عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-01-2017, 05:54 PM   #7
معلومات العضو
سراج منير

افتراضي

، ولهذا حذرت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من فتنته ونبهوا على نقصه ودلائل إبطاله. وأما أهل التوفيق فلا يغترون ولا يخدعون بما معه لما ذكرناه من الدلائل المكذوبة له مع ما سبق لهم من العلم بحاله، ولهذا يقول الذي يقتله ثم يحييه: ما ازددت فيك إلا بصيرة "
وقد دلت الأحاديث علي أن المسيح الدجال يدخل كل بلد إلا مكة والمدينة،
فعن أنس t قال: قال رسول الله r
** ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق **
فظهور الدجال - أخسأه الله وأخزاه - وشدة فتنته وهوله وبلاء الناس به، وبما يجري على يديه من علامات الساعة العظيمة وأشراطها الجسيمة، وقد سبق إيراد الأحاديث النبوية في شأنه والخبر عنه وبيان وصفه ونعته والتحذير منه، وكان النبي r يستعيذ في صلاته وغيرها من فتنة الدجال وشره وأمر أمته بذلك.
فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - ** أن رسول الله r كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات **
وعن زيد بن ثابت t قال: ** بينما النبي r في حائط بني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال: " من يعرف أصحاب هذه الأقبر "؟ فقال رجل أنا: قال: " متى مات هؤلاء "؟ قال: ماتوا في الإشراك، فقال: " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر "، قالوا: نعوذ بالله من النار، قال: " تعوذوا بالله من عذاب القبر "، قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن "، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: " تعوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال "، قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال **
وقد أرشد رسول الله r المؤمنين
إلى ما يعصمهم من فتنة المسيح الدجال كما جاء في حديث أبي الدرداء t أن النبي r قال:
** من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال **
مسلم
قال المناوي مبينا سبب العصمة: "
وذلك لما في قصة أهل الكهف من العجائب، فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن، أو لأن من تدبر هذه الآيات وتأمل معناها حذره فأمن منه أو هذه خصوصية أودعت في السورة "
فسورة الكهف لها شأن عظيم وفيها من العجائب والآيات الباهرات التي من تدبرها عصم من فتنة الدجال،
وقد ورد الحث على قراءتها وخاصة في يوم الجمعة، كما في حديث أبي سعيد الخدري t أن النبي r قال: ** إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ** .
فينبغي على المسلم أن يحرص على قراءة هذه السورة وحفظها وخاصة في يوم الجمعة.
1 - هل ابن صياد هو الدجال؟.
2 - الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن.
أما المسألة الأولى - وهي:
هل ابن صياد هو الدجال؟
- فقد اختلف العلماء في ذلك اختلافا شديدا، واضطربت فيه الروايات
ابن صياد:
هو رجل من يهود المدينة ،
وقيل: إنه من الأنصار ، واسمه " صاف "
، وقيل: اسمه " عبد الله "
ابن صائد كان أبوه يهودياَ فولد عبد الله أعور مختونا ، وهو الذي قيل إنه الدجال ثم أسلم ، فهو تابعي له رؤية ،
وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر كلام الذهبي السابق في الإصابة (3 / 133):
ومن ولده عمارة بن عبد الله بن صياد ، وكان من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن مالك ، روى عنه مالك وغيره ،
وقال الحافظ بن كثير في النهاية في الفتن والملاحم (1 / 173):
وقد كان ابن صياد من يهود المدينة ، ولقبه " عبد الله " ويقال " صاف " ، وقد جاء هذا وهذا ، وقد يكون أصل اسمه " صاف " ثم تسمى لما أسلم بعبد الله ، وقد كان ابنه عمارة بن عبد الله من سادات التابعين ، وروى عنه مالك وغيره ،
والآراء، وقبل الدخول في ذكر أقوال العلماء في ذلك أحب أن أشير إلى بعض الروايات الواردة في شأنه، من ذلك: رواية عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - ** أن عمر بن الخطاب t انطلق مع رسول الله r
في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله r ظهره بيده، ثم قال رسول الله r لابن صياد:
" أتشهد أني رسول الله "؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد لرسول الله r أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله r وقال: " آمنت بالله وبرسله "، ثم قال له رسول الله r " ماذا ترى "؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال له رسول الله r " خلط عليك الأمر "، ثم قال له رسول الله r " إني خبأت لك خبيئا " فقال ابن صياد: هو الدخ ( فقال له رسول الله r " اخسأ فلن تعدو قدرك ".
فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول الله أن أضرب عنقه، فقال له رسول الله r "
إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله **
(مسلم
وقال سالم بن عبد الله: سمعت عبد الله بن عمر يقول:
** انطلق بعد ذلك رسول الله r وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله r النخل طفق يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد، فرآه رسول الله r وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة فرأت أم ابن صياد رسول الله r وهو يتقي بجذوع، فقالت لابن صياد: يا صاف
(وهو اسم ابن صياد) هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال رسول الله r "
لو تركته بين "
وعن أبي سعيد الخدري t قال: ** لقيه رسول الله r وأبو بكر وعمر - يعني ابن صياد - في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله r
" أتشهد أني رسول الله "؟ فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله r " آمنت بالله وملائكته وكتبه، ما ترى "؟ قال: أرى عرشا على الماء، فقال رسول الله r " ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى"؟ قال:
أرى صادقين وكاذبا - أو كاذبين وصادقا - فقال رسول الله r " لبس عليه، دعوه **
وعنه أيضا:
** خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صياد، قال: فنزلنا منزلا، فتفرق الناس وبقيت أنا وهو. فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي، فقلت: إن الحر شديد، فلو وضعته تحت تلك الشجرة. قال: ففعل، قال: فرفعت لنا غنم، فانطلق فجاء بعس )
فقال:
اشرب أبا سعيد ! فقلت: إن الحر شديد واللبن حار، ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده - أو قال آخذ عن يده - فقال: أبا سعيد ! لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد: من خفي عليه حديث رسول الله r ما خفي عليكم معشر الأنصار، ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله r؟ أليس قد قال رسول الله r هو عقيم لا يولد له، وقد تركت ولدي بالمدينة؟ أو ليس قد قال رسول الله r لا يدخل المدينة ولا مكة، وقد أقبلت من المدينة، وأنا أريد مكة؟. قال أبو سعيد الخدري t
حتى كدت أن أعذره، ثم قال: أما والله إني لأعرف مولده وأين هو الآن. قال: قلت له: تبا لك سائر اليوم **
ومن أقوال العلماء في ابن صياد هل هو الدجال الأكبر أم لا،
قوله البيهقي
في سياق كلامه على حديث تميم الداري السابق فيه أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد، وكان ابن صياد أحد الدجالين الكذابين الذين أخبر r بخروجهم، وقد خرج أكثرهم،
وكأن الذين يجزمون بأن ابن صياد هو الدجال لم يسمعوا بقصة تميم، وإلا فالجمع بينهما بعيد جدا؛
إذ كيف يلتئم أن يكون من كان في أثناء الحياة النبوية شبه محتلم، ويجتمع به النبي r ويسأله أن يكون في آخرها شيخا كبيرا مسجونا في جزيرة من جزائر البحر موثقا بالحديد يستفهم عن خبر النبي r هل خرج أو لا؟ فالأولى أن يحمل على عدم الاطلاع
، أما عمر فيحتمل أن يكون ذلك منه قبل أن يسمع قصة تميم ثم لما سمعها لم يعد إلى الحلف المذكور،
وأما جابر فشهد حلفه عند النبي r فاستصحب ما كان اطلع عليه من عمر بحضرة النبي r
وقال النووي:
قال العلماء:
وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة