عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-12-2022, 03:24 PM   #4
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي

شرح حديث ( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏ثُمَّ أَوْرَدَهُ عَنْ أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب ‏ ‏وَهُوَ الْمَسْعُودِيّ الْكُوفِيّ ‏ ‏عَنْ إِسْحَاق بْن سَعِيد ‏ ‏وَهُوَ الْمَذْكُور فِي السَّنَد الَّذِي قَبْله بِالسَّنَدِ الْمَذْكُور إِلَى اِبْن عُمَر.
‏ ‏قَوْله ( إِنَّ مِنْ وَرَطَات ) ‏ ‏بِفَتْحِ الْوَاو وَالرَّاء , وَحَكَى اِبْن مَالِك أَنَّهُ قُيِّدَ فِي الرِّوَايَة بِسُكُونِ الرَّاء وَالصَّوَابُ التَّحْرِيكُ وَهِيَ جَمْع وَرْطَة بِسُكُونِ الرَّاء وَهِيَ الْهَلَاك يُقَال وَقَعَ فُلَان فِي وَرْطَة أَيْ فِي شَيْء لَا يَنْجُو مِنْهُ , وَقَدْ فَسَّرَهَا فِي الْخَبَر بِقَوْلِهِ الَّتِي لَا مَخْرَج لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسه فِيهَا.
‏ ‏قَوْله ( سَفْك الدَّم ) ‏ ‏أَيْ إِرَاقَته وَالْمُرَاد بِهِ الْقَتْل بِأَيِّ صِفَة كَانَ , لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْأَصْل إِرَاقَة الدَّم عَبَّرَ بِهِ.
‏ ‏قَوْله ( بِغَيْرِ حِلِّهِ ) ‏ ‏فِي رِوَايَة أَبِي نُعَيْم " بِغَيْرِ حَقِّهِ " وَهُوَ مُوَافِق لِلَفْظِ الْآيَة , وَهَلْ الْمَوْقُوف عَلَى اِبْن عُمَر مُنْتَزَع مِنْ الْمَرْفُوع فَكَأَنَّ اِبْن عُمَر فَهِمَ مِنْ كَوْن الْقَاتِل لَا يَكُون فِي فُسْحَة أَنَّهُ وَرَّطَ نَفْسه فَأَهْلَكَهَا , لَكِنَّ التَّعْبِير بِقَوْلِهِ " مِنْ وَرَطَات الْأُمُور " يَقْتَضِي الْمُشَارَكَة بِخِلَافِ اللَّفْظ الْأَوَّل فَهُوَ أَشَدُّ فِي الْوَعِيد , وَزَعَمَ الْإِسْمَاعِيلِيّ أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَة الثَّانِيَة غَلَط وَلَمْ يُبَيِّن وَجْه الْغَلَط , وَأَظُنُّهُ مِنْ جِهَة اِنْفِرَاد أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب بِهَا فَقَدْ رَوَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ أَبُو النَّضْر هَاشِم بْن الْقَاسِم وَمُحَمَّد بْن كُنَاسَة وَغَيْرهمَا بِاللَّفْظِ الْأَوَّل , وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ قَتَلَ عَامِدًا بِغَيْرِ حَقٍّ " تَزَوَّدْ مِنْ الْمَاء الْبَارِد فَإِنَّك لَا تَدْخُل الْجَنَّة " وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر " زَوَال الدُّنْيَا كُلّهَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّه مِنْ قَتْل رَجُل مُسْلِم " قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن.
قُلْت : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِلَفْظِ " لَقَتْلُ الْمُؤْمِن أَعْظَمُ عِنْد اللَّه مِنْ زَوَال الدُّنْيَا " قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : ثَبَتَ النَّهْي عَنْ قَتْلِ الْبَهِيمَة بِغَيْرِ حَقّ وَالْوَعِيد فِي ذَلِكَ , فَكَيْف بِقَتْلِ الْآدَمِيّ , فَكَيْف بِالتَّقِيِّ الصَّالِح.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة