عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-09-2008, 07:09 PM   #1
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي الوليّ...رجلٌ من أهل الجنّة يمشي بين أظهرنا

الحمد الله وليّ الصالحين و ناصرهم فهم سمعه و بصره...
و الصلاة و السلام على أفضل و أعظم أولياء الله تعالى خاتم الرسل,صلوات ربي و سلامه عليه...
أما بعد:
فقد أخرج الامام الولي البحاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه حديثا عظيما فيه الأمل و الرغبة...فقال:
((حدثنا محمد بن عثمان ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا سليمان بن بلال ، حدثني شريك بن عبدالله بن أبي نمر ، عن عطاء ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته ))

من عادى و لياً من أولياء الله تعالى فقد اقترف كبيرة من الكبائر..فهو بمثابة اعلان الحرب على الله تعالى كآكل الربا كما في سورة البقرة (** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ **2/278** فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ **2/279**

و ذه الحرب يدخل فيها ضمناً رسولنا صلى الله عليه و سلم إذ طاعته صلى الله عليه و سلم من طاعة الله سبحانه و تعالى,و عندئذ يدخل فيها الانبياء و الرسل و الصالحون....
فهي حربٌ بين المعادي من جهة و بين الله تعالى و أحباؤه و أولياؤه من جهة أخرى...
و منْ كانت هذه حاله فلا نجاة له عند الموت و بعده في القبر حتى يصل الى جهنّم أعاذنا الله و اياكم من حرّ لهيبها...

ذا منْ عادى...فكيف بمنْ نكل و عذّب و ظلم وليّا فضلا على أن يقتله!!!!
و كنّا قد ذكرنا في رسالتنا (ما أكثرُ الأولياء...هم قلّةٌ لله....) صفة الوليّ و سَمْتِه فارجع اليها غير مأمور..
ثمّ ذكر لنا الرسول صلى الله عليه و سلم سلّماً للوصول الى مرتبة الأولياء...إذ الوليّ يلزمه تكاليفٌ أكثر من غيره ليس كما يزعم الغلاة من أهل التصوف و يروون في ذلك قصص لا سند لها فهي أشبه بالاسرايليات...

وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه...
التزام الفرائض أولى درجات الوليّ...فلا وليّاً من ترك الصلاة...الصوم...الحجّ...الزكاة... الجمعة...و غيرها من الواجبات...
ثم التّقرب بما افترضه ربّ العزة..ليس بما تشتهيه الأنفس من البدع و من التزمها فهو من أبعد النّاس عن مرتبة الأولياء...فلا ولياً الاّ باتّباعه للكتاب و السنة على فهم رعيلنا و سلفنا الذين عاصروا خاتم الرسل و عاينوا عمله بنصوص الوحيين...
ثم قال:
، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه...

و هذه الدرجة الثانية...ففي الفرائض يبقى الحب ناقصاً...فيقرن مع الصلوات السنن الرواتب..و غيرها من السنن كقيام الليل...
و مع الصوم صوم يومي الاثنين و الخميس...و الأيام البيض...أو صيام نبيّ الله داود عليه السلام...
و مع الزكاة...الصدقة بعمومها...و مع الحج عمرة و هكذا...
ثم قال:

، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به...

و هذه ثمرة من التزم الفرائض و أكثر من السنن...زيادة توفيقٍ من الله تعالى حتى بات سمعه يوافق سمع الله تعالى الشرعيّ..فلا يسمع الاّ ما يحبّه الله تعالى و ما دون ذلك يصرفه الله عنه ...و هذه نعمة عظيمة أن يكون المرء لله تعالى...سمعه آمنٌ عليه و كذاك بصره و بقية جوارحه...فهو بحقٍ رجلٌ من أهل الجنة يمشي على الأرض...
ثم قال:
، وبصره الذي يبصر به..

و كذاك جارحة البصر فلا تقع الاّ على ما يرضي الله تعالى...فهو يرى بنور الله سبحانه...
ثم قال:

ويده التي يبطش بها...

كذلك يده فلا تبطش الاّ ما أمر الله ببطشه و لا تلمس الاّ ما أمر الله بلمسه...فهو أيّ الوليّ شابه ملائكة السماء لولا أنّ أصله من ترابٍ ثمّ قلبه بين اصبعين من أصابع الرحمن..
ثم قال:

، ورجله التي يمشي بها...

فهنيئاً ذاك الوليّ فهو يسير بمعيّة الله تعالى...كأنه أُلبس سروال الإحسان مع تاجه...فعين الله تعالى ترعاه فهو العبد المخيّر المسيّر...

ثم قال:
وإن سألني لأعطينه...

و منْ كانت ذه حاله فلنْ يردّ مولاه يده صفراً...فهم مجابٌ للدعوة..لأن مطعمه من حلال فيده إذ هي مكسب رزقه فلا تبطش الا بما يرضي الله تعالى...و رجله التي هي مكسب رزقه فلا تسعى الاّ فيما يرضي الله تعالى..فمطعمه و مشربه و ملبسه من حلالٍ و غذّي بالحلال فسيستجاب له....

ثم قال:
ولئن استعاذني لأعيذنه...

فقد آوى الى ركنٍ شديدٍ و عظيمٍ...فإن سأله مسألة أعطاه إيّاها و إن استعاذه من شيئ أعاذه...ففي الرغبة و الرهبة مولاه يعطيه....

ثم قال:
وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن. يكره الموت وأنا أكره مساءته

أي قبض روحه...هنيئاً لذاك الوليّ...المؤمن...
يكره الله تعالى أن يحزنه و الكره هنا شرعيّ لا قدريّ...
فالوليّ يكره الله تعالى له كل ما يضره و يسيئه...
جعلني الله و ‘ياكم من أوليائه...
كتبانه على عُجالة و كنّا نودّ أن نفصّل لولا الصوارف التي أحاطت بكاتب هذه السطور...
صوارف جعلت مارية في مكانٍ و والدها في مكانٍ آخر و عبد الرحمن و والدته في مكانٍ غيرهما...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة