء، في حين أن بعضها يمكن ان يشل حركة الجسم كليا، ولذلك فإن كلمة “صرع” لا تعكس سبب او شدة النوبة على الاطلاق.



وللنوبة ثلاث مراحل هي المرحلة الأولى المرحلة الوسطى والمرحلة النهائية، وتأتي النوبة في المرحلة الأولى على شكل تحذير او شعور بالتكهرب البسيط، ولكن في بعض الأحيان يشعر المرء ببداية النوبة وبالتالي لن يكون هناك أي تحذير على الاطلاق، وأحيانا لا تظهر أي أعراض بعد التحذير، وهي حالة يسميها الأطباء نوبة جزئية بسيطة.

وقد تأخذ النوبة في المرحلة الوسطى أنماطا مختلفة ومتعددة، وبالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالتحذير قد يستمر لديهم الشعور الكهربائي البسيط، أو ربما تنتابهم نوبة جزئية معقدة، أو قد يمرون باضطراب عنيف.

أما نهاية النوبة فتكون مرحلة انتقالية باتجاه الحالة الطبيعية وتسمى (مرحلة ما بعد النوبة) وهي تمثل مرحلة النقاهة بالنسبة للدماغ، ويمكن ان تدوم لبضع ثوانٍ او لبضع دقائق او حتى لبضع ساعات تبعاً لعوامل عديدة قد تؤثر في جزء او عدة أجزاء من الدماغ بحسب وظيفة تلك الاجزاء، وتخضع مدة النوبة أيضا لتأثير الدواء المضاد للصرع الذي يتعاطاه المريض.

وإن كانت النوبة من النوع الجزئي المعقد او تمثلت في تشنج شديد، فقد يستعد المريض خلال فترة “ما بعد النوبة” تدريجياً، فيكون أثناء ذلك أشبه بالمريض المخدر بعد عملية جراحية.

ويمكن للصرع ان يصيب أي شخص وفي أي مرحلة من مراحل العمر، وتتراوح نسبة الناس الذين قد يصابون بالصرع خلال حياتهم بين 5,0% وحتى 2%. وهناك عوامل تجعل بعض هؤلاء اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالمرض. فعلى سبيل المثال، تمت معالجة 7,2 مليون امريكي من الصرع، خلال السنوات الخمس الماضية، وهؤلاء يشكلون نسبة 8 - 9 بألف من اجمالي السكان، أي أن بين كل 60 ألف شخص، يوجد 500 حالة صرع، والرجال أكثر عرضة للاصابة بهذا المرض من النساء.

وتنتشر حالات جديدة من الصرع بين الاطفال وخصوصا خلال السنة الأولى من الحياة. وتأخذ نسبة هذه الحالات بالانحسار حتى سن العاشرة لتأخذ بعد ذلك منحى ثابتا، وتعود للصعود بعد سن الخامسة والخمسين او الستين، حيث يصبح الانسان معرضا للنوبات القلبية والأورام الدماغية او لمرض الزهايمر، باعتبار أن هذه الأمراض يمكن ان تساهم في الاصابة بنوبات الصرع.



أسباب الصرع

يتمتع الدماغ بتوازن دقيق بين العوامل التي تثير النشاط الكهربائي داخله والعوامل التي تضبط من هذا النشاط، فضلا عن الأنظمة التي تحد من انتشاره، وخلال النوبة تنهار تلك الحدود ويمكن حدوث تفريغ غير طبيعي للشحنات الكهربائية التي يمكن ان تطال جميع الخلايا المجاورة في آن واحد. وانتشار هذا التفريغ يؤدي الى تشكيل ما يشبه “عاصفة” من النشاط الكهربائي في الدماغ، او ما يسمى “النوبة” وعندما يتعرض المرء لنوبتين على الأقل من هذا النوع عندما يمكن الوق أنه مصاب بالصرع، ولكن كيف يبدأ الصرع؟

الأسباب التي تكمن وراء بداية الصرع تختلف من شخص لآخر بحسب العمر، في الوقت الذي لا يزال سبب الصرع لدى نصف المرضى مجهولا. ويحدث ان يولد الاطفال بخلل في بنية الدماغ، او قد يتعرضون لرض في الرأس او التهاب في الدماغ يؤديان للاصابة بالصرع.

ويبدو أن الاصابة الشديدة في الرأس هي من اكثر الاسباب شوعا لدى البالغين اليافعين، بينما في خريف العمر غالباً من النوبات القلبية التي تعد السبب الأكثر انتشاراً لدى من تجاوزوا الخامسة والستين، ثم يأتي مرض الزهايمر في المرتبة التالية.



دور الوراثة



من الواضح أن الوراثة تلعب دوراً مهماً في حالات عديدة من الصرع لدى اليافعين، ولكنها قد تكون أيضا عاملا للاصابة في كافة المراحل العمرية، وليس كل من تعرض لاصابة شديدة في الرأس (وهي سبب وجيه للنوبات) سيصاب بالضرورة بالصرع. وتبين من خلال الدراسات ان التاريخ الطبي لعائلة المصابين بالصرع، حافل بنوبات الصرع، الأمر الذي يشير في طياته الى دور الوراثة في هذا المرض.

ويدعى الصرع الذي تبدأ نوباته في جانبي الدماغ في ذات الوقت، بالصرع العام الرئيسي، ويرجح ان تلعب الوراثة دوراً كبيراً فيه مقارنة بالصرع الجزئي الذي تنبثق نوباته من منطقة محددة من الدماغ.

وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: هل أخوة وأخوات المصابين بالصرع أكثر عرضة للاصابة به؟ الواقع ان احتمال إصابة هؤلاء أعلى ليس عن طريق العدوى طبعا (فهذا غير ممكن) ولكن بسبب الاستعداد الوراثي التي ترفع نسبة احتمال حدوث النوبات، وعلى الرغم من هذا فإن غالبية أقارب المصابين بالصرع، لا يعانون من أي نوبات، وتتراوح نسبة اصابة اطفال آخرين من العائلة ما بين 4% - 10% وذلك حسب نوع الصرع وعدد أفراد الأسرة المصابين.

وهناك نسبة 2% من البشر يصابون بالصرع خلال فترة ما من حياتهم، وتكون النسبة أعلى بقليل من أطفال يعاني والدهم منه. وان كانت الوالدة مصابة والوالد ليس مصابا تبقى النسبة اقل من 5% وان كان كلا الوالدين مصابا فترتفع النسبة قليلا.

وعلى أي حال لا يجب ان يكون الخوف من احتمال اصابة الاطفال بالصرع رادعا للانجاب، لأن الاحتمالات اصابة الاطفال ضئيلة فضلا عن ان غالبية الاطفال يتعافون من المرض بعد النمو، ناهيك عن أن هناك العديد من الأدوية التي تحد من النوبات.

يشتكي المصابون بالصرع بشكل عام من مشاكل في الذاكرة، كما أن البعض يجد صعوبة في تذكر اسماء اشخاص عرفوهم في السابق، وآخرون ينسون المواعيد، بما في ذلك مواعيد تناول أدويتهم، ومنهم من يتذكر أشياء من الماضي البعيد ويخفق في تذكر أحداث لم يمض عليها أكثر من اسبوع، والواقع ان مصاعب الذاكرة قد يكون لها الأثر الاكبر على المصابين بالصرع، اذ يمكنها ان تعيق أداء أعمالهم وواجباتهم الدراسية والمنزلية.



التشخيص

من السهل على الطبيب تشخيص حالة الصرع لدى المريض، ويمكن أحيانا لاضطرابات أخرى ان تسبب تغيرات مفاجئة في السلوك موحية بأعراض الصرع. ويعتمد علاج المريض على التشخيص الدقيق للمرض. وإن أثبت التشخيص الاصابة الصرع فإن اختيار العلاج يعتمد على نمط (أو أنماط) النوبات، وتختلف أنماط النوبات في تجاوبها مع الأدوية الخاصة بها بل ان بعض الحالات قد تنتكس نحو الأسوأ لدى استخدام أدوية معينة.

ونادراً ما يصدف ان يرى الطبيب مريضة أثناء النوبة، لذلك تكون شهادات الاشخاص الذي شهدوا الحادثة مهمة جدا. ومهما كانت الشهادات دقيقة والمعلومات كاملة تظل بعض جوانبها عصية على التشخيص الصحيح حتى بالنسبة للخبراء، وقد عاين العديد من إخصائي الأمراض العصبية حالات محيرة جدا لدرجة أن التشخيص الأول للمرض كان خاطئا. ومن هنا، فإن المتابعة المستمر للمريض من أجل الحصول على المعلومات باستمرار هي مسألة غاية في الأهمية.



العلاج

يشكل الاسعاف الأولي للنوبة حال حدوثها جزءاً مهماً من علاج الصرع، ولكن وبنظرة ابعد من ذلك يمكننا ان نرى ان الهدف الحقيقي للعلاج من الصرع ليس إطالة الحياة أو إيقاف الألم بل تمكين المريض من مواصلة حياته وممارسة شؤونه اليومية بشكل طبيعي.

ويتلخص شعار علاج الصرع في “لا للنوبات ولا للآثار الجانبية” بيد أنه ليس بالضروري أن يكون جميع مرضى الصرع قادرون على تحقيق هذا الهدف في الوقت الحالي، ولكن مع تقدم الابحاث يزداد الأمل عاما بعد عام في التوصل الى علاج ناجع يتيح لجميع المرضى ممارسة حياتهم من دون أي مشاكل.

فبعض المرضى ينجحون من خلال تناول حبة مرة أو مرتين يوميا من دواء الصرع لبضع سنوات فتتوقف النوبات من دون أي آثار جانبية، في حين أن البعض الآخر يتناول العديد من تلك الحبوب ولسنوات، لينتهي الأمر بزيادة عدد النوبات والاصابة بآثار جانبية عديدة، فالأدوية قد تفعل فعلها، وأحيانا لا تنفع، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الحالة اللجوء الى مساعدة فريق صحي متخصص لتحديد أكثر السبل العلاجية فعالية وتقديم المساعدة لهم كي يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي وبأقل عدد ممكن من النوبات.



التعايش مع الصرع

يتلخص أحد أهم الاسئلة التي تشغل بال البالغين المصابين في معرفة ما اذا كان عليهم أن يحدوا من نشاطاتهم اليومية والى أي مدى، خوفا من تعرضهم لنوبة أثناء مزاولة هذه الانشطة، ومن الاهمية بمكان ان يتم تحقيق توازن بين عوامل الأمان ونوعية الاعمال وانجاز الواجبات المنزلية والتمتع بالهوايات، ويمكن تحقيق هذا التوازن بالفطرة. فبالنسبة للمرضى الذين نادرا ما يصابون بنوبات، او الذين يعانون من نوبات يمكن السيطرة عليه، بإمكانهم ممارسة جميع نشاطاتهم اليومية دون قلق، وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من نوبات متكررة، ومترافقة مع فقدان الوعي، وتعقبها فترة ذهول، فيتوجب عليهم الحد من النشاطات التي قد تشكل ممارستها خطرا إذا ما حدثت نوبة أثناء ذلك. وبالطبع يمكن رفع هذا الخطر عندما يتحسن مستوى قدرتهم على السيطرة على النوبات.

يتبع .....

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة