بارك الله بكم أختي في الله ريحانة الدار ... وجزاكم الله خير الجزاء وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ويأخذون أنقاه وأصفاه وأقواه بأدلته الشرعية .
لو تمعنتي أخيتي وتدبرتي الحديث الشريف أعلاه والذي جاء مباشرة بعد الفقرة المعترض عليها لوجدتي أن الشيخ يستدل بهذا الحديث .. أي أن الإنكار على هؤلاء النسوة اللواتي يسرحن شعورهن ويخرجن كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ....
فللمرأة أن تتفنن في التسريحة لزوجها وتتجنب التشبه بتسريحة معينة تشبه تسريحة كافرة أو فاسقة.
ثم أضيف لك أخيتي الأسئلة التالية وإجاباتها للشيخ الفوزان – حفظه الله - :
469 ـ تظهر بين الحين والآخر تسريحات خاصة بالشعر فيقتدي بها العديد من النساء، حتى يصبح كشعر الرجال، أو صبغة بألوان متعددة، أو جعله منفوشًا منكوشًا يضطرها غالبًا للذهاب للكوافير ودفع مال يتراوح قيمته ( 100-1000 ) ريال وربما تجاوز ذلك ؟
شعر رأس المرأة جمال لها مطلوب منها العناية به وإصلاحه بما يحتاج إليه من رعاية وتجميل في حدود المباح، ومطلوب منها توفيره وستره عن الرجال غير المحارم، وستره أيضًا في الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يقبل الله صلاة حائض بغير خمار ) [ رواه الإمام أحمد في مسنده ( 6/218 ) ، ورواه ابن ماجه في سننه ( 1/215 ) ، ورواه غيرهما ] ، والمراد بالحائض هنا من بلغت سن الحيض، وأما العبث به بالقص، أو بجعله مشابهًا لرأس الرجل، أو بتشويه صورته، أو تغير لونه من غير حاجة؛ فكل ذلك لا يجوز؛ إلا صبغ الشيب بغير السواد؛ فإنه مطلوب، وكذا لا يجوز المغالاة بتكاليف تسريحه، والذهاب إلى الكوافير التي ربما يكون العاملون فيها من الرجال أو النساء الكافرات، وإنما تصلح المرأة شعرها في بيتها؛ لأن ذلك أستر لها وأيسر تكلفة .
470 ـ ما حكم قص الشعر على هيئة مأخوذة من مجلات غربية أو قصات معروفة بأسماء معينة منتشرة بين الناس وهي مستوردة من الغرب أيضًا ؟
471 ـ إذا انتشرت هذه القصات بين نساء المسلمين بشكل كبير؛ هل تعتبر أيضًا تشبهًا أم لا ؟ ( نرجو إيضاح هذا إيضاحًا شافيًا ) ، وما هو الضابط في هذا بارك الله فيكم؛ لأن هذه مشكلة تواجه الجميع ؟
نقول : خلق الله سبحانه شعر رأس المرأة جمالاً وزينة لها، وحرم عليها حلقه؛ إلا لضرورة، بل شرع لها في الحج أو العمرة أن تقص من رؤوسه قدر أنملة، في حين إنه شرع للرجل حلقه في هذين النسكين، مما يدل على أنه مطلوب من المرأة توفير شعرها وعدم قصه؛ إلا لحاجة غير الزينة، كأن يكون بها مرض تحتاج معه إلى القص، أو تعجز عن مؤنته لفقرها، فتخفف منه بالقص؛ كما فعل بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته (3) .
أما إذا قصته من باب التشبه بالكافرات والفاسقات؛ فلا شك في تحريم ذلك، ولو كثر ذلك بين نساء المسلمين، مادام أن أصله التشبه؛ فإنه حرام، وكثرته لا تبيحه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم؛ فهو منهم ) [ رواه الإمام أحمد في مسنده ( 2/50 ) ، ورواه أبو داود في سننه ( 4/43 ) ] ، وقوله : ( ليس منا من تشبه بغيرنا ) [ رواه الترمذي في سننه ( 7/335 ) ] .
والضابط في ذلك أن ما كان من عادات الكفار الخاصة بهم؛ فإنه لا يجوز لنا فعله تشبهًا بهم؛ لأن التشبه بهم في الظاهر يدل على محبتهم في الباطن، وقد قال الله تعالى : ** وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ** [ سورة المائدة : آية 51 ] ، وتوليهم محبتهم، ومن مظاهر المحبة لهم التشبه بهم .
انتهى
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان "