عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-07-2009, 02:18 PM   #7
معلومات العضو
( الباحث )
(مراقب عام أقسام الرقية الشرعية)
 
الصورة الرمزية ( الباحث )
 

 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كان يا مكان .....................فى قديم الزمان .....



لست من محترفى كتابه القصص فكيف اذا كانت روايه وليس قصه صغيره ..... وكل ما اعرفه عن القصص اننى كنت اخترع احيانا بعض القصص الهادفه او التى احفضها من تاريخنا الاسلامى والعربى لاسردها على اطفالى حتى ارسخ بهم بعض الاهداف التى اريدها ....وايضا لافتح فى عقولهم نوافذ كثيره قد تفيدهم فى حياتهم المقبله ...

والان .....نعم هى قصتى ....قصه حياه امتدت اكثر من اربعون سنه او اكثر ...

كنا اسره بسيطه وسعيده ولله الحمد ....ورغم بساطه الموارد التى تقتصر على عمل الوالد كموضف فى احدى الوزارات الا اننا كنا نعيش ولله الحمد بوضع مستقر لا ينقص علينا شىء نعيش كما يعيش باقى افراد المجتمع على الاقل الذى يحيط بنا .....وانتم تعلمون بساطه الحياه السابقه وطعمها المميز....

ثلاثه فتيات ....وثلاثه صبيه ....نعم نحن هم حصيله الحب الكبير الذى كان احد سمات هذا البيت البسيط بين والدى رحمه الله ...ووالدتى ايضا رحمها الله وجميع اموات المسلمين...

نعم كنت طفلا صغيرا ....ولكننى بعد ذلك اصبحت استشعر كثير من المشاهد التى رصدها عقلى وقلبى داخل هذا البيت السعيد والتى لم اكن اعلمها مسبقا وكيف تفسر او كان تلك الامور التى كانت فى حياتنا هى موجوده فى كل بيوت البشر ...ولكن لا ....للاسف ..لمذا ...لاننى بعد ان دخلت لاحقا فى مرحله الفهم ....لا حضت ان ليس كل البيوت وما يحدث بها متشابهه!! حتى وان كان بابك على بابهم بل حتى لو كانو من المقربين اليك فسبحن الله تلك هى النعم التى يختص بها الله ويميز بها انسان واخر ...
حسنا ايها الباحث ...ما هى تلك المميزات التى لم تكن لدى الغير ....

نعم نعم ....اقصد نوع العلاقه الجميله والصادقه والتى تبرز معنى الحب الحقيقى بين رجل وامراه ...
كان بين والدى ووالدى حب كبير ..كبير جدا ...وتفاهم رائع ...ورضا ...نعم انه الرضى
الرضى الذى كان يملى حياتهم فكان لابد ان يظلهم الله بالهناء ويرضى عنهم

لا اتذكر مطلقا اننى سمعت او رايت او شاهدت .... نقاشا او كلاما بين والدتى ووالدى فى صوت مرتفع
بل اننى لا اسع الصوت اصلا ...

ولعلى اطلعكم على احد المشاهد الذى يرسخ بقعلى ولا انساه ابدا .....

يقوم والدى على صلاه الفجر .....يصلى الفجر ويصحى والدتى ....وحتى تتوضء والدتى وتنهى صلاتها
يكون والدى قد عمل فطورا له ولها ...وللاطفال ايضا قبل ذهابهم الى المدارس .....
وبعد ان ينهى والدى كل تلك الامور بالفجر يضع سجاده فى حوش البيت ...بالهواءالطلق ويبدا بقرائه القران ....فتنتهى والدتى من من صلاتها ثم تذهب الى المطبخ وتضع ما وضعه والدى على صينيه وتحضرها الى سجادته وتجلس بجانبه ....ويكون قرئ ما شاء الله .....فيتوقف عن القرائه ويتناول فطوره وينطلق الى عمله ........وبعد ذلك تبدا والدتى بافاقتنا للمدرسه ....ونجد الصنيه واثارها على السجاده ونفطر بعد ان نجهز ملابسنا ونخرج........

كثير من المرات كنت اشعر بوالدى حين يصحى ....على الفجر ....واقوم وانا شبه نائم لاراه يقرا القران على ذلك الفراش فى تلك الساحه من البيت ....بصوت مرتفع قليلا ....فاتى وبدون صوت اجلس بجانبه
فيرانى بعينه وهو يقرا القران ويبتسم ويفتح ذراعه ويستقبلنى ....ويجلسنى على يمينه .....وهو مستمر بالقرائه ....وانا دائما ....اجلس بجانبه وبمجرد جلوسى واستماعى له يقرا المصحف ....انام مره ثانيه
وكاننى اسمع نشيدا يطربنى .....واصحى حين تفيقنى والدتى لاحقا حين يكون قد خرج الى عمله لالبس ملابس المدرسه واغسل وجهى ......رحمك الله يا والدى وجمعنا بك بالجنه انت ومن تحب .


مشهد اخر حين يعود من العمل ...نكون كلنا بانتظاره للغداء ممنوع ان ياكل احد لوحده ...نجتمع على المائده ....يدخل يغير ملابسه ويغتسل ويجلس ....نتناول الغداء ....وكم مره كان يعطى نصيبه او جزء من قطعه الدجاج او اللحم لاخى الصغير حين يراه وهو سعيد لانه انهى قطعته ....فتعطيه والدتى جزء من قطعتها .......رحمها الله .
ينام الى صلاه العصر ....ثم يقوم للعصر فيصلى ويبدا بكنس الساحه ويمسحها بالماء لترطب الجو ثم يضع فراشه وتلك السجاده الكبيره بعد ان يصنع القهوه ....يذهب يصحى والدتى مره اخرى لتشرب القهوه ....فى تلك الاثناء يقرا ما تيسر من القران .....وانا مكانى دائما ....نائما على جنبه الايمن حين اسمعه يقرا بسكينه .....

نعم كان يحبها ...كان يعاملها كالاميرات رغم بساطه العيش .....وكان هذا الحب الكبير نرتشف منه
كل يوم انا واخوتى ولله الحمد حتى ملا الحب هذا البيت ....
كان والدى ذو شخصيه قويه ولكنها هادئه كادح فى عمله ترى ملامح التعب على جبينه حسن المنظر وكان من اهم صفاته انه قنوع جدا وبر بوالديه وخصوصا والدته ....ويحبها جدا .... مع انها بعيده عنه فى بلد اخر هو مسقط راسه ....وهو الان يعمل فى الخليج .....
والدتى جميله وهى ليست من نفس العائله مع انها ابنه خالته ....ومن عائله كريمه ....
وكان زوجها وابنائها هى كل حياتها ...رحمها الله .

كان هذا الحب ....والطمانينه ...والجمال .....لا يتمتع به اقرب المقربين من البيوت من اقربائنا ....
وكانوا هم النموذج الذى ينظرون اليه الاعمام جميعا ولله الحمد حتى لو لم يكن لديهم ما يشبه هذا النموذج !! ولكن كان والدى ووالدتى سياستهم عدم التدخل مطلقا فى خصوصيات اى من كل من يعرفهم او يعرفونه ....... ولعل هذا ما ميز تلك الحياه بالرضى والهدوء والسكينه ....

نعم انا هو اكبر الذكور لا يكبرنى الا احدى البنات باربعه سنوات والباقى كلهم اصغر منا ....
واحد الاسرار التى تميزنى اننى املك ذاكره قويه جدا يستغرب من حولى من قوتها .....حتى الان ....
فلا احد يتذكر تلك التفاصيل الدقيقه ...... الا هذا الطفل الباحث من يومه !

وتستمر الحياه .....ويستمر الفرح .....
وحين بلغ عمرى الثمان سنوات ........وقريب من التاسعه
تعرض والدى لحادث !!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كسرت رجله !!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ونقل للمستشفى حيث كان هناك قطع فى الكسر اى جرح باللحم وبالمستشفى وبعد ان عملو عمليه لرجله ......وبعد الانتهاء من العمليه بربع ساعه ...واخوته ينتضرون خروجه من الافاقه ..........
..............مات .............مات والدى ........توفاه الله ......انتهى اجله رحمه الله رحمه واسعه ...............................

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة