عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-06-2008, 09:19 AM   #1
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي لبنان…أرض الهرج و المرج

الحمد لله الذي ملأ الارض عدلاً
فكانت كتبه و رسله عين عدله بله رحمته و لطفه

و الصلاة و السلام على خاتم رسله محمد صلى الله عليه و سلم نبيّ الرحمة و الملحمة و هما متداخلتان بحيث لولا الرحمة لما كانت الملحمة و من تدبر ذا القول سلم المسلمون من يده و سيفه
.
أما بعد:
تعددت الفتن في ظلّ غربة الاسلام و أهله
و تنوعت الفتاوى بقدر تنوع الساسةو باتت العمائم تتنافس فيما يرضي حكّامنا و الله المستعان

و من المحزن المبكي أن ترى العامة من الناس هم من وضع البياض على عينه و الغلّ في رقبته و القيد في يده

ثم تعصف العواطف بهم تارة شرقا و تارة غربا و كأن كتاب الله تعالى أوشك أو رُفع الى السماء!!!!
نُلدغُ من الحجر مراراً و مراراً و أين الايمان من التكرار ذا اللدغ!!!!

بالامس القريب
صُنعتْ أحداث مخيم نهر الباردبغطاء أمنيّ لبنانيّو كتبنا وقتها مقولتنا التي تحمل العنوان الذي لم يحظ برضا غُثاء بني الاسلامو بنيّاته!!! كنْ عبد الله المقتول و لا تكنْ عبد الله القاتل.
و ما زلنا نكرر ان ارض لبنان ليست حتى اللحظة أرض جهادٍ
نعم رأينا صوراً للقتال و القتل .و شتّان بين القتل و الجهادو لا يستوي الظلّ و لا الحرور.
قُتل الجيش ذو أغلبية السنيةّ عند مداخل نهر البارد بوحشية
و دُمّر مخيم نهر البارد بوحشيةو سُجن الكثير من شبابنا بوحشية


ثم أطلّت علينا حرباً صُنعت خارج لبنان ففرقت بين الجار و جاره بل بين الاب و ابنه و لم يشهد تاريخ سلفنا الصالح ذا التفريق الاّ عند بزوغ فجر الاسلام
فكان لأجل الاسلام و شتّنان بين المصوّب من السماء و المصوّب من شياطن الانس و الجان

و ضاع الناس بين موالاة و معارضة
و حدثت جرائم تقشعر لذكرها قلوب الذئاب!!!
امتلأت شوارعنا بمسلحين يُرهبون الناس و يُطلقون الرصاص على بيوتٍ هي اقرب الى القبور
.
عند الظهيرة من يوم السبت في العاشر من شهر ايار
فجأة تعانق الرصاص لمدة لم تتجاوز الساعة.كنتُ خارج البيت و المعركة تحت بصري.دُمرت مكاتب لبعض الاحزاب .
و قبل الغروب أقيمت حواجز كلٌ على حزبه
كلّ في قريتهخُطف صديقي لانتمائه الى قرية تعادي قرية اخرىو هكذا بدأ شبح الحرب في شمال لبنان.اتصلتُ بالخاطفين فكان الرد مختصرا.
كنتُ وقتها ابتعد عن بيتي حيث زوجي و ماريا و عبد الرحمن
.نعم جائتني البشارة بغلام أشبه بالشمس عند الشروقو بالقمر ليلة البدران

كم
مرتْ يمين ماريا على جسده اللطيف مؤدبة و موجعة.نال منها ما لا يستحقه و نالت منا ما تستحقه و الحرب بينها و بينه لا سجال فيها و انما الغلبة لها.و شرارة عينه تُنذرها بالويل و الثبور.و ان الصبح لقريب


المهم
اتصلت زوجي فالطريق ذا مقطوع و الطريق ذا اشتعلت عند مداخله المعاركسلكتُ ابعد الطرق حتى اصل الى بيتي أحمل حليبا لماريا و خبزا بعد انقطاعه

و عندما وصلتُ عند مخيم البداوي اشتعلت النيران أمامي و أصبح الوصول الى البيت شيئا فيه نوعا من المخاطرة
علما بتّ على مشارف البيت حيث يفصلني عنه حوال 1000 متر

فتوكلت على الله و خاطرت سالكا طريقا هي اشبه بل هي من الخطوط التماس بين المتقاتلين

و خيّم الليل بظلامه و تزينت السماء بلمح النيران و برعد الرصاص

فكانت تلك الليلة من اشدّ الليالي التي مرّت عليّ إذ بيتي عند الخطوط الامامية مع كلا المتقاتلين
و اقطن في الطابق العلوي فلم يفصل بيني و بين الجبهات القتال غير الهواء النقيّ.
و بتّ مع عائلتي في الممر إذ كان آمننا نوعا ما
و عند الساعة الثالثة ليلابدأت القذائف و آر بي جي تسقط بالقرب منا

و أخذتُ أتأمل عبد الرحمن و ماريا
ربما تكون النظرة الاخيرةو هكذا حتى بزغ الفجر بهدوء.
استعطت أن افرّ بعائلتي الى جهة تعلوها الامان
و حدث الكثير خلال هذه الفترة ممّا لا يسعني ذكره لضيق الوقت

فالذي اردته من هذه المقولة هو التالي:
نبذ العصبية و الجاهلية و ليكن قتالنا في سبيل الله تعالى و هذا لم يتوفر حتى اللحظة
و ايّ قتال دون ذا هو قتال في سبيل الشيطان و النفس.
و لنمت شهداء المال
شهداء العرض.إذ بهما يتحقق مسمّى الشهيد يقينا.
و غير ذا
في احسن الاحوال بين اليقين و الشكفلما المخاطرة في اختيار خاتمة تدور بين الشكّ و اليقين!!!!!
ثمّ سقطت ورقة التوت عن ذاك المقنّع الملثّم عندما اعمل التقية بمفهومه في سنّة بيروت و قتل من قتل
.
و باتت قضية فلسطين اغنية يحدوها من أراد المكر بها

و ليعلم سنة لبنان ان سلاح حسن نصر الله لا يقدّم فيما اخره الله تعالى و لن يؤخّر فيما قدّمه الله تعالى

فمن اتقى الله حق تقاته آتاه من الغنائم ما يعدّ و يحصى تارة وما لا يعدّ و لا يحصى أوتاراً

و ليعلم حكّم لبنان أن استمرارهم مرهون بالعدل بين الرعيّة
فليس من الحكمة بمكانٍ..بل ليس من دين الله في مختلف الشرائعأن يُسجن أناساً كان بحوزتهم أسلحة فردية أبّان معارك مخيم البارد من دون جرمٍ بحقهم غير امتلاكهم سلاحاً و يُترك أناساً على مشارف بيروت من حركة امل و مناصروا ولاية الفقية و غيرهما من الاحزاب يُتركون في وضح النهار بكامل عتاد الحرب.
فاما أن يُترك الجميع أو يُسجن الجميع!!!!
فمن تلوّثت يمينه بقتل جنديّ أو مواطن فليقتصّ منه القضاء بالقتل

فليس بنطال الجنديّ و خوزته اشعارا للعدواة كما أنه ليس من اوفر لحيته هو الآخر اشعارا للعداوة
.
فالميزان ميزان الباطن لا الظاهر و قتيل اسامة نفعه قوله الشهادة تحت بريق السيف عند خاتم الرسل صلى الله عليه و سلم فكان الأولى أن تنفع قتيل حزب القوميّ السوري عندما تلفظ باشهد أن لا اله الا الله
.
فالحرب كانت لاجل الاشخاص و هي اشبه بل هي من الحروب الجاهلية الذي جاء السلام بهدمها

و الاّ لكانت اسس الحرب تتوافق مع مبادئ ديننا دين الرحمة
فلا رحمة بين المتقاتلينلا تمييز بين صغير و لا كبير..فكان للشيطان فيها الحظ الأوفر بل الحظ كله

اذاً يلزمنا الكثير من الاعداد الايمانيّ و الا فسندفع ثمنا باهظا
.
و لذا اقولها مدوية..لا يجوز لكائن من كان أن يتعدّى على كائن من كان بمجرد ارتدائه ثياب الجيش اللبناني او القوى الامنيّة
ففيهما من الشباب الطيب الشيئ الكثير و حتى لو لم يكن فيهما من ذا النوع من الشباب فلا يجوز بحال من الاحول الاعتداء عليهماو بهذا ادين و لله الحمد

دمتم في أمان الله و رعايته و توفيقه


ملاحظة: اشكر جميع الاخوة و الاخوات ممن غبتُ عنه طوال هذه الفترة فاتصل بعضهم مطمئنا و عكف البعض بين الردود سائلا

أسال الله أن يجمعكم في جنانه و أن يجعلنا ضمنا في (رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه)

أخوكم المحب: علي سليم


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة